صِيِنْ شِيِ جِيِنْ بِيِنغْ العظِيمْ تُحَلِّق فِي فَضاءِ المَنطقةِ العَربيَّةِ للسَلاَمِ والتَنْمِيَةِ
اجنادين نيوز / ANN
ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أُردني، ومواطن روسي الجنسية، وعضو قديم في “نقابة الصحفيين الأُردنيين، وفي “الاتحاد الدولي للصحفيين”، ورئيس منظمات دولية، وحامل الأوسمة والشهادات الفخرية من القيادات السياسية لعددٍ من الدول الحليفة والصديقة.
ـ يلينا نيدوغينا: أكاديمية، متخرِّجة من جامعتين: روسية (تخصص هندسة كيمياء تقنية)؛ وأُخرى أردنيَّة (تخصص سياحة)؛ وكاتبة، ومواطنة ثنائية الجنسية – الروسية والأُردنية، وتحمل أوسمة وتقديرات سياسية عالية من مجموعة من الدول الحليفة والصديقة ورؤسائها.
تحت عنوان لافت وفي غاية الأهمية للغاية، هو: “الرئيس الصيني شي جين بينغ: الصين مستعدة للمساهمة بشكل أكبر في السلام والتنمية في الشرق الأوسط”، أكدت وكالة أنباء شينخوا الرسمية الصينية الشهيرة، في الثامن والعشرين من مارس / آذار 2023م، أن الرئيس شي صَرَّح بأن الصين مستعدة للعمل مع المملكة العربية السعودية لأجل بذل جهود شاملة لبناء مجتمع المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد، والمساهمة بشكل أكبر في السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، أذ جاءت هذه التصريحات خلال محادثاته التي أجراها شي عبر الهاتف مع ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود.
وفي معرض طلبه من ولي العهد السعودي نقل (شي) أطيب تمنياته وتحياته بمناسبة شهر رمضان إلى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وقال شي: إن العلاقات بين الصين والسعودية وصلت حالياً إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وفي استعراضنا لتصريحات الرئيس (شي)، علِمنا أن زيارته للمملكة العربية السعودية، في نهاية العام الماضي، إتسمت بالنجاح، وأشار شي إلى أن القمة الصينية – العربية الأولى، وقمة الصين – مجلس التعاون لدول الخليج العربية، قد عُقدتا بنجاح أيضاً، الأمر الذي عَزَّزَ، ورَسَّخَ، وصَلَّبَ العلاقات بين الصين والسعودية، وحَصَّنَ، وشَدَّدَ، ومَتَّنَ، ومَكَّنَ، ووَثَّقَ علاقات الصين مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية عامةً، وأثَّر ذلك بشكل إيجابي على الوضع في الشرق الأوسط.
كما وأكد الرئيس (شي)، أن الصين مستعدة تماماً للعمل مع السعودية لتنفيذ نتائج زيارة الدولة التي نَفَّذَهَاَ إلى السعودية، ونتائج القمة الصينية – العربية الأولى، وقمة الصين – مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العام الماضي، ومواصلة دعم بعضهما البعض بقوة في القضايا التي تنطوي على مصالحهما الجوهرية. وأفاد شي، أن الجانب الصيني مستعد أيضاً لتوسيع التعاون العملي والتبادلات الشعبية مع السعودية، ودفع تنمية أكبر للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية، وأعرب الرئيس الصيني عن استعداد الصين للعمل مع السعودية لبذل جهود شاملة لبناء “مجتمع مصير مشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد”، وتقديم المزيد من الإسهامات لتعظيم ركائز السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، وأشار إلى أنه في الآونة الأخيرة، وبفضل الجهود المشتركة للصين والسعودية وإيران، جرت المحادثات بين السعودية وإيران في بكين بنجاح، وحققت نتائج مهمة، مِّمَا ساعد السعودية وإيران على تحسين علاقاتهما، مع تأثير نموذجي كبير على تعزيز الوحَدة والتعاون لدول المنطقة، وتخفيف حدة التوترات الإقليمية، الأمر الذي حظي بإشادة واسعة من لدن المجتمع الدولي، مُبَيِّناً إن زخم الانفراج بين دول المنطقة يتزايد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، ما أظهر بشكل كامل أن حل التناقضات والخلافات من خلال الحوار والتشاور يتماشى مع تطلعات الشعوب واتجاه العصر ومصالح جميع الدول، مبدياً أمله في أن تتمسك السعودية وإيران بروح حسن الجوار، وأن تواصلا تحسين علاقاتهما على أساس نتائج محادثاتهما في بكين، مُضيفاً أن الصين مستعدة لمواصلة دعم عملية متابعة المحادثات السعودية – الإيرانية.
وبدوره، نقل ولي العهد السعودي تحيات الملك سلمان إلى الرئس شي، وَقَدَّمَ مجدداً تهانيه الحارة بمناسبة إعادة انتخاب شي رئيساً للصين، مؤكداً بأن الجانب السعودي يُقدِّر الصين بصدق لدعمها القوي للسعودية وإيران لتحسين علاقاتهما، الأمر الذي أظهر بشكل كامل دور الصين كدولة رئيسية مسؤولة، وتلعب بشكل متزايد دوراً مهماً وبنّاءً في الشؤون الإقليمية والدولية، الأمر الذي يَحظى بتقدير كبير من الجانب السعودي، مضيفاَ في الوقت نفسه، أن الصين شريك مهم للسعودية، وبأن الرياض تولي أهمية كُبرى لتنمية العلاقات مع الصين، وهي مُستعد للعمل مع الصين لفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.
التصريحات أعلاه التي أطلقها الرئيس الصيني والأمين العام للحزب، شي جين بينغ، وعلاقات الصين المتينة مع البلدان العربية منذ فجر التاريخ المكتوب، والتي تأخذ في التطور الواسع، سَمَحَ ارتقت بعلاقات الصين مع المنطقة العربية من الماء إلى الماء، وذلك لكون الصين تتمتع طوال تاريخها بعلاقات ثابتة مع العواصم العربية، وتتسم بالصعود على الدوام، ولهذا، فقد اطلع المجتمع العربي في مختلف بقاعه على أهداف الصين وطبيعة العلاقات معها والتي تؤكد أن بكين تعمل بلا كلل على ملف تعظيم صِلاتها المتعددة الجوانب مع الدول العربية في آسيا وإفريقيا، إذ تُعتبر الصين وكذلك المجتمعات العربية وحكوماتها، بأن التطور العربي الشامل إنِّما يؤثر إيجاباً على الصين في مساقات عديدة، ويوسِّع دورها ومكانتها في مجمل النظام العالمي والعلاقات الدولية، ويفتح كوىً جديدة، لأجل ترجمة الخطط الصينية والعربية في الواقع المعاش يومياً، إقتصادياً وسياسياً، ويُعظِّم دور الصين والعرب بالطبع في مستقبل العلاقات الدولية، وتآخي ومن ثم تحالف وصداقة الأُمم، سيَّما وأن فجراً جديداً ونظام عالمي جديد بدأَ بالبزوغ على مختلف قارات الدنيا، ناشراً فيها الضياء على مساحات قرننا الحالي والقرون التالية؛ والتي سوف تَشهد وتُشيد شعوبها وقادتها بجهود القائد صين شي جين بينغ وروسيا فلاديمير بوتين؛ تغيّرات جذرية لصالح “عالم الناس” ومستقبلهم، فالعديد من الدراسات تناولت صعود الصين، ونموها السريع والفلكي، وأصبح من الأكيد أن تغدو الصين قوة دولية تغيِّر النظام العالمي الحالي لصالح الجميع، وبخاصةٍ الفقراء، والطبقات السفلى في المجتمعات على اختلافها، طاردةً كل القوى التي تسعى للهيمنة على العالم لأجل راحة الأغنياء و “يَناعة” أصحاب النفوذ، الذين يَجرُّون العالم ألى حتفه الأكيد بغبائهم وتحجرهم السياسي والاقتصادي، الذي تعرضه القوة الجديدة المُوَحَّدَة (بفتح وتشديد حرف “ح”) الصاعدة (روسيا والصين)، وهما أصحاب النهج والسياسة والعقيدة البراغماتية التي تعتمد على المصالح الاقتصادية، وتأصيل مبادئ حقوق الانسان، أيِّ انسان، إذ أنهما تسعيان لتطبيق نظام عالمي جديد، يعمل لصالح البشرية على كل المستويات، وهو ما سيدفع إلى تسريع عملية وعملانيَّة إحلال السلام الدائم في العالم، وبالتالي، ضمان آمان الكرة الأرضية التي يُهددها الغرب الفالت من عقاله، كما نرى الآن في الدفع الذي يمارسه هذا الغرب لأوكرانيا وبكل صلف لتلاقي حتفها، بمواصلة محاربتها روسيا، وسعيه لإلحاق شتى الأضرار بها، نصرةً للأخ الكبير المتهالك والفاقد لنوره وصدقيته – “العم سام” لا حفظه الله – متطلعين كذلك إلى رغبة متأصلة لديهم لإفناء الصين وروسيا بأسلحة الأغنياء والمتنفذين أصحاب الاحتكارات المتوحشة، ومن هذه الأسلحة على سبيل المِثال، النووية، والهيدروجينية، والأشعاعية، والفراغية، والجرثومية، وغيرها الكثير، التي يزوِّدون بها كييف لتدمير هِبَة الحياة المقدسة، وتدمير وإغلاق الكنائس الأُوكرانية نصرةً من زيلينسكي للشيطان، مُمَارِسَاً هواياته الحربية بدفعه مواطنيه للموت على جبهات القتال دون أي وازع أخلاقي لديه، ودون أي إنسانية لدى هذا الغرب الطائش والهمجي، الذي حَلَّلَ كل الموبقات لشعوبه بغية إخراس أصواتها المُطالِبة بالحرية الحقيقية والسلام والمساواة والإخاء الدولي والشامل في أقرب وقت ممكن، وهو ما يدفن، كما يريدون، عملية توطيد وتدعيم وترسيخ وتأصيل نشر نهج المنطق والمحبة الحقيقية أُممياً، ولكنهم لم ولن يتمكنوا من تحقيق ذلك الهدف، فصِيِنْ شِيِ جِيِنْ بِيِنغْ العظِيمْ تُحَلِّق فِي فَضاءِ المَنطقةِ العَربيَّةِ وسماء العالم الأرضي كله، لدعم ومساندة وتأصيل مناهج السَلاَمِ والتَنْمِيَةِ والآمان والتطور الصينية – العربي المشترك، والعام، والكامل، ليبزغ الضياء والدفء في كل مرابعنا العربية الواسعة بتحالفنا مع الصين، ويسطع في سماء الصين وعلى امتداد امتدادها دوماً وأبداً.
انتهى.