موطن زهرة الفوانيا بالصين يعمل على تطوير صناعات الزهور لدفع التنمية الاقتصادية المحلية
اجنادين نيوز / ANN
بقلم الصحفية الصينية سعاد ياي شين هوا
لزهرة الفوانيا “زهرة وطنية” مكانة خاصة في قلب الشعب الصيني، نظرا لأصالتها وتاريخها الطويل وأناقتها في الشكل واللون وكذلك لما لها من قدرة على تمثيل الثقافة الصينية. تزرع زهرة الفوانيا في أرجاء الصين، لكن مدينة ختسه بمقاطعة شاندونغ بشرقي البلاد يطلق عليها لقب ” موطن زهرة الفوانيا” بالصين. وخلال السنوات الأخيرة، تعمل مدينة ختسه على تطوير مختلف الصناعات المتعلقة بالزهرة لدفع تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، ما ساعد المدينة على زيادة فرص التشغيل وتوسيع أسواق منتجاتها في أرجاء البلاد وحتى العالم.
وحسب السجلات التاريخية، فإن تاريخ زراعة الفوانيا في ختسه يعود إلى أكثر من ألف سنة. وتمتاز المدينة بأراضيها الشاسعة والصالحة لزراعة الفوانيا، ومناخها المعتدل، وكانت المدينة منذ التاريخ القديم الى يومنا هذا معروفة بزراعة زهور الفوانيا في الحدائق المنزلية والشعبية والشوارع وكذا في الأماكن العامة.
يحب الشعب الصيني زهرة الفوانيا التي تسمى ب”ملكة الزهور” في الصين، ليس بسبب مظهرها الأنيق وألوانها الزاهية وروائحها الجذابة فحسب، بل لكونها رمز للثروة والسعادة وحسن الحظ في الثقافة التقليدية الصينية. وبالإضافة إلى ذلك، كان القدماء الصينيون قد وجدوا القيم الغالية للزهرة في الطب وتقوية الجسم. وخلال السنوات الأخيرة، أنشأت مدينة ختسه العديد من الحدائق الخاصة بزراعة زهور الفوانيا، ونجحت في مشتلة أكثر من ألف ومائتي نوع من تسع ألوان وعشرة أشكال من هذه الزهور. فضلا عن ذلك، تم بناء عشرات من القواعد الخاصة بتربية زهور الفوانيا لإجراء البحوث العلمية عليها، حيث أستخدمت بذور الزهرة في صنع الزيت ومدقاتها لصنع الشاي، أما بتلاتها، فتستخدم لاستخراج الندى لصنع مواد الغذاء والطب والمكياج وغيرها. فيمكن القول إن قيم الفوانيا الصالحة للأكل والطب والمشاهدة قد أُكتشفت بشكل تام هنا.
وبفضل سعي المدينة إلى تطوير صناعات الفوانيا المختلفة، لم تشتهر زهرة فوانيا ختسه في أرجاء البلاد فحسب، بل أن بذورها والمنتجات المعنية بها قد صُدرت إلى العديد من الدول، والتي نالت الإعجاب من الناس بمختلف دول العالم. وبالإضافة إلى نشر ثقافة الفوانيا الصينية إلى العالم، يساعد نمو صناعات الفوانيا على توفير المزيد من فرص التشغيل للمحليين وخاصة للذين يعيشون في الأرياف المحلية، حيث يشارك العديد من الريفيين في العمل بالمصانع والمراكز الثقافية أثناء أوقات فراغهم في أعمالهم الزراعية العادية، لإنتاج المنتجات وتعلم رسم الفوانيا بالأسلوب التقليدي الصيني، من أجل تعميم ثقافة الفوانيا إلى العالم، ما يساعدهم على زيادة دخلهم وتحسين مستوى معيشتهم.
ومن أجل تعريف العالم بزهرة فوانيا ختسه وروي القصص المعنية بالثقافة والتاريخ والقيم التي لها علاقة بزهور الفوانيا الصينية، تستضيف مدينة ختسه المنتدى الدولي للفوانيا في إبريل عام 2023، بحضور السفراء الأجانب لدى الصين والخبراء والصحفيين من مختلف الدول، الذين سيتجمعون في هذه المدينة ذات التاريخ الطويل في أحسن موسم لمشاهدة زهور الفوانيا، ومناقشة ما حول ثقافة الفوانيا وآفاق التعاون الدولي بين مختلف الدول في تطوير صناعات زهور الفوانيا الصينية.