أزمة البنوك الأمريكية والأوروبية وتآكل الكيانين الصهيونيين في فلسطين وأوكرانيا المحتلتين ستنهي قريبا هيمنة القطب الاوحد وهيمنة الدولار على العالم وتغيرات قادمة لم تحدث منذ ١٠٠ عام…

اجنادين نيوز / ANN

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…

منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الحرب العالمية الثانية وبسبب تلك الحروب أخذت الدول تطبع اوراق العملات الخاصة بدولها بكميات كبيرة لتغطية نفقات تلك الحروب دون أن يكون هناك ما يعادلها من الذهب، الأمر الذي أدى إلى هجرت الأرصدة الذهبية بمئات الأطنان من البنوك المركزية في أوروبا إلى بنوك أمريكا خوفا عليها من الضياع والنهب والسلب، وفي عام ١٩٤٤ عقد مؤتمر بريتون وودز ومنذ ذلك الوقت والبنك المركزي الأمريكي الفيدرالي هو المسيطر على العالم بعد أن فرض الدولار ليكون النقد الوحيد لمبادلته بالذهب حتى أصبح الدولار مغطى ١٠٠% بالذهب العالمي، وبعد ذلك بدأت أمريكا بالسيطرة على العالم إقتصاديا وسياسيا وعسكريا حتى سيطرت على كل المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن وسيطرت بالذات على ما يسمى البنك الدولي الذي نهب أموال وخيرات وذهب العالم بخطط ومشاريع جهنمية منذ ذلك الوقت إلى يومنا الحالي للأسف الشديد، بالرغم من وجود معسكر إشتراكي بقيادة الإتحاد السوفياتي سابقا كمناهض للمعسكر الرأسمالي الجشع بقيادة أمريكا، إلا أن الدولار أصبح العملة الوحيدة للتبادل التجاري بين كل الدول الرأسمالية والإشتراكية وأصبح بذلك الإقتصاد الأمريكي قوي جدا وهيمن البنك الفدرالي الأمريكي على دول العالم وصندوق النقد الدولي هيمن على عملات وإقتصاد دول العالم خاضعة لتعليماته وتوصياته….

تأثر الدولار وإنحدر في الستينات وكان هناك عجز في ميزان المدفوعات نتيجة لحرب فيتنام وإنتشار القواعد الأمريكية العسكرية في معظم دول العالم، لكنه إنتعش في سنوات السبعينات والثمنينيات والتسعينيات، وكل الحروب والإتفاقيات التوسعية والفتنوية التي أشعلتها أمريكا وكيانها الصهيوني المحتل لفلسطين في منطقتنا كحرب الكرامة وتشرين وإتفاقية كامب ديفيد المشؤومة وحرب إيران والعراق ومن ثم إحتلال العراق للكويت وعمليات السلام المشؤومة اوسلو ووداي عربة وقصص هوليودية كتدمير برجي التجارة العالمي المفتعل والقاعدة لإحتلال أفغانستان وأكاذيب أسلحة الدمار الشامل لإحتلال العراق ومن ثم مشاريع الشرق الاوسط الجديد او الكبير والثورات المفتعلة لتفتيت الدول وإسقاط قادتها ودولها وإستنزاف جيوشها وقوتها بكل المجالات وصفقة القرن وإتفاقيات أبراهام التطبيعية وكل ذلك حدث في منطقتنا لتسيطر على الدول النفطية بل على المنطقة برمتها وكل ثرواتها البرية والبحرية والجوية لتبقى ودولارها النجس مسيطرين على المنطقة والعالم ويكون وكيلها على المنطقة بعد خرابها لا سمح الله ولا قدر دولة عصابات الكيان الصهيوني المحتلة لفلسطين والجولان ومزارع شبعا وشعوبهما العربية والإسلامية…

لكن كل مشاريعها باءت بالفشل الذريع ورميت في مزابل التاريخ أمام رفض بعض دول المنطقة بقادتها وجيوشها وشرفاء شعوبها ومقاومييها لكل تلك المخططات الأمريكية الشيطانية ولمعرفتهم بالتعامل معها وإفشالها ورد كيدهم ومكرهم إلى نحورهم وهذا ما جرى، وكل ما إرتكبته أمريكا وأوروبا والكيان الصهيوني في دول منطقتنا والعالم من فتن وحروب وإستعمار علني ومبطن وثورات مفتعلة وتهجير للشعوب وحصار وعقوبات وقوانين أحادية ونهب لخيراتها وجوع وفقر وإذلال متعمد لشعوب وقادة المنطقة والعالم إرتد عليهم قلبا وقالبا واليوم بدأ سحرهم ينقلب عليهم وعلى دولهم وشعوبهم بكل ما تعنيه الكلمة منذ فشل مخططاتهم في دولنا مرورا بالعملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا لحماية شعب دونباس إلى المظاهرات الشعبية اليومية في دولهم بعد أن أصابهم الفقر والجوع والبطالة وقلة مصادر الطاقة والمواد الغذائية وغلاء المعيشة ودعمهم اللوجستي لأوكرانيا وزيلنسكي وحاشيته النازية…وغيرها من الأمور التي جعلت شعوبهم تثور عليهم والأيام القادمة ستكون أكثر أحداثا من السابق إلى أزمة إنهيار وإفلاس البنوك الأمريكية والأوروبية المالية التي بدأت تعصف بهم وببنوكهم ودولهم وشعوبهم وأنظمتهم النازية والفاشية وبالتالي تأثير تلك الأزمة البنكية على كيانهم الصهيوني المصطنع والذي بدأ بالإنهيار الحقيقي من الداخل للصراع على الكراسي ولأن حجم الدعم السياسي والعسكري الأمريكي الأوروبي لكيانهم الصهيوني سيتلاشى وحجم دعم المساعدات المالية سينخفض بل سينتهي نهائيا لأن شعوبهم سترفض دفع الضرائب حتى لا تذهب لنظامي زيلنسكي ونتنياهو النازيين والذين كشفت حقيقة فكرهم الصهيوني العنصري أمام شعوب أمريكا وأوروبا، وتلك المساعدات المالية واللوجستية التي كان يتلقاها ذلك الكيان الصهيوني العنصري النازي هي السبب في قدرته على الإستمرار والثبات في فلسطين بل وفتحت شهيته عبر تاريخه للتوسع في دول المنطقة والعالم لتحقيق نبوءاتهم المزورة بإسرائيل الكبرى او مشروع الشرق الأوسط الكبير او صفقة القرن كمرحلة اولى ومن ثم حكم الأرض وما عليها مرحلة ثانية، ودعمهم اللوجستي اللامحدود والمفرط لزيلنسكي وحاشيته النازية قبل العملية الروسية وبعدها كان لتنفيذ خطط لتكون أوكرانيا محتلة كفلسطين ثانية وتبقى عامل توتر لروسيا وبلاروسيا ولكل الدول الإسلامية والمسيحية التي إستقلت من الإتحاد السوفياتي السابق، وأيضا هم يعملون من خلال أدواتهم في تايوان الصينية لتكون تايون محتلة كفلسطين ثالثة وتبقى عامل توتر للصين الأم إلى يوم البعث…

ولكن كل مشاريعهم إلى زوال فدولارهم إلى إنكسار كامل قريبا وإقتصادهم إلى خسائر لا تعد ولا تحصى نتيجة العقوبات على روسيا وإيران والصين وكوبا وسوريا وغيرها من الدول التي قاومت مشاريعهم الشيطانية وقد إرتدت نتائجها على الدولار واليورو وعلى إقتصادهم الرأسمالي الجشع وشعوب أمريكا وأوروبا بدأت بالثورات الحقيقية على حكامها المتصهينين وستنهار تلك الدول لأنها اوهن من بيت العنكبوت وكيانهم الصهيوني وعصاباتهم الصهيونية بقيادة نتنياهو ولبيد وغيرهم في فلسطين المحتلة إلى تآكل من الداخل والخارج وإنهيار قريب ومن ثم زوال وعودة إلى دولهم التي جاءوا منها، وكيانهم الثاني عصابات الصهاينة النازيين المحتلين لاوكرانيا وشعبها بقيادة زيلنسكي وحاشيته وعصاباته إلى زوال وسيهربون قريبا إلى أسيادهم في أمريكا واوروبا وستعود كل أوكرانيا وشعبها بكل قومياته إلى روسيا الأم وليس فقط أراضي دونباس، وفي تايوان يجب على أدوات أمريكا واوروبا المحتلين لتايوان أن يأخذوا العبر مما جرى وسيجري لكيانات أمريكا واوروبا المتصهينين في فلسطين وفي اوكرانيا وأن تعود وبشكل سلمي إلى الصين الأم لأن الرهان على أمريكا خاصة والغرب عامة خاسر إلى يوم القيامة لأن أمريكا وأوروبا والكيانين الصهيونيين المحتلين لفلسطين وأوكرانيا لم يعودوا قادرين على حماية أنفسهم ولا أدواتهم وحلفائهم ووكلائهم وفي كل مكان من العالم، وكل ذلك يدل على وهن تلك الدول الصهيوغربية وحتمية زوالها على المدى القريب بعد كل تلك الإنتكاسات والهزائم السياسية والعسكرية والإقتصادية والمالية لمشاريعها وخططها في منطقتنا والعالم أجمع…

وبالنسبة لدول امتنا العربية والإسلامية يجب عليهم أن ينهوا كل الازمات والحروب المفتعلة في المنطقة وأن تتم المصالحات العربية العربية والعربية الإيرانية والعربية التركية وغيرها من الخلافات وبالتنسيق الكامل مع الأخوة الحقيقين في روسيا والصين وأن تزداد وتيرة تلك المصالحات بسرعة لكسب الوقت وإنهاء كل الخلافات بينهم والتي أشعلتها أمريكا واوروبا وكيانهم الصهيوني المحتل في منطقتنا لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية،وأن يتخلوا عن التعامل أو التبعية للدولار الأمريكي النجس وأن يتم عمل عملة ورقية عربية إسلامية موحدة لكل الدول، لنكون جاهزين لعودة دورنا الحقيقي والفعلي في المتغيرات الدولية القادمة كأقطاب مهمة ورئيسية في المنطقة والعالم إبتداء من مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامية وغيرها، لأن ما قاله الرئيس الصيني شي بعد إنتهاء زيارته لروسيا ووداع الرئيس الروسي بوتين له مهم جدا ويحمل رسائل عدة للأعداء الصهيوأمريكيين والأوروبيين وللأصدقاء والأخوة في المحور المناهض والمقاوم للصهيوغربيين عامة (بأننا معا سنقوم بتغيرات لم تحدث منذ ١٠٠ عام) ورد الرئيس الروسي بوتين قائلا بقوة إرادة وتصميم (أوافقك الرأي) وهذه التغييرات قادمة لا محالة رغما عن أنوف الحكام الصهيوأمريكيين خاصة والصهيوغربيين عامة إن لم تكن اليوم فغدا وغدا لناظره قريب…

 

زر الذهاب إلى الأعلى