صورة الخوف واللا واقع

اجنادين نيوز / ANN

زهراء كاظم

في تدوين وبناء المعادل الذاتي للشخصية ، هناك عدة علامات تؤشر الحكاية لدى الإنسان ، ولذا نقرأ في مدونات التأريخ أن أحد أباطرة الصين في اسطورة دونتها كتب التاريخ ,حين طلب من رسام بلاطه أن يزيل صورة الشلال الذي رسمه على جدران قصره , لأن صوت الماء يمنعه من النوم ! .
هذه القصة تعبر تعبيرا صادقا عن قوة الصورة والفعل الكامن في أنشائها التصويري , فهي , أي الصورة , تخلق حولها الحياة , ويقينا يتم أدراكها بجميع الحواس , وربما تعني قوة الفنان في إيصال فكرة الحدث والجدوى منها للمتلقي زيادة سعة ثقافاته , وأحداث هواجس وتشغيل الذات فيما بعد.
هي حيوات تتجدد مع رؤى المتلقي في زمن عراقي أصيب بالعطب من جراء كثرة الصور التي تعرض علينا ,وحشود الكتل الكونكريتية وهي تقف حائلا أمام فسحة الجمال أن وجدت , حيث أصبح الفن مجرد تصنيف لتشكيلات لونية وليس تساؤلا فكريا ومتعة النظر أو تجسيدا بصريا لقصص اللون.
يقول جان جاك روسو ” قلة الرؤية تدفع إلى المزيد من التخيل ” وماذا يمنحني في واقع الفوضى التي تلاحق تفاصيل ” الفنان ” وهو يدون لي أنماطا فكرية تعج بها ذاكرتها , وفيها يصبح التأثيرأقل فيما تريده المدونة ؟ .
هي صورة أخرى تماثل صوت الشلال الذي أراد أبعاده أحد أباطرة الصين عن قصره. ليرد عليه ريجيس دوبريه ” عندما يرى كل شى لا يعود لأي شي قيمة ” .
لذا كانت ( الجورنيكا) على يد( بيكاسو) صورة لأبشع عنف مارسه الأنسان الطاغي في مفهوم الحياة , تنطق بالألم والأحتجاج ضد أرهاب الإنسان  الذي لا يرى أي شي دون صورته .

ليقول بيكاسو لوزير فرانكو ” انت من رسم هذه اللوحة ” !.
تدون اكثر من مقتربات الصورة لترى بشاعة الأضطهاد بالأسود والأبيض يتجلى في مثاليات الوحدة والقسوة مع ذات لا تخلو من الأنبهار في فعل ما يوجد للكبرياء الطاغي , في عرف الجلادين . … تحلم بالسلام , في مشهد بصري جسده فائق حسن على ساحة ارتفعت بكبرياء في ساحة الطيران .
أفكر الان , يالفرحي , كيف نساها طاغيتنا طوال اكثر من ثلاثة عقود؟ أكان لا يدرك معنى الفعل الكامن في تفاصيلها؟.
أية أوجاع تحملت , وتحملنا , والسلام غائب منذ أن انتصبت الجدارية وإلى تماثل الصورة الآن . لتصبح الفكرة , قوة مادية , يفهمها عامل المسطر , وهو يلوذ باوجاعه أمام مرأة ” المقاول ” الجشع في تصوير البطل مسطرا الطابوق نحو الطابق الثاني وهو لا يمتلك غذاء الغد الأتي ., ليعيش عامل المسطر , بفهمه البسيط , أمام صورة فائق حسن منتظرا بصبر كبير من يشير له بعمل مؤجل وهو حلم يومه ماذا لو تجد هذه الصور تماثلا في مخيلة الشعراء والأدباء لتلك الأنكسارات والخسارات اليومية ، لتجد لها تماثلا لدى السياسي ؟

زر الذهاب إلى الأعلى