الغواصة النووية الأمريكية ماذا تفعل في مياهنا الخليجية أي في مياه منطقتنا…؟!!
اجنادين نيوز / ANN
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي
مرة في تاريخ أمريكا تصرح بوصول غواصة نووية في أي مياه لأي منطقة في العالم لأن كل عملياتها كانت سرية إلا إذا كشفت تلك الدول أن هناك غواصة أمريكية في مياههم الإقليمية أو الدولية المتفق عليها بين الدول وتقوم بطردها، ويوم أمس تصرح أمريكا بوصول تلك الغواصة النووية إلى مياه الخليج لتلحق بالأسطول الخامس ومقره في البحرين، فماذا تفعل تلك الغواصة الامريكية في مياه الخليج ولماذا تم الإعلان عن وصولها وتواجدها في مياهنا الخليجية بهذا التوقيت…؟!! الكل يقول بأنها رسالة قوية إلى إيران وشركائها في محور المقاومة والمتواجدين في سورية بالذات والذين أطلقوا عدة مرات صواريخ وطائرات مسيرة على القواعد الأمريكية في سورية والتي تعمل أمريكا كل جهدها الخبيث لتثبيتها إلى الأبد على الأراضي السورية ولكنها ستفشل بإذن الله تعالى وعونه لمحورنا المقاوم، وهؤلاء المقاومون شركاء وحلفاء لمحور المقاومة وهم لا يهابون أحدا أو يخافونه ويرفضون التواجد الأمريكي في العراق وسورية وغيرها من الدول العربية ويعملون ليلا ونهارا لخروج تلك القوات المحتلة من منطقتنا برمتها نهائيا وإلى الأبد….
نعم هي رسالة إلى إيران ومحورها المقاوم لكن هناك أهداف أخرى لتواجد تلك الغواصة النووية في مياهنا الخليجية ومنها إرهاب قادة دول الخليج للعودة إلى الحضن الأمريكي بشكل كامل كما كانوا في السابق وبالذات السعودية والتي غيرت سياستها الخارجية التي إتبعتها في عشرية النار إتجاه سورية وإيران وروسيا والصين بل وإتجهت إلى عمل مصالحات سرية في الصين للمصالحة مع إيران ومن ثم إلتقى وزراء الخارجية في الصين وتم توقيع إتفاقيات متعددة الجوانب ومنها الأمنية بين البلدين وبدأت الوفود السعودية والإيرانية بالتوجه إلى الرياض وطهران لتبادل فتح السفارات في الأيام القادمة وعودة العلاقات الطبيعية بين البلدين الشقيقين المسلمين الجاريبن وبذلك سيتم حل كل مشاكل المنطقة التي إفتعلتها أمريكا والكيان الصهيوني بين دولنا وقادتنا وبدأت باليمن ومن ثم سورية وغيرها من الدول التي إفتعلت بها فتن وأزمات وحروب من قبل الصهيوأمريكيين خاصة والغربيين عامة، وهذا الأمر لا تريده أمريكا ولا الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين والأراضي العربية وعدم الرضى عن تلك المصالحات بين دولنا العربية والإسلامية عبر عنه مسؤولين صهيوأمريكيين سابقين وحاليين وعلنا أمام القنوات الفضائية والعالم…
فالإعلان عن تواجد تلك الغواصة النووية هو للترهيب وبنفس الوقت لتثبت أمريكا بأنها ما زالت تسيطر على دول الخليج وأن منطقتنا تابعة لها ببرها وجوها ومياهها وشجرها وبشرها وحجرها وكل خيراتها وثرواتها النفطية وغيرها، وأنها ما زالت داعمة لكيانها الصهيوني المحتل إذا حاول محور المقاومة في غزة ولبنان من توجيه ضربة موحدة وقاضية لذلك الكيان الصهيوني المصطنع، وأمريكا تعلم جيدا وكل العلم أن نهايتها قد إقتربت وأن كيانها الصهيوني يتخبط داخليا وخارجيا وليس له قدرة على محاربة فصيل واحد من فصائل المقاومة في غزة فكيف إذا نشبت حرب شاملة وموحدة على ذلك الكيان لأن إستفزازاته لمشاعر الفلسطينين والعرب والمسلمين في مقدساتهم والمسجد الأقصى بالذات وجرائمهم ومجازرهم بحق شعبنا الفلسطيني لم ولن تتوقف أبدا، ومحور المقاومة جاهز وموحد للرد مباشرة لتلقين ذلك الكيان الصهيوني وداعميه المتصهينين درسا جديدا في المقاومة والتحرير وفي هزيمتهم وتحقيق النصر النهائي عليهم، ذلك الكيان الصهيوني الذي أختبئ وما زال يختبئ وراء قوة أمريكا واوروبا المزيفة والتي هزمت في أفغانستان وفي العراق وفي كل مكان من منطقتنا والعالم…
وأيضا أمريكا تعلم جيدا قبل وبعد تسريب الوثائق السرية الأمريكية بأن بعض حلفائها الأوروبيين وغيرهم لم ولن يبقوا مخدوعين بأكاذيبها التي تشن من خلالها حروب هنا وهناك وتطلب منهم بالترغيب والترهيب اللحاق بها ودعمها، وتعلم بأنهم سيتخلون عنها إن لم يكن اليوم فغدا وغدا لناظره قريب، وقد صرح ماكرون بعد زيارته للصين بذلك وطالب أوروبا بالخلاص من تبعيتها العمياء لأمريكا وحروبها المفتعلة ويجب أن يكون قرارها مستقلا في أية أزمة عالمية لتكون قوة ثالثة مستقبلا، وكذلك تصريحات قادة حلفائها في كورية الجنوبية واليابان بعد تسرب الوثائق وثبات التصنت عليهم وغيرهم…
وأمريكا تعلم جيدا بأن زمن القطب الأوحد قد إنهار وإنتهي منذ هزائم مشاريعهم ومخططاتهم الهستيرية في افغانستان والعراق وفي سورية، والعملية الخاصة لروسيا في أوكرانيا جاءت في وقتها لتكشف مدى ضعف أمريكا وأوروبا وحلفهما الناتوي، ولتعلن روسيا ومحورها للعالم إنهيار أمريكا عالميا وسقوط قطبها الأوحد رسميا، والذي عاث في العالم فسادا وفتن وقتلا وحروبا وسرقة أمريكية وصهيونية لخيرات الدول والشعوب ليعيش قطبهم الأوحد ودولهم وشعوبهم مئات السنين الأخرى على حساب دول وشعوب منطقتنا وشعوب العالم، وروسيا والصين وإيران وكل محور المقاومة أعلن نهاية إمبراطورية ذلك القطب الأوحد والعمل على تغيرات دولية قادمة في الأشهر والسنوات القادمة بأقطاب متعددة لنشر العدل والسلام الحقيقي والتعاون والشراكة والأخوة الإنسانية القائمة على منفعة الجميع بين الدول والشعوب على وجه هذه الأرض المباركة…
ولأن أمريكا تعلم نهاية قطبها المجرم منذ سنوات ولم يبقى إلا الإعلان الرسمي أمام العالم تحاول بين الفينة والأخرى على بقاء وفرض سيطرتها وتحكمها وتدخلها في منطقتنا ودولنا وشعوبنا وبالذات دول الخليج حتى تحافظ على هيبتها وماء وجهها لأنها لا تعتبرهم دولا مستقلة وذات سيادة وأقطاب لها وزنها في المنطقة والإقليم والعالم بل ما زالت تعتبرهم في عقلها المريض بأنهم تبع لها وهم ودولهم وشعوبهم وكل خيراتهم وثرواتهم البرية والجوية والبحرية لها ولا يحق لأي من الدول مشاركتها بتلك النعم والخيرات، وتعتبرهم ورقة رابحة ليبقى لها قطب في أي متغيرات دولية قادمة وهم لا سيادة لهم ولا قطب ولا غيره…
وهذا ما يجب أن ترفضه دول الخليج أولا وتصرح بأن دولها ليست تابعة لأحد ويجب التعامل مع أمريكا الند بالند، وأن ترفض دولنا العربية ثانيا والإسلامية ثالثا وتطالب البحرين وبشكل مباشر وفوري من أن ترفض تواجد تلك الغواصة النووية في مياهنا الخليجية الإقليمية لأننا لسنا بحاجة لحماية من الخارج ونحن قادرين على حماية أنفسنا والآخرين وهكذا كنا عبر تاريخنا العربي والإسلامي، وأننا لن نسمح لتلك الغواصة بضرب أراضي سورية والمقاوميين فيها لأنهم موجودين بصفة رسمية وبإتفاق مع الحكومة والجيش السوري ولن نسمح لتلك الغواصة بضرب أية دولة في منطقتنا بححج واهية وكاذبة، لذلك يجب أن لا يوفق أحد من الدول الخليجية خاصة والعربية والإسلامية عامة على بقائها ويجب أن تعود تلك الغواصة النووية الإرهابية من حيث أتت أي تعود إلى دولة الإرهاب الدولي (أمريكا….).