ارفعوا الأذان من كنائسنا المسيحية..! رايه خليفات: الإفطار والآذان من داخل الكنيسة الأردنية..!

اجنادين نيوز / ANN

ـ إعداد: الأكاديمي مروان سوداح: عضو قديم في “نقابة الصحفيين الأردنيين” و“الاتحاد الدولي للصحفيين”، وناشط مع المجموعة الروسية لِ “الرؤية الإستراتيجية”، التي يترأسها فخامة الرئيس الروسي فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، ورئيس منظمات دولية مع عددٍ من البلدان الحليفة والصديقة، وحائز على أوسمة دولية من رؤساء بلدان صديقة وحليفة.

إقامة الصَلاة، وتناول جَمهرَة من الإخوَة المُسلمين الأردنيين طعام الإفطارالرمضاني في شهر رمضان المبارك، في قاعة تابعة لكنيسة مسيحية لطائفة اللاتين في الأُردن اسمها سيّدة الانتقال، وهي قاعة ملاصِقة لهذه الكنيسة، لافت جداً لإنتباه القاصي والداني، وخاضعة للتحليل ودراسة الوضع الاجتماعي – الديني الأردني، الذي يؤكد دوماً اللحُمة العميقة القائمة بين المسيحي والمسلم. هذه الصورة الناصعة التي نراها حالياً والتي ثبتَّت وحقَّقت محبة المسلم والمسيحي لبعضهما البعض، وأكدت وحَدة وتلاحم الشعب الواحد، أعادني سريعاً سنين طويلة طويلة خلت للوراء (ليس أقل من 46 سنة مَضَت)، حين كنت صديقاً مُقرَّباً لمشايخ المسلمين في مدينة لينيننغراد السوفييتية – الروسيةً، والتي صارت تُسمَّى منذ انحلال الاتحاد السوفييتي باسم جديد هو: سانت بطرسبورغ. وهنا، أذكر حينها لطف السيدات عقائل المشايخ الكِرام، لدماثة أخلاقهن، وتواضعهن الذي يكتسبنهُ، وتحليهن بكل الخصال الحميدة، في خدمتي أثناء وجودي في بيوتهن والمساجد، وجالس إلى موائد الطعام اللذيذة في بيوت شيوخ المساجد الكُرَماءُ والأسخياء، وبخاصة منهم مَن أمَدَّني وأمَدَّ عائلتي بالمؤن والأطعمة خلال كارثة غذائية طارئة كانت المَّت بالاتحاد السوفييتي آنذاك، ولن أنسى ذلك ما حييت، وأدعو لمَن توفي منهم التمتع بجنان الآخرة إلى جانب المولى العظيم عَزَّ وَجَلَّ.
وفي هذا السياق، لفت انتباهي بشدة مادة إعلامية كانت نُشرت قبل عدة سنوات، بعنوان: “الأب مانويل مُسَلَّم: “إن هدموا مَسَاجِدَكُم فارفعوا الأذان من كنائسنا”. جاء في هذه المادة، أن راعي الكنيسة السابق في غزة الأب مانويل مسلم، الذي كان فترة طويلة كاهناً للرعية الكاثوليكية في غزة، منذ عام 1995، ومديراً لمدارس اللاتين هناك، قد دعا المسلمين في سنة خلت، إلى رفع الأذان من الكنائس في حال هَدَمَ جيش الاحتلال الصهيوني المساجد في القطاع ودمرها.
يُشير الموقع الإعلامي (عربي – 21) الشهير، إلى إنه نُقِلَ عن الأب مسلَّم دعوته لإقامة المسلمين الصلاة في الكنيسة، كرسالة تضامنية منه مع المسلمين الساكنين في غزة، ورداً على استهداف طائرات الاحتلال للمساجد، قائلاً للمسلمين: “إذا هدموا مساجدكم فارفعوا الأذان من كنائسنا”. واعتبر مراقبون، أن موقف الأب مسلم هذا، كان جَسَّد الوحَدة الفلسطينية، وأعطى مؤشراَ إيجابياَ وموقفاَ وطنياَ من لدن المسيحيين في غزة، ضد العدوان البربري على القطاع. عِلماً، بأنه يُشار إلى لجوء عددٍ كبير من المواطنين الذين يسكنون حي الشجاعية، الواقع في شرق مدينة غزة، إلى كنيسة “القديس بيرفيريوس”، وسط المدينة، عقب القصف الوحشي الذي تعرَّضَ له حي الشجاعية في سنوات سابقة، والذي أسفر عن استشهاد قرابة 75 مواطناً فلسطينياً، رحمهم الله بواسع رحمته، وجَرح نحو 200، وهَدم عشرات المنازل.
من ناحية أخرى، و وِفق مراسل “الأناضول” التركية، نظَّمَت الإفطار جمعيات محلية مختلفة في قاعة كنيسة “دير اللاتين”. وعلى هامش الإفطار، قالت رايه خليفات، إحدى المشاركات في التنظيم: “هذه الفعالية تقام للعام الثاني، ونستهدف من خلالها نحو 200 طفل من الأيتام وأطفال الملاجئ، وعمال وطن”. وبيّنت خليفات للأناضول، أن “مدينة السلط، كما هو الحال في سائر المملكة، منذ قديم الزمان تتميز بروح الألفة والمحبة بين كافة أطيافها، مسلمين ومسيحيين”، وتابعت: “لذلك وكما ترى، الإفطار والأذان من داخل قاعة الكنيسة، وسنكرِّر هذه الفعالية ثلاث مرات خلال شهر رمضان المبارك”، من جهته، أشار ميشيل فشحو، رئيس جمعية “المحبة والرحمة”، وهي إحدى الجهات المنظمة، للأناضول: “أردنا من خلال هذه الفعالية تأكيد رسالة المحبة والسلام وعُمق العلاقة المتواصلة في المجتمع المحلي، مسلمين ومسيحيين”.
يُذكر، أن مدينة السلط تقع على بعد 30 كم غرب العاصمة عَمَّان، وهي رابع أكبر مدن المملكة سكاناً، وسُمِّيت قديماَ بـ”سالتوس”، نسبة إلى القائد اليوناني الذي فتحها زمن الإسكندر المقدوني وبنى فيها معبداَ لـ “الإله زيوس” بمنطقة “زَيِ”، وفي عام 2021، وافقت “لجنة التراث العالمي” التابعة لمنظمة الأمم المتحدة “للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”، على إدراج السلط “مدينةً للتسامح والضيافة الحضرية” في قائمة التراث العالمي.

من ناحيته، أوضح مدير “المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام” الأب الدكتور رفعت بدر، إلى أنها ليست المرة الأولى التي يُقام فيها إفطار رمضاني في قاعات الكنائس، أو في ساحاتها. مُشيراً إلى أن الاحترام المتبادل هو سياسة المجتمع الأُردني منذ تأسيس الإمارة، قبل اكثر من مئة عام.
وكما أشار رئيس جمعية “المحبة والرحمة”، إحدى الجهات المنظمة لهذا الأفطار، ميشيل فشحو، إلى أنه: “أردنا من خلال هذه الفعالية تأكيد رسالة المحبة والسلام وعمق العلاقة المتواصلة في المجتمع المحلي، مسلمين ومسيحيين”. بينما قالت إحدى المشاركات في تنظيم الافطار، وهي راية خليفات: “هذه الفعالية تقام للعام الثاني، ونستهدف من خلالها نحو 200 طفل من الأيتام وأطفال الملاجئ وعمّال الوطن”. وبيّنت خليفات أن “مدينة السلط، كما هو الحال في سائر المملكة، منذ قديم الزمان تتميز بروح الألفة والمحبة بين كافة أطيافها، مسلمين مسيحيين”. وتابعت: “لذلك، الإفطار والأذان من داخل قاعة الكنيسة، وسنكرر هذه الفعالية ثلاث مرات خلال شهر رمضان المبارك”.
ومبارك حلول شهر رمضان المُبَارك، وكل عام والجميع بخير وسؤدد ومحبة واحترام لبعضنا البعض ولاستمرار تضامننا الشامل والكامل، وسنُبقِي جهودنا المتواصلة دافئة للحفاظ على تعظيم التآلف والتحالف المسيحي – الإسلامي والسلام الإلهي في الأردن، وفي فضاء مختلف بلدان الضاد والدول الشقيقة، ولأجل تواصل الخير، ودوام المحبة لبعضنا البعض – شعوب هذه المَعمورة الصغيرة، التي ترنو دوماً إلى سلامٍ دائم، وإلى نشرِ الإخاءِ والوِدادِ و ألأُلْفَةِ فِي مختلف أرجاء الدنيا الوَسِيعَة.
انتهى.

زر الذهاب إلى الأعلى