هدن هشة وإختراقها مقصود والأمور تزداد سوءا في السودان ولنعود لأيام حمدوك رئيس الوزراء لنعرف الحقيقة…
اجنادين نيوز / ANN
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…
منذ يوم السبت والإقتتال دائر بين البرهان وحميدتي لغاية كتابة هذه السطور، ٣٥٠ قتيل واكثر من ١٥٠٠ إصابة ومعظمها من المدنيين الأبرياء، وهو عداء شخصي وهذا العداء هو الأصعب والأشد والأخطر على المجتمعات والبشرية إذا كانت هذه الشخصيات جنرالات عسكريين لأنه سيجر كل منهم أتباعه إلى جهنم حتى يثبت رأيه بأنه الأصح أو خطواته هي الصحيحة والآخر هو الخطأ وأنه يريد حماية الشعب من الطرف الآخر وتصريحاتهم وإتهاماتهم لبعضهم البعض تزداد يوما بعد يوم، وهم الآن من يقتلون أنفسهم وأتباعهم العسكريين والشعب السوداني بأكمله هو ضحية لأنه أصبح عداء شخصي معقد بين الطرفين الأخوين للأسف الشديد…
فالأخ الأكبر وهو البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش والقوات المسلحة يبدوا أنه جنرال يطمح لرئاسة السودان مستقبلا ويريد أن يسيطر على كل شيئ في السودان قبل ذلك، ومنذ أن سيطر على السلطة في السودان وعلى سدة رئاسة مجلس السيادة وهو يعمل على السيطرة الكاملة على كل الأجهزة العسكرية والمدنية وحتى على الأحزاب السياسية وبالذات المعارضة له كما أنه حاول مرات عدة السيطرة على رئيس الوزراء السابق حمدوك وعلى قرارات الحكومة السياسية بشكل كامل الأمر الذي جعل حمدوك يصرح وعدة مرات بأن العسكر يتدخلون في الحكومة ويعملون على فرض أجنداتهم العسكرية الديكتاتورية على الشعب السوداني وحكومته المتفق عليها وفي النهاية لم يحتمل حمدك رئيس الوزراء كل تلك التدخلات إلى أن قدم إستقالته أو أقيل بالقوة وكل الأحزاب السياسية السودانية والشعب السوداني رفض تلك التدخلات وطلب من العسكر العودة إلى ثكناتهم وبعدها لم يظهر رئيس الوزراء حمدوك على شاشات القنوات الفضائية وكأنه وضع بالإقامة الجبرية الأبدية…
وحميدتي هو قائد قوات الدعم السريع الذي خاض معارك عدة داخل السودان وخارجها نيابة عن الجيش وهو نائب رئيس مجلس السيادة وكان يطيع الأوامر العسكرية العليا من قبل البرهان ومن حوله من أتباعه من القادة العسكريين مثل الكباشي وغيره، فالبرهان ومن حوله من كبار القادة كانوا يعتبرون حميدتي وكل قواته مجرد آداة لتنفيذ كل ما يطلب منهم داخليا وخارجيا، فالبرهان أمر بعمل إتفاقيات مع الكيان الصهيوني وإتفاقيات التطبيع رغم عدم موافقة حكومة حمدوك السابقة وحميدتي على إتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني، وحميدتي يطيع الأوامر ولا يرفضها والذي يعتبر نائب رئيس مجلس السيادة وهو منصب صوري فقط منح لحميدتي ليبقى تحت السيطرة البرهانية، وأيضا أمر البرهان بأن يرسل جيش إلى اليمن للقتال مع ما سمي بالتحالف العربي وبمشورة بعض قادته تم الإتفاق على عدم إرسال الجيش بل أمر حميدتي بأن يرسل مجموعة من قواته إلى اليمن للقتال مع التحالف العربي لأنه ووفقا لرأي البرهان أنه لا يستغني عن أي فرقة او كتيبة من الجيش لإرسالهم لليمن لكثرة الأعداء المتربصين بالسودان من كل جانب، وأقتنع حميدتي واطاع الأوامر العسكرية وأرسل عدد من قواته بإسم الجيش السوداني للقتال مع التحالف الصهيوأمريكي عربي آنذاك…
ولم يهدأ البرهان او يتردد بإعطاء الأوامر بقتل الشعب السوداني في كل المظاهرات الشعبية التي كانت تحدث في السودان رفضا لتدخل العسكر في الحياة السياسية المدنية وهذه المظاهرات كانت تدعوا لها الأحزاب السياسية وبإستمرار وبشكل يومي وشهري حتى أصبح هناك ضغوط وإنتقادات إقليمية ودولية على البرهان والعسكر حتى صرح إعلاميا فقط برفع يده عن الحياة السياسية كما إدعى وترك الأمر للسياسين لمعالجة أمورهم، ورغم كل الإتفاقيات السابقة التي جرت بين البرهان وبين السياسيين إلا أن البرهان لم يطبق أي منها أو أي بند من بنودها وبقيت مجرد حبر على ورق، لذلك لم يتفق السودانيين السياسيين على شيئ لتدخلات البرهان وقادته وأجهزة المخابرات وغيرها من الأجهزة العسكرية والمدنية التي سيطر عليها بشكل كامل فهو الزعيم الأوحد ويجب أن يطاع دائما ولا يرفض له أي أمر…
وهنا بدأ حميدتي وقواته بالتملل ورفض بعض الأوامر العسكرية للبرهان والتي كان لا يجد فيها أي مصلحة للشعب السوداني المظلوم أو لإتفاقه ووفاقه وتشكيل حكومة مدنية وكان يلجأ للشعب وللعشائر والقبائل ويلمح بخطاباته كلمات يحذر بها البرهان لكن البرهان المدعوم أمريكيا وصهيونيا لا يخاف أحدا ولا يخاف حميدتي وقوات دعمه السريع ولا أي من الشعب السوداني أو أحزابه السياسية المعارضة له لتفرده وسيطرته على الحكم، فشعر حميدتي عدة مرات بمحاولات الخلاص من قيادته وقيادات قوات الدعم السريع ليتم ضم تلك القوات إلى الجيش السوداني بعد تصفية القادة وعلى رأسهم حميدتي، ومن يرفض الإنضمام بعد ذلك يعتبر متمردا ويجب ملاحقته من قبل الجيش وكل أجهزته حتى تصفيته نهائيا، وهذا ما يجري الآن قوات قوامها ١٠٠ ألف مقاتل وخاضوا عدة حروب داخل السودان وخارجه نيابة عن الجيش يعتبرهم البرهان متمردون والتمرد بالعلم العسكري لا يكون بحجم هذه القوات فقد يتمرد ١٠ آلاف ٢٠ ألف ولكن ليس ١٠٠ ألف مقاتل…
وهنا يبدوا أن حميدتي بدأ بثورة حقيقة على البرهان وبعض قياداته العسكرية والتي لم ولن توافق أبدا على منصب نائب رئيس مجلس السيادة لحميدتي او أية مناصب أخرى مستقبلية له وهم موجودين وبرتب عسكرية عليا، وهنا بدأ الخلاف الشخصي على المناصب والمنافع يتصاعد يوما بعد يوم إلى أن بدأت الاحداث المؤسفة والمخزية بين الطرفين ورفاق السلاح يوم السبت الماضي، ويبدوا هنا أن الكيان الصهيوني وبالتنسيق مع أمريكا كان لهم الدور الأكبر بإثارة هذا الخلاف وزيادة الفتنة والعمل على إشعال نيرانها فالبرهان وبعض قادته هم حلفائهم في السودان، حتى أصبح الكيان الصهيوني هو السيد الذي يلقي الأوامر على البرهان وهو ينفذ ويجر الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للهلاك، والدليل أنه قبل يومين كان هناك طلب أمريكي من الكيان الصهيوني بالضغط على البرهان وحميدتي لإيقاف الإقتتال فيما بينهما لتأمين الحالات الإنسانية والمواد الإغاثية والغذائية للسودانيين فتم الإعلان عن إتصال ما تسمى وزارة الخارجية بالبرهان وما يسمى الموساد الإسرائيلي بحميدتي لتشويه صورته وقواته أمام الشعب السوداني، وهو تأكيد من أمريكا بأن كيانها الصهيوني هو المسيطر على السودان وقيادته البرهانية وهي بالواقع الداعمة لكيانها الصهيوني ليكون المسيطر على السودان كنموذج أولي للسيطرة على كل المنطقة ونرجوا أن لا يكون إقتتال العسكريين والسياسين كمرحلة أولى ومن ثم إقتتال العسكريين معا هو نموذج لمخططات ومشاريع صهيوأمريكية جديدة سيتم تنفيذها في على جيوشنا في دولنا ومنطقتنا في المرحلة القادمة بعد فشل عصاباتهم الداعشية في عشرية النار الماضية لتنفيذ مخططاتهم ليكون الكيان الصهيوني هو المسيطر على كل القرارات والقادة وغيرهم والمنطقة برمتها…
لذلك على كل المنظمات العربية والإسلامية والإفريقية والدولية أن تضع حدا لتصرفات البرهان الذي لحبه للسيطرة جر الجيش السوداني ليكون في قتال مع رفاق السلاح من قوات الدعم السريع وهو أيضا يسحق بالشعب السوداني من خلال طائرات قديمة إستخدمت في السبعينيات وهي غير دقيقة في ضرباتها كما يدعون بأن الضربات على مواقع الدعم السريع بل من تقصف هي بيوت المدنيين فمعظم القتلى والإصابات من المدنيين ومن نراهم عبر القنوات الفضائية في المستشفيات السودانية المنهكة أصلا قبل هذه الحرب هم مدنيون، ويجب ان يتم وقف هذا الإقتتال الذي لا يوجد به رابح أبدا فالجهتين خاسرون ولم ولن ينتصر أحد على الآخر كما يصرحون وسيبقى القتل بالشعب السوداني وسيزداد يوما بعد يوم هذا غير المهجرين الذين تركوا بيوتهم خوفا على حياتهم من تلك الحرب العبثية والتي هي مجرد خلاف وصراع شخصي بين البرهان وقادته الذين يريدون السيطرة على كل الحياة العسكرية والمدنية والأحزاب وغيرهم وبين حميدتي الذي لم يعد يحتمل طاعة الأوامر العسكرية العليا والتي لم ولن تجدي نفعا للشعب السوداني ولا لأحزابه السياسية ولا لأي توافق سوداني مستقبلا لتشكيل حكومة وإنتخابات برلمانية ورئاسية، وهنا يجب العودة إلى أيام حكومة حمدوك السابقة وإنتفاضات الشعب السوداني المتلاحقة ضد البرهان وقادته أو العسكر كما كان يصرح السودانيين الرافضين لتدخلاتهم في الحياة السياسية لوطنهم السوداني الكبير حتى نعرف حقيقة ما يجري في السودان…