المسيحيون الإيرانيون.. وَحْدَة وطنيَّة فاعلةٌ وصخرةٌ تتكسر عليها مؤامرات الأبالسة (1)
اجنادين نيوز / ANN
ـ يلينا نيدوغينا: أكاديمية، متخرِّجة من جامعتين: روسية (تخصص هندسة كيمياء تقنية)؛ وأُخرى أردنيَّة (تخصص سياحة)؛ وكاتبة، ومواطنة ثنائية الجنسية – الروسية والأُردنية، وتحمل أوسمة وتقديرات سياسية عالية من مجموعة من الدول الحليفة والصديقة ورؤسائها.
ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أُردني، ومواطن روسي الجنسية، وعضو قديم في “نقابة الصحفيين الأُردنيين، وفي “الاتحاد الدولي للصحفيين”، ورئيس منظمات دولية، وحامل الأوسمة والشهادات الفخرية من القيادات السياسية لعددٍ من الدول الحليفة والصديق.
يَفخَر مسيحيو إيران بوطنهم إيران، فهم وأجدادهم يعيشون فيه بكل أريحية، ويتمتعون بالحريات المختلفة، إذ إنهم التزموا بالكدح لصالح الوطن منذ البدء، مخلصين لمبادئه ومسيرته، و وقائعهِ، وتطلعاتهِ المشروعة، التي أكَّدَت أن الدولة الإيرانية القوية والمتماسِكة والصَلدة، والتي تسير في مسار مأمون ومتطور بلا توقف، تُسارع إلى العُلا لتتبوأ مراتب المجد، وبالتالي نرى يومياً وبوضوح، كيف أنها تجتذب شعوب الدنيا صوبها متعاونين معها ومحبين لها.
ولهذا ولغيره من الوقائع المِلاَح، نرى كيف تتطور إيران بخطى ثابتة على التسارع، بالرغم من الطوق الإمبريالي البشع المضروب من حولها، ومؤامرات العدو الدولي الذي يَجمع عواصم غربية على أنشطة متواصلة وصولاً منه لإحكام الطوق المضروب إمبريالياً حول إيران في شتى المجالات، في محاولات لإضعافها، ولم يتمكنوا من ذلك، بل ولن يستطيعوا الوصول إلى مبتغاهم العدواني هذا الذي يهدف، فيما يهدف، إلى تدمير المنطقة التي تحيط بإيران، وإيران ذاتها.
إن المتابعة الدقيقة لمجريات الحياة في إيران الإسلامية الشقيقة، تؤكد بأن الدولة الإيرانية برئيسها الحكيم، وحكومتها الفذة، وفلسفتها الإنسانية الواضحة، وشعبها المثقف العلومي والمتعدد الأديان والمُوَحَّد، والمتراص، والمتفاهم، والمتناغم، لا تسمح بأي تقهقر، ولا بالعودة إلى الخلف، بل ها هو الشعب الإيراني بقومياته وأعراقه المتعددة، وبدعم من دولته وقيادتها الفذة والذكية، يَجهد ويبذل غاية وسعه، وما يَسعه الجهد والقُدرات، وبدعم حكومي، للتقدم المتسارع إلى الأمام دوماً، بغية نيل تاج المجد، رضي مَن رضي، وأبى مَن أبى.
ومن المؤكد للجميع، أن مَن يرفض الصداقة الحقة والصِلات الشقائقية مع إيران، إنَّمَا يَخسر صداقتها المُوَلِّدَة لكلِ مَا هو حَسنٌ، ويفقد كل تلكم التقدمات المجانية إلى الأبد، وضمن ذلك تضامن المَجْمَع الدفاعي الإيراني الفولاذي، ومساهمات إيران في نُصرة حقوق الإنسان، وانتصارها المتواصل لهبة الحياة المُقَدَّسَة.
تؤكد المراجع الناطقة بالعربية، بأنَّ الإسلام هو الدين الرسمي في إيران، وتعترف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعددٍ من الأديان، والتي منها المسيحية، والزرادشتية، واليهوذية، وتزدهر في الدولة الإسلامية الإيرانية الأبنية المخصَّصَة لعبادات هؤلاء، ولممارسة شعائرهم الدينية، دون أي تدخل رسمي كما يدَّعي الغرب الكاذب وأشياعه أتباع الشياطين، كما أنهم يحظون بتمثيلٍ في البرلمان الإيراني.
يتمتع شعب إيران الشقيق والجميل، بحريات واسعة ليست متوافرة في دول عديدة أخرى، وفي واحد من مظاهر الحرية الدينية في إيران، تعمل مئات الكنائس، وتفتح أبوابها ليلاً ونهاراَ للمصلين سوياً مع الكهنة المسيحيين، وهو صورة جاذبة قد لا تتوافر بهذا الإتساع والحريات في عددٍ كبيرٍ من الدول المسيحية التي منها عى سبيل المثال لا الحصر، الدولة الأُوكرانية بحكومتها ورئيسها الصهيوني – اليهوذي زيلينسكي، وحكومته ذات الغالبية الوزارية الصهيويهودية، وهو المبغوض أوكرانياً ودولياً، فهو الذي يساند الكيان الصهيوني الذي يمدّه بمختلف الأسلحة، ومنظومات الصواريخ، والقنابل الفتاكة لإستخدامها ضد روسيا، نزولاً عند رغبة الغرب الاستعماري – المتوحش، وكل ذلك إنَّمَا هو مظهر مذهل طافح بالعداء للحريات الدينية، ويتبدى بإغلاق حكومة كييف؛ بأمر مباشر من رئيسها زيلينسكي، مختلف الكنائس، إذ حَرَمَت المسيحيين من الصلاة فيها، وأبعدت الكهنة بقوة القمع عن الشؤون المسيحية، ويتم اليوم ملاحقتهم على أنهم مجرمون، ضمنهم رئيس هذه الكنيسة السلافية الأرثوذكسية وكهنتها. وهنا، يتضح للقاصي والداني أن تلكم الدول الغربية بحكوماتها ورئاساتها تسعى لوضع الشيطان مكان الله، وهو التصرف العلني الأكثر نذالة في التاريخ البشري، إذ أن ذلك التدهور الأخلاقي والإيماني لقيادات كييف أنَّمَا هو حقيقة ما يجري حالياً على أرض الواقع اليومي فيها وفي المدن الأوكرانية الأُخرى علانية وبدون أدنى خجل أو مخافةً من الله. إن كل ذلك أنَّمَا يجري بعد أن ملئت كييف رئيساً وحكومة المَعمورة كلها بإدعاءات وتهريج مضحكة عن تمتعها بالديمقراطية، والحريات، وحقوق الإنسان والتذرع بالتَحَضُّر.
في الوقائع اليومية لإيران، يتضح للعالم أجمع، أن هذه دولة الإسلامية والجارة عظيمة حقاً، فهي تساند المسيحيين، وتدعمهم، وتوفِّر لهم حريات التدين والحياة والحركة، والعمل في مختلف المناصب الحكومية والاجتماعية بصورة و وقائع أفضل بكثير من عددٍ كبير من الدول الكبرى والصغرى التي تدَّعي المسيحية والمسيحية من هذه الدول براء، والهدف الإيراني من التعامل المحترم والراقي والمُهذَّب والفخم والرشيق للغاية مع المسيحيين كونهم مواطنون يتمتعون بكل ما تنص عليه قوانين إيران، وإسعادهم ككل الإيرانيين.. يتضح في العلاقات الرسمية – الحكومية الإيرانية مع المسيحيين في إيران، ذلك أن هذه الدولة تتمتع بالتحضر واحترام المسيحيين، وهي تجلهم، وتحميهم أكثر من أي دولة غربية، إذ أن الغرب بدأ منذ عهد بعيد بالابتعاد عن الدين والتدين، وسارع للعداء لكل دين عدا اليهوذي، تلبية لأهداف الحركة الصهيونية الدولية التي تدير تلك الدول، وتنسق و “تتآخى” مع الغرب وعواصم الإمبريالية والنيوكولونيالية والصهيونية سوياً في ذلك مع أبالسة جهنم.
في إيران يقول المسيحيون ويُشَدِّدون على أن: “لا قيود مفروضة على طقوسنا الدينية”، فهناك يتوافر عدد كبير من الكنائس العريقة العاملة التي تـتبِعُ مختلف الطوائف المسيحية، التي ربما مجموعها يفوق ما هو قائم في دول الغرب والشرق، وهذه الكنائس الإيرانية تحمل بصمات الماضي العريق والغائر في نفق الزمن الطويل، ومنها ما هو قائم في محافظة أذربيجان الغربية الإيرانية، التي تحتضن بحنو ودفىء واضح دير “القديس تداوس”، الذي اعترفت به اليونيسكو وغيرها من المنظمات والهيئات والفاعليات ذات الصِلة، على أنَّه موقعٍ ديني – تراثي وثقافي عالمي.
ـ يتبع