نؤيّدُ الطَّرْد الفَوُرِيِ للسَفِيِر.. وإغْلاَق السَّفَارَة.. وتَجِمِيِدِ العَلاقَاتِ
اجنادين نيوز / ANN
ـ بقلم: الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أُردني، ومواطن روسي الجنسية، وعضو قديم في “نقابة الصحفيين الأُردنيين، وفي “لاتحاد الدولي للصحفيين”، ورئيس منظمات دولية، وحامل الأوسمة والشهادات الفخرية من القيادات السياسية لعدد من الدول الحليفة والصديقة.
كان تصويت مجلس النواب الأُردني على توصية للحكومة بطرد السفير “الإسرائيلي” من عَمَّان؛ احتجاجاً على ما صدر من أحد وزراء حكومة اليمين الصهيوني المتطرف والفاشي؛ سريعاً وتميز بالحدَّة، لا سيِّما بشأن الإغلاق الكامل للسفارة الصهيونية في المملكة، وهو مطلب شعبي شامل لدينا في الأردن، لم يتراجع عنه الأردنيون قد أنملة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية للأُردن مع الكيان الغاصب، ولن يتراجعوا عن مطلبهم هذا قيد أنملة.
جرى هذا التصويت، وفقاً لِما بثته وكالة الأنباء الأُردنية الرسمية “بترا”، خلال الجلسة التشريعية التي عقدها مجلس النوب الأُردني برئاسة رئيسه أحمد الصفدي، وحضور هيئة الوزارة الأردنية، طالب فيه الصفدي الحكومة بإجراءات فاعلة ومؤثرة تجاه استخدام وزير مالية ما يُسمَّى بـِ”إسرائيل”، خريطة مزعومة “تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية” والأراضي الفلسطينية المحتلة”، حيث أكد النواب رفضهم لِمَا جاء من أفعال الوزير الإسرائيلي و وقوفهم خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وقواتنا المسلحة – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية في التصدي لكل مَن يحاول النيل من الوطن وسيادته. وأشاروا إلى أن ما قام به وزير الاحتلال: “ينم عن غطرسة إسرائيلية لا تحترم المعاهدات والمواثيق الدولية”، ومطالبين الحكومة بالتحرك لمواجهة هذه التصرفات الرعناء. وفي ردِّه على مداخلات النواب، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، أن “هذه المواقف توحِّد الأردنيين، وأن خارطة الأردن لا يرسمها إلا الأردنيون، والأردن بقيادته الهاشمية عَصي على المؤامرات كافة”.
لا يكفي مطالبة النواب للحكومة الموقرة بقطع علاقات المملكة مع كيان الصهيونية الدولي المعادي لنا وللأُمة العربية كاملة وحقوقها المشروعة، بل إن الأهم هو تنفيذ هذه المطالب فوراً ودون أي تلكؤ ومُمَاطَلة، إذ قد نشهد “نسياناً !” شاملاً لهذه المطالب البرلمانية، لتبقى حبراً على ورق، إلى أن ينساها البرلمان ذاته والناس جميعاً!
إضافة إلى ذلك، من الضروري والأهم قطع العلاقات التجارية، والاقتصادية، والسياسية – الدبلوماسية، وغيرها من أشكال العلاقات والصِلات مع تل أبيب، ولا ننسى هنا العلاقات السياحية حيث نشاهد السياح القادمين من هذا الكيان “يتمشورون” في مدننا وبين آثارنا التاريخية بكل ثقة مُتَحدِّين مواطنينا، وكأنهم على أرضنا أسياداً في كيانهم، وفي حماية جيشهم الاحتلالي النازي. إن تنفيذ هذه الإجراءات، وترجمة غيرها من القرارت ذات الصلة على أرض الواقع اليومي، سوف تُعلي مكانتنا السياسية والنضالية وقوّة سياستنا ودولتنا الحبيبة في مختلف رياح المَعمورة.
إن عدم إتخاذ إجراءات عملية وفعَّالَة ضد التصرفات الصهيونية المعادية لنا ولحقوقنا وسيادتنا على ترابنا، إنَّمَا سيعني للعدو بصريح العبارة، أننا غير مهتمين “فِعلاً” بقطع العلاقات معه، وأن تصريحاتنا المناهضة لتوسعيته إنما هي مَوَّال للاستهلاك المحلي والعربي والإسلامي، وربما الدولي أيضاً، وسيبقى العدو بالتالي يَسرح ويَمرح في فيافينا اليوم وكل يوم، إلى جانب مهاجمته لنا، ومحاولته تصويرنا بالضعفاء الذين يكثرون من الكلام دون الأفعال على أرض الواقع اليومي.
جميعنا يَعرف أن النهج التوسعي الصهيوني الثابت الذي لم ولا يتراجع، توسَّع هذا العام بوحشية واضحة، مُدِيراً ظهره للعالم برمته ومتحدياً له ولكل القرارات الأممية الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة، ومدَّ يديه الطويلتين وبعث بمستوطنيه للاستيطان المدجج بسلاح القتل والسحل إلى المساجد والكنائس الرئيسية في مدينة القدس وإلى غيرها من المدن والقرى والمناطق التي يرفض الاحتلال الاعتراف بأنها تابعة للحكومة الفلسطينية وفق الاتفاقيات الثنائية ما بينه وبين “حكومة رام الله”، التي عملياً لا يعترف بها الأزلام الحاليين لليهودي – الصهيوني، السفاح “أدولف هتلر” الذي قتل مئات ملايين البشر، ولا يعترفون بالدولة الفلسطينية بالرغم من كل القرارت التي اتخذها المجتمع الدولي في هذا الشأن، ويديرون ظهرهم “بثبات!” لكل ما يمكن أن يُعرقل احتلاليتهم، التي تُعتَبر نسخة طبق الأصل بكل تفاصيلها عن احتلالية وسياسة وهمجية “شيكل غروبر” – السفاح هتلر النازي، الذي تحترق روحه وتصيح منذ عام 1945 في نار جهنم أبدية لا عودة عنها.
إن عدم إتخاذ إجراءات سريعة وقاسية وفعَّالة للجم النهم التوسعي الثابت للعدو الصهيوني، سيَعني له بأننا ضُعفاء أمامه ونخشاه، وسيعتقد، توافقاً مع نهجه بأننا كذلك نريد الإبقاء على علاقاتنا معه مَهْمَا تمادَى في قتل الفلسطينيين فرادى وبالجُملة، وهدم بيوتهم، وزجّهم في السجون والمعتقلات. وسيعني هذا أيضاً بالنسبة له أن التوسع الصهيوني على الأرض، وبكل الوسائل، مُمْكِن باتجاه الأردن، وكذلك الإبقاء على خريطة الأُردن ضمن كيانه المصطنع دولياً سيكون دائمياً (لا سمح الله)، فهذا العدو الشنيع لدى الغالبية الساحقة من ناس الدنيا شكلاً وجوهراً لا يحترم الاتفاقات ولا التفاهمات، لكونه مدعوم كونِيِ من الأنظمة والمنظمات التي هي “طبق الأصل” على نمطه ومثاله، بل هو لا يَفهم سوى لغة القوة وحدها، فالقوة القاهرة هي الوحيدة القادرة على تحرير فلسطين.. كل فلسطين من النهر إلى البحر.. ونحن نؤمن بذلك بعُمق، ونطالب به اليوم ونكرره كل ساعة وكل يوم .