تجارب جديرة بالاهتمام لمسرح الطفل في البصرة
اجنادين نيوز / ANN
عبد العزيز حسين علي
ترتكز أساسات المدنية الحيّة دائما على طبقات صلبة مما تجود به أفكار الناس ؛ لتجسد بذلك المعنى الحقيقي الذي يدعّم بنية المجتمع ؛ ويأتي ذلك من خلال إيجاد حركة ثقافية جادة تمتاز بصبغة من التنوع في الطرح المعرفي ضمن الأساليب الفاعلة لتشمل فئات المجتمع كافة.
وما تقدمه فرقة مسرح الطفل والدمى في البصرة بإشراف السيدة خلود الشاوي من تأليف وعرض لمسرحيات تستهدف فئة الأطفال ما هو إلا اشتغال مهم جدا في منطقة صعبة النجاح فيها يكون ثمنا حقيقيا لبناء جيل واعد مشبع بالقيم والأخلاق و بروح مدنية محبة للخير والجمال أساسها المسرح وما يحدثه هذا الشيء الكبير من فاعلية تحرك كيان الإنسان بالروح والعقل والجسد.
مسرحية الحبل القصير التي تم عرضها في قاعة المركز الثقافي النفطي بتاريخ ١١ / ٣ / ٢٠٢٣ من اخراج الفنان ماهر منعثر حركت حواس الأطفال الحاضرين وسط حالة من البهجة و هم يتلقون عبر مجموعة من الدمى الجميلة مشاهدا و مواقف حية تؤكد على أهمية الصدق والتعامل الجيد مع الآخرين و بذلك نجد أن المسرح يؤدي دورا حقيقا في تربية الصغار عن طريق وسائل يتفاعلون معها بكل إخلاص عاطفيا وذهنيا لما تشتمل عليه من محاكاة لواقع بريء يحبونه ويجدونه قريبا إلى نفسوهم ؛ وهذه فرصة ثمينة لإيصال رسائل تساهم في بلورة شخصية الطفل ليكون في المستقبل إنساناصالحا لقيادة وتطوير المجتمع .
إن مثل هذه المبادرات المهمة يجب على المؤسسات المعنية في الدولة أن تتلقفها وتولي إليها الرعاية والدعم الكامل لتوسيع نطاقها أكثر ؛ فالعديد من الدول التي تشتغل على بناء وتطوير مجتمعاتها تراهم في بحث مستمر عن إناس لهم القدرة على خلق الأفكار لتدعيم خططهم التنمية والنهضة في شتى المجالات ؛ وهذا مشروع كبير يحتاج إلى سلطة لها المقدرة الإدارية والمالية لاستيعاب الأفكار وترجمتها على أرض الواقع ليس في مجال مسرح الطفل فقط وإنما في جميع النواحي اللازمة للوصول إلى عصر نرى فيه الإنسان ينعم بالكرامة والأزدهار.