النهر الأصفر، شاهد على الحضارة الصينية العريقة وتنمية الصين الحديثة
اجنادين نيوز / ANN
بقلم الصحفية الصينية سعاد ياي
النهر الأصفر أو “هوانغ خه” هو ثاني أطول نهر بالصين بعد نهر يانغتسي، وسادس أطول نهر في العالم، ويبلغ طوله نحو 5464 كيلومتراً، وينبع من هضبة تشينغهاي- التبت غربي الصين، ويتدفق عبر تسع مقاطعات ومناطق صينية، وبما فيها مقاطعات تشينغهاي وسيتشوان وقانسو ومنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي وغيرها، ثم يصب في بحر بوهاي بمدينة دونغ يينغ في مقاطعة شاندونغ شرقي البلاد، حيث يشكل المصب منظرا ساحرا عندما تلتقي مياه النهر الصفراء بمياه بحر بوهاي الزرقاء.
ويطلق الشعب الصيني على هذا النهر العظيم لقب “النهر الأم”، والذي يعتبر من أعظم الأنهار الصينية الكبرى، ويعد مهد الحضارة الصينية العريقة.
و يعتبر النهر الأصفر أكبر نهر رملي في العالم، ويحمل متوسط 1.6 مليار طن من الرواسب سنويًا، ومن بينها 1.2 مليار طن التي تتدفق إلى البحر. أما الباقية، فإنها تبقى في الروافد السفلية للنهر الأصفر، بما تشكل سهل خصب بشمالي الصين.
منذ آلاف سنين حتى الآن، كان ولا يزال النهر الأصفر شريان الحياة للصينيين. وفي الوقت الحالي، يوفر النهر مياها لـ 12 في المائة من سكان الصين ويسقي 17 في المائة من أراضيها الصالحة للزراعة. ولذلك، فإن الحفاظ على النهر الأصفر وتعميم ثقافة النهر يظل على رأس جدول أعمال البلاد.
وبفضل مكانتها الجغرافية عند مصب النهر الأصفر بالبحر، تتمتع دونغ يينغ بموارد وافرة، وعلى رأسها الطاقة والأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة. وأنشأ في المدينة عدد من المناطق الخاصة بتطوير الاقتصاد والتكنولوجيا والزراعة وكذلك المحميات الجيولوجية لحماية البيئة وتنوع الكائنات الحية.
تتمتع مدينة دونغ يينغ بكميات كبيرة من موارد النفط، وتعتبر من أهم مناطق إنتاج النفط بشرقي البلاد. وخلال السنوات الأخيرة، تعمل المدينة على تنمية اقتصادها عبر تطوير تفوقاتها في صناعات الزراعة واستخراج النفط والغاز الطبيعي والصناعة البتروكيماوية وغيرها، ما ساعدها على أن تصبح مدينة صناعية حديثة تقدم مساهمات كبيرة في حماية أمن الحبوب والطاقة للبلاد.
وفي الوقت نفسه، تبذل المدينة جهودها الدؤوبة لحماية البيئة، حيث تم بناء العديد من الحدائق الجيولوجية على مستوى البلاد فيها، ومن أشهرها محمية دلتا النهر الأصفر التي تبلغ مساحتها 153 ألف هكتار، وتوجد فيها مساحات شاسعة من نباتات سوايدا سالسا ذات اللون الأحمر الناري.
وفي كل عام، تتوقف ملايين الطيور للراحة عند هذه المحمية أثناء هجرتها، بينما يختار بعضها البقاء لقضاء فصل الشتاء والتكاثر. وبفضل جهود الحكومة المحلية والأجهزة المعنية في حماية البيئة، تعيش حاليا في المحمية أكثر من 1600 نوع من الحيوانات البرية، و منها أكثر من 373 أنواع من الطيور، ما يجعلها من أهم مناطق هجرة وتكاثر الطيور في العالم.
ومن أجل تعريف العالم بثقافة النهر الأصفر والتنمية المحلية، استضافت مدينة دونغ يينغ خلال يومي ال18 وال19 من إبريل عام 2023 “المنتدى الدولي لتعميم ثقافة النهر الأصفر”، حيث أقيمت سلسلة من الأنشطة المختلفة في المدينة، وبما فيها المهرجان الثقافي والأسواق الشعبية المتنوعة، لعرض المنتجات المحلية المتميزة والأعمال اليدوية للتراث الثقافي غير المادي للمناطق الواقعة على ضفتي النهر الأصفر، من أجل تعريف المزيد من الناس بثقافة النهر الأصفر وقصص وأساطير هذا النهر العظيم.