عيد “النوروز” في إيران الشقيقة.. للتآزر الشعبي والتعاضد الوطني
عيد “النوروز” في إيران الشقيقة.. للتآزر الشعبي والتعاضد الوطني
ـ إعداد: 1/ يلينا نيدوغينا: أكاديمية متخرِّجة من جامعتين روسية (تخصص هندسة كيمياء وتكنولوجيا)؛ وأُخرى أردنيَّة (تخصص سياحة)؛ وكاتبة، ومواطنة ثنائية الجنسية – الروسية والأُردنية، وتحمل أوسمة وتقديرات كورية.
ـ 2/ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني، وعضو قديم في “نقابة الصحفيين الأُردنيين”، ورئيس منظمات دولية، ومتخصص في الشؤون الكورية، وعضو فخري في “اتحاد الصحفيين الكوريين”، وحامل الأوسمة والشهادات الفخرية من القيادة السياسية الكورية وحزب العمل الكوري، ومواطن روسي الجنسية.
هذه الأيام يَحتفل الأشقاء، والأصدقاء، وجيران، ومُحبِّي، وحُلفاء جمهورية إيران الإسلامية الشقيقة والحليفة، بعيد النوروز، ومن بين مراحل الاحتفال بهذا العيد، كما تُشير المراجع، هي ارتداء الملابس التقليدية في ميدان “آرامكاه خيام” الإيراني، والخروج إلى الطبيعة في اليوم الثالث عشر من العام الجديد، في تقليد سنوي جميل وبهي، يُشارك فيه الصغير والكبير، والنساء والرجال على حد سواء، ويتنزه الشعب الإيراني خلال هذا العيد في شتى مناطق وطنه الواسعة بحَدائقه وحُقُوله الغَنَّاء، التي تكتظ عادة بالناس والعائلات، حيث يتنزه الإيرانيون في مجموعاتٍ، منها الشبابية، وكذلك كِبَار السِّن، فنرى هؤلاء وأولئك بوجوههم الباسمة، يتجولون في الحدائق العامة، والغابات، والموااقع الطبيعية، والمروج الخضراء، والأودية والسهول، في تقليد تاريخي ضارب في عُمق التاريخ، يَرمز إلى محبة الطبيعة، وطرد النحس، وتصفية الجفاف، استبشاراً بقدوم الربيع، حيث يَمضي الأشقاء الإيرانيون يومهم في أحضان الطبيعة الخلابة، التي تتمتع بها البلاد الإيرانية شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، ويتناولون الطعام التقليدي في الحدائق والبساتين التي تتميز برحابها الواسعة.
عيد “النوروز”، ويُسمَّى بالفارسية “سيزده بدر” – هو، وفقاً للمراجع، جزءٌ من التراث الفارسي المُمتد منذ آلاف السنين، وعبر التاريخ، وإلى يومنا هذا، ويُصادف اليوم الـ13 من شهر (فروردين)، أول شهور السنة الفارسية، التي تبدأ في التقويم الميلادي في 21 من مارس/ آذار، وتنطلق مع الاحتفالات التي تتواصل منذ أكثر من 2000 سنة انطوت، إذ يكتسب العيد بُعداً أُسطورياً وشعبياً في قارة آسيا بالذات، لكن نوروز عيد لا يشابه 13 بدر. فالنوروز يَعني رأس السنة، و 13 بدر يصادِف في اليوم الثالث عشر من الشهر الأول من العام. وبالتالي، يَعتقد الإيرانيون أن جزءاً من اليوم الثالث عشر يجب أن يقضيه هؤلاء الإيرانيون خارج المنزل، أي في الطبيعة الغَنَاء، وبمرافقة الجَمَاليَّات المختلفة التي تزدهر في هذه الطبيعة، التي تشتهر إيران بها في أعين البشرية الناطقة بمختلف اللغات والمنتمية لشتى القوميات.
إضافة إلى كل ما تقدَّم، من الضروري، والمهم، واللازم، التنويه إلى أنه بالإضافة إلى إيران، يتم الاحتفال بعيد النوروز في العراق، والهند، وأفغانستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان، وأذربيجان، وروسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وألبانيا، وتركمانستان، وسوريا، وجورجيا، وباكستان، ومقدونيا الشمالية، وغيرها من البلدان أيضاً.
اللافت للانتباه، بأن المُحتَفين بعيد النوروز يرتدون الملابس التقليدية، بخاصةٍ في ميدان آرامكاه خيام، وحديقة الشعب في العاصمة طهران، وهي إحدى الحدائق العامة الكثيرة التي يحتفل فيها الإيرانيون بيوم الطبيعة، التي تسبغ عليهم الكثير من الهدوء والسكينة، وتعمل على تقريب العلاقات وتعميق الإخلاص بين الناس، وشد أزرهم بالتضامن الجماعي لبعضهم البعض.
احتفاء الملايين من الأشقاء الإيرانيين، بخاصةٍ في الجمهورية الاسلامية الإيرانية بالنوروز ورأس السنة الجديدة الفارسية، إنَّمَا يترافق مع احتفاء مئات الملايين حول العالم به، بدءاً من يوم 20 مارس/ آذار، حيث يُعتَبر النوروز إحدى أكبر مظاهر وَحْدَة الشعب الإيراني العظيم، برغم اختلاف قومياته، وأديانه، وثقافاته، وألسنته، فبعد دخول الإسلام إلى أرض إيران، تعامل بلطف مع سائر الأديان والعادات والتقاليد، ومنها عادات الإيرانيين الدينية، الأمر الذي جعل تلك العادات لا تندثر، ولا تُزَال من المجتمع .
وجدير بالذكرِ، أن السنة الفارسية تبدأ في 21 من مارس/ آذار، وتنطلق معها احتفالات عيد النوروز، الذي يعود تخليده إلى ما قبل بداية التاريخ الميلادي (أكثر من 2000 سنة مضت)، وهو يكتسب بُعداً أُسطورياً وشعبياً في آسيا، وللعديد من الشعوب ومواطني كوكبنا، مِمَّن يتطلعون صوب الإخاء بين الشعوب، وتعظيم المشتركات بينها، للالتحاق بركب الأخوَّة الأمميَّة للبشر أجمعين.
وبهذه المناسبة التاريخية والعالمية والشعبية والوطنية – القومية الإيرانية، عيد النوروز، نتقدم بتهانينا الحارة وتمنياتنا القلبية بالسؤدد والنجاح والتألّق في كل الشؤون لإيران، المُنَاضِلة القوية والمِعْطَاءَة والحَبيبَة، وبخاصةٍ نهجي تهانينا لفخامة السيد الرئيس إبراهيم رئيسي المكرم، والشعب الإيراني الصديق والحليف، وسعادة السيد السفير الإيراني في الأردن، وجميع أعضاء سفارة جمهورية إيران الإسلامية لدى المملكة الأردنية الهاشمية، وإلى الحكومة الإيرانية الكريمة، وكل عام وأنتم جميعاً بخير وسؤدد دائم وهناءٍ عَميم.