السلام والتنمية هما السعي المشترك لشعوب العالم
اجنادين نيوز / ANN
بقلم فاتن دونغ، صحفية صينية
شنت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى الحرب على العراق في مارس 2003 على الرغم من عدم وجود تفويض من الأمم المتحدة، بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل. على الرغم من مرور 20 عاما على اندلاع هذه الحرب التي بدأت بالأكاذيب، إلا أن ما خلقته الحرب من الاضطرابات والموت والأذى والخراب ترك بلا شك جروحا في قلوب من عاشوه. وتشير إحصائية عالمية إلى أنه بين الفترة من عام 2003 إلى عام 2021، أسفرت الحرب والصراعات العنيفة عن مقتل حوالي 209 آلاف مدني وتشريد حوالي 9.2 مليون شخص في العراق.
لقد انتهت تلك الحرب، لكن عالمنا اليوم ليس خاليا تماما من الحروب والصراعات. من جهة لا يزال الصراع بين روسيا وأوكرانيا مستمرا. لم يؤثر الصراع على الاقتصاد ومعيشة الشعب في روسيا وأوكرانيا فقط، بل كان له أيضا تأثير كبير على أسعار الغذاء والطاقة والأسواق المالية العالمية، وتعافي الاقتصادي العالمي. وعلى مدار العام الماضي، فر ملايين اللاجئين من أوكرانيا، مشكلين أكبر موجة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
من جهة أخرى، دخلت الأزمة السورية هذا الشهر عامها الـ12. ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، فقد أكثر من 350 ألف سوري أرواحهم في الصراع. وتسببت سنوات من الحرب في نزوح عشرات الملايين من الناس. إضافة إلى ذلك، ضرب سوريا شهر فبراير الماضي زلزال بلغت قوته 7.8 درجة، مما زاد معاناة الشعب السوري. قالت القائمة بأعمال مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، غادة مضوي، إن الناس في سوريا عانوا من 12 عاما من الصراع والأزمة الإنسانية، مشيرة إلى أن 15.3 مليون سوري -أي نحو 70% من جملة سكان سوريا- يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.
من الواضح أن الشعوب هم من يتحملون الثمن المؤلم للحرب، لا يوجد منتصر في الحرب، بل يجب اتباع الوسائل السلمية مثل الحوار والتفاوض والتسوية السياسية لحل النزاعات. في هذا الصدد، يعد الاتفاق السعودي الإيراني الأخير الذي تمّ التوصل إليه في بكين مثالا على نصر الحوار والسلام.
من مفاتيح حل المشاكل تسريع التنمية. السلام والتنمية والاستقرار والسعادة هي مسعى مشترك لشعوب العالم، والتنمية تتعلق بمعيشة الناس وكرامتهم. فقط عندما يكتسب الناس الأمل والكرامة من التنمية، سيختارون دعم الحوار والتسوية السياسية ورفض العنف بشكل توعي.
إن تحقيق سلام دائم في العالم، وضمان امتلاك كل دولة بيئة خارجية سلمية ومستقرة، وتمتع الناس في كل بلد بالسلام والسعادة، وحماية حقوق الناس بالكامل هي أمنيات الشعوب المشتركة، ويتطلب تحقيقها التساند والتعاون بين دول العالم لبناء عالم خال من الخوف، بل مليء بالأمن بشكل عام.