إيران الإسلامية.. سياحة وديانات وتآخٍ
اجنادين نيوز / ANN
ـ الأكاديمي مروان سوداح
ـ الأكاديمية المتخصصة سياحياً – الكاتبة يلينا نيدوغينا
إِيرَان ورسميًّا الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هي دولة تقع في غرب آسيا. وهي ثاني أكبر دولة في منطقة “الشرق الأوسط” من حيث عدد السكان بعد مصر، بإجمالي 85 مليون نسمة، وكذلك ثاني أكبر بلدان هذه المنطقة مساحة بعد المملكة العربية السعودية بمساحة تبلغ 1,648,195 كم². تتميز إيران بموقع جيوسياسي يجعلها نقطة التقاء لثلاث مجالات آسيوية.
وبالتالي، يُلاحَظ بوضوح أن الحصار السياسي والاقتصادي، والتشويه الإنتقامي – الاستكباري الغربي للوقائع الإيرانية، وسياسة الغرور المتواصل المفروض على جمهورية إيران الإسلامية، يُرخي بظلاله على القطاع السياحي أيضاً، ذلك أن السياحة هي أحد أهم الروافع التي تعمل على تقريب الشعوب، والأمم، والقوميات، والأعراق المختلفة من بعضها البعض وسلامها، فعندما يختلط الناس بعضهم ببعض، يحتفلون بافتتاحهم حقبة جديدة جلها التفاهم والتعاون، ثم بناء الصداقة وترسيخها مع مرور الأيام والسنين والعقود، فإعلان الأخوَّة في أوساطهم، ما يُفضي بالتالي إلى التحالف، وتوقيع مختلف المعاهدات، والإعلانات، والتفاهات في مختلف الحقول والمجالات، ما يدفع بالشعوب المتفاهمة إلى رغبة تتعاظم مع مرور الأيام والشهور والسنين إلى تأصيل مسيرة جامعة لتتعرَّفِ هذه الشعوب والأمم صغيرها وكبيرها عددياً على بعضها البعض عن قُربٍ، وبالتالي يعمل كل ذلك على تذليل وفضح التآمر الخارجي على تلكم الأقطار، التي تختار طريقاً جديدةً للتعبير الواضح عن ذلك وعن تطلعاتها المشروعة، ومن تلك الدول والأُمم جمهورية إيران الإسلامية، والأُمة الإيرانية المتكاتفة بكل قومياتها وأعراقها وأديانها، والتي أكدت للعالم أجمع وضعها المتميز صناعياً، وزراعياً، وعسكرياً، وعلمياً، وفي فضاء غزو الفضاء لخير الإنسان والأجيال القادمة، وفي غيرها الكثير من الفتوحات العلمية التي أعلت من قيمة إيران وقيادتها الذكية والحكيمة، التي تعمل بلا كلل ولا ملل لخير شعبها وبلدها، ولأجل التقارب والتفاهم المتعاظم، الذي ترنو إليه كل الدول والأمم التي تسير على طريق الحق والحقيقة.
لزاماً علينا في هذه المقالة، أن نؤكد وقائع الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، التي تقع جغرافياً على مرمى حجر من الأُردن وفلسطين، وأن نُعلن الحقائق – التي تحاول الأقلام المُباعة في بعض الدول للأجنبي التوسعي أن تشوهها -، ومن هذه الوقائع، أن تعدد الأعراق والأديان في إيران، وبالتالي تنوع لغاتها ولهجاتها قد أفضى إلى ظهور عديد الثقافات في إيران، حيث تزهو الدولة الإيرانية العريقة بهذا الكم الهائل من هذه الثقافات والتقاليد والأعراق، مِمَّا أدَّى إلى ولادة نمط حي وجاذب للعيش السلمي المشترك، والمُنتج إجتماعياً في جميع الحقول. فمن الواضح أنه متميز، ومن النادر أن نراه في دول أخرى، إذ لا مثيل له من حيث عديد الثقافات والأعراق التي اشتهرت بتفاهمها وبنبذها التعصب بشقيه القومي والديني – المذهبي، وعمَّقت من حرية الأديان بتعاونها الوثيق مع الدولة الإيرانية التي “تمنح كل ذي حق حقه”، بل ونَمَا في عقول ومشاعر أبنائها احترام ومحبة الضيف وإكرامه وحمايته، وهو ما يُثبت الخِصال السامية التي يتمتع بها المواطن الإيراني عموماً، والسياسة والنهج الدولتي لإيران الشقيقة، التي تجهد ما وسعها الجهد والعمل والأمل، للتقارب والتعاون المُثمِر مع العالم العربي في قارتي آسيا وإفريقيا، وها نحن نرى في هذه الأيام بالذات، تطبيقات مُبدِعَة لهذا التقارب العربي – الإيرانين الذي يَتَّسع يوماً بعد يوم.
تُشير المراجع الإيرانية، إلى أن كثيرين يعتقدون بأن إيران هي موطن المسلمين الشيعة فقط، إلا أن الحقيقة هي غير ذلك؛ فرقعتها الجغرافية الواسعة، وتاريخها الضارب في القدم جعلاها موطناً لعشرات الأديان والمذاهب التي تمارس طقوسها حتى يومنا هذا. ويتبع معظم الإيرانيين (85 مليون نسمة ونيِّف، وفقاً لرقم الإحصاء الأخير) الدين الإسلامي، وأغلبهم من المذهب الشيعي الإثنا عشري. وذكرت وكالة أنباء “شفقنا”، أن الشيعة في إيران يشكلون نحو 92% من مجموع الإيرانيين.
من الضروري التأكيد هنا، على أن السياحة في إيران متنوعة الفضاءات، ففيها الكثير من المواقع السياحية الطبيعية والأثرية والدينية، كونها أرض واسعة غزيرة الحضارة تاريخياً. كذلك، يمكن فيها ممارسة التزلج والصيد بخاصة في جبال البرز، وقضاء العُطلات في شواطئ الخليج وبحر قزوين، وتُعَدُ إيران الشقيقة البلد الثامن والستين من البلدان المُستقطِبة للسياح عالمياً، وتُعتَبَر جزيرة “كيش” الإيرانية من أكثر المواقع السياحية في إيران، ويزور إيران في كُل سنة أكثر من مليون سائح فقط (!)، وها هي تعمل من جديد بجد وسرعة وبتخطيط علمي، لتعظيم الجذب السياحي إليها بمختلف أوجهه، وقد نجحت في ذلك بالرغم من الحصار الثقافي والسياحي وغيره من اشكال الحصار الذي تفرضه على إيران وشعبها الأنظمة الاستكبارية ومن لف لفها من جهات تعتاش على الشرور، وتشوِّه هذه الجهات سمعه الآخر وواقعه، في سبيل تعبئة خزائنها بالأموال الحَرام، التي لا تُبقِي لصاحبها سوى مصير الحَرْق في جهنم أبدية.
ـ فأهلاً وسهلاً بكم في إيران الشقيقة، للاطلاع على وقائعها وحقيقتها الجاذبة، وشعبها الشقيق البسيط والطيب القلب، ولِلَمس طيب المشاعر وكَرَم الضيافة لدى شعبها المِعطاء، والجواد، والسخي، والذكي.
…