الأردن ومصر وتعاون اقتصادي متواصل مع الصين الحليفة
اجنادين نيوز / ANN
أعَدَّ هذه المادة:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: كاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، وتحمل أوسمة من دول صديقة وحليفة.
ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ورئيس عدة منظمات دولية وروسية، ويحمل أوسمة من دول صديقة وحليفة.
تُعتبر العلاقات الأُردنية الصينية المِثال الأنصع والآخاذ واللافت الذي يُحتذى في عالم اليوم. فَ المملكة الأردنية الهاشمية دولة صغيرة المساحة وقليلة السكان قياساَ بجمهورية الصين الشعبية الحليفة والعملاقة والواسعة بمساحتها الجغرافية وامتدادها الأرضي في آسيا وتأثيرها الدولي في كل المناحي. وبالرغم من ذلك، تبرز الدولتان، جمهورية مصر العربية والأردن، بروابطهما القوية والمسؤولة في التعاون الوازن والثابت مع الصين الصديقة والحليفة للعالم العربي، ذلك للكثير من المشتركات والتفاهمات المتوافرة بين هذه الاطراف الثلاثة، ولحرص عواصم الدول الثلاث على إدامة وتأكيد ثبات التنسيق والتبادلات المختلفة بينها، إضافة إلى أن الصين قد غدت منذ سنوات طويلة الاقتصاد الأول في العالم، وليس الثاني، وهو مؤشر مهم جداً لمدى تأثيرها الكوني في شتى المناحي، ويمكن لمَن يهمه هذا الأمر التأكد من أن الاقتصاد الصيني هو الأول في عالم اليوم، وذلك وفقاً لعددٍ من الدراسات الأجنبية، وضمنها دراسة سابقة نشرتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وهي متاحة ومتوافرة على الانترنت.
يُذكر، أن الأخبار عن الاقتصاد الصيني “الأول” في العالم، والمقالات والدراسات التي تتضمن المعلومات عن ذلك، وعن قدرات الصين الإقتصادية، متوافرة على الشبكة العنكبوتية.
وعودة إلى منحى التعاون الثلاثي الأردني – الصيني – المصري، هنالك حرص وتأكيد على أن “مصنع جيشنغ الدولي للسراميك” هو من أهم الاستثمارات في المنطقة، كونه سيُتيح فرص عمل للشباب العربي المحلي، ولتنشيط الاستثمارات العربية والدولية وتداخلها وتعاونها، وتعزيز بيئتها التي تحرص البلدان الثلاثة على تطويرها وتأصيلها والدفع باستثمارات غيرها بموازاتها.
ويأتي هذا المشروع الذي تناولته الصحافة الأردنية باتساع، في ظل سعي وزارة الطاقة الأردنية لتذليل العقبات التي تواجه انتشار الغاز الطبيعي لاستخدامه في أغراض توليد الطاقة الكهربائية، المصانع، والقطاعات المختلفة التي منها المنزلي والتجاري، كمصدر للطاقة حضاري واقتصادي وصديق للبيئة، ويُسهم في تخفيف كُلَف الطاقة، وتوفير نسب كبيرة من قيمة مشتقات الوقود الأخرى.
جاء في الأخبار الرسمية، بأن شركة فجر الأردنية – المصرية، ومصنع جينشنغ الدولي للسيراميك، وقَّعَا مؤخراً، بحضور وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، الدكتور صالح الخرابشة، اتفاقية تنفيذ التسهيلات اللازمة لتوصيل الغاز الطبيعي بآلية (Lump Sum Turnkey) لمصنع جينشنغ بمنطقة القطرانة. وبموجب الاتفاقية تبدأ كمية الغاز اليومية من 120 ألف متر مكعب وتزيد تدريجياً لتصل إلى 360 ألف متر مكعب بعد ثلاث سنوات من بدء التشغيل. و وقع الاتفاقية الرئيس التنفيذي لشركة فجر الأردنية – المصرية المهندس فؤاد رشاد، والمدير العام لمصنع جينشنغ الدولية “وو جيانغ بو”، بحضور الأمين العام المساعد لشؤون الطاقة في وزارة الطاقة والثروة المعدنية المهندس حسن الحياري، ومسؤولين من الجانبين. كما و وقعت شركة فجر الأردنية – المصرية مع شركة غاز مصر، ويمثلها رئيس مجلس الإدارة المهندس وائل جويد، اتفاقية لتنفيذ الخطوط والتسهيلات اللازمة لتغذية المصنع بالغاز الطبيعي.
ويتكوَّن المشروع على شبكة الغاز بنظام “Hot Tapping” لضمان تغذية المصنع من أقرب نقط لشبكة الغاز الرئيسة، بالإضافة إلى تركيب محطة تخفيض ضغط وقياس مؤقتة لحين توريد المحطة الدائمة، وتنفيذ الأعمال المدنية والكهربائية لمحطة تخفيض الضغط والقياس، وتوريد وتركيب وتشغيل محطة القياس وتخفيض الضغط الرئيسة.
وقال الوزير الخرابشة في تصريح صحفي عقب التوقيع، إن الاتفاقية تأتي في إطار برنامج حكومي لإيصال الغاز الطبيعي للمصانع ما يخفف كُلف الإنتاج ويعزز تنافسية الصناعات. وأضاف، أن المشروع يأتي استكمالاً لجهود كبيرة لإنجاز توصيل الغاز الطبيعي للصناعات في ظل إعداد مناخ جاذب للاستثمار بالأردن، وأهمية الغاز الطبيعي في تخفيف كلف الإنتاج، وترشيد استخدام الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية، وإيجاد فرص عمل جديدة، ما يدعم فرص الصناعات الأردنية لزيادة صادرتها وقدرتها على المنافسة بالأسواق العالمية.
من جانبه أشار فؤاد رشاد إلى إن المشروع يأتي في إطار التعاون القائم بين وزارة الطاقة وشركة فجر الأردنية – المصرية لتعزيز المرحلة المستقبلية لتنمية تنفيذ مشروعات تغذية القطاع الصناعي بالأردن بالغاز الطبيعي، واصفاً توقيع الاتفاقية بأنه استمرار لتحقيق خطة طموحة لتزويد الصناعات في الأردن بالغاز الطبيعي، وأشار إلى أنه سيجري ضغط الجدول الزمني لتنفيذ المشروع في أسرع وقت ممكن، لِمَا له من مردود اقتصادي وبيئي على القطاع الصناعي، ولدعم الاقتصاد الوطني.
بدوره، نوَّه المدير العام لشركة جينشنغ الدولية للسيراميك، السيد “وو جيانغ بو”، إلى إن هذه الخطوة تُعد أساسية في إطار إنشاء وتشغيل المصنع، إذ أن الغاز الطبيعي يُسهم في تخفيض الكُلف التشغيلية، مقارنة مع أنواع الوقود الأخرى، ويُحافظ على البيئة، ويُمكِّن المصنع من المنافسة وزيادة صادراته، مُثمِّناً جهود وزارة الطاقة وشركة فجر الأردنية المصرية لتذليل العقبات، والسرعة في اتخاذ الإجراءات والخطوات الجدية لتنفيذ المشروع.
وحول العلاقات الأردنية – الصينية وطبيعتها، والتعاون بين البلدين، فقد استقبل الرفيق السفير الصيني لدى المملكة الرفيق تشن تشوان دونغ، في 22 من آذار من هذا العام 2023م، رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين السيد حمدي الطباع وأعضاء مجلس الإدارة في مقر السفارة، وهم المهندس عبدالرحيم البقاعي، ميشيل نزال، المهندس عبد الحليم عابدين، المهندس يُسري طهبوب، ومدير عام الجمعية طارق حجازي. وقد بحث الطرفان آفاق التعاون المشترك بين البلدين على المستوى الاقتصادي والاستثماري والتجاري، وبما يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين مجتمعي الأعمال من كلا الجانبين.
من جانبه، طالعنا تصريحات الطباع الذي أكد “ارتباط البلدين بعلاقات وثيقة ومتميزة في مختلف المستويات، الى جانب تطور العلاقات الثنائية بشكل مستمر خلال السنوات السابقة، لافتاً الى أن الجمعية حريصة على تعزيزالعلاقات الثنائية بين الجانبين كما وأن اتحاد رجال الأعمال العرب ومنذ تأسيسه يساهم في تعزيز العلاقات العربية الصينية من خلال تنظيم عدد من الملتقيات العربية الصينية والمشاركة الفاعلة فيها و من أهمها مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين”. كما وأشار الطباع الى أن التبادل التجاري بين البلدين يشكل نسبة عالية من الناتج المحلي الإجمالي، الى جانب وجود استثمارات متنوعة مشتركة بين البلدين، ونتطلع الى مزيد من التعاون في مجالات التدريب المهني، لافتاً الى استعداد الجمعية على التعاون والبناء على ما تم انجازه في هذا المجال.
بدوره، أشار سعادة السفير تشن بأن الأردن يُشكِّل وجهة سياحية متميزة للسائح الصيني، لافتاً الى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في نمو مستمر ونتطلع نحو زيادة التبادل التجاري بشكل أكبر بين البلدين خاصة في الأسمدة والفوسفات. كذلك، بيَّن سعادة السفير بأن الصين تتميز بوجود عدد متنوع من المعاهد المتخصصة في مجالات التدريب المهني كما وتُعتبر الصين من الدول المتميزة في هذا المجال. مُبيَّناً أن رأس المال البشري هو من الموارد الهامة خاصةً مع تميز الأردن بوجود قوى بشرية مؤهلة. كما ولفت الرفيق السفير الى دور القطاع الخاص الأردني الهام في إعداد رؤية التحديث الاقتصادي، مؤكداً على أهمية وجود معارض مشتركة بين البلدين في مجالات الاستيراد والتصدير أسوة بالمعارض العالمية.
وبدوره، شددَّ الطباع على أن دور الصين المحوري والهام في المنطقة هو محط اعجاب مجتمع الأعمال الأردني، لافتاً الى تمتع البيئة الاستثمارية الأردنية بالعديد من المزايا والحوافز الاستثمارية الى جانب انفتاح الاقتصاد الأردني وارتباطه بعدد متنوع من الاتفاقيات التجارية على المستوى العربي والدولي الاقليمي والتي تؤهل الى عقد شراكات حقيقية. كما ونوَّه الطباع الى أن الجمعية ترتبط مع عدد من الجهات العربية والأجنبية بما يتجاوز (20) مجلس أعمال مشترك وتساهم هذه المجالس بتطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية الثنائية بين الجمعية ونظرائها من مختلف الدول.
إضافة إلى ذلك، استعرض الطباع موجزاً حول برنامج عمل مجلس ادارة الجمعية وأنشطتها خلال العام الحالي، لافتاً الى أن الجمعية بصدد عقد المؤتمر الدولي لأصحاب الأعمال الناطقين بالفرنسية “منتصف أيار” (المُقبل من هذا العام: ملاحظة الناشر)، داعياً مجتمع الأعمال الصيني للمشاركة في هذا المؤتمر الهام، وزيارة الأردن للإطلاع على الفرص الاستثمارية في القطاعات الاقتصادية الواعدة، والإستفادة من المزايا التي يتيحها قانون البيئة الاستثمارية الجديد.
وثمَّن الرفيق السفير تشن الدور المحوري للأردن في المنطقة، إلى جانب دوره الإنساني في حماية اللاجئين، واستضافتهم على الرغم من الضغوضات والتحديات الاقتصادية التي يواجهها الاقتصاد الأردني، ولفت إلى إن الأردن ما يزال صامداً ومستقراً. ولفت سعادة السفير الى أن التوافق الايراني – السعودي سوف يساهم في زيادة تدفق استثمارات جديدة الى دول المنطقة، كما وستشهد المنطقة تحولاً اقتصادياً هاماً، مشيراً الى أن التعاون السياحي بين البلدين بحاجة (ملاحظة: الصين والأردن) الى تشغيل مزيد من الخطوط لتسهيل نقل رجال الأعمال، مبيناً أن الجانب الصيني مهتم بالمشاريع الاستثمارية الاستراتيجية في الأردن، مثل توسعة مصفاة البترول، وغيرها من المشاريع التي تضمنتها رؤية التحديث الاقتصادي، مُعرباً عن استعداد السفارة للتعاون مع الجمعية للتشبيك بين مجتمعي الأعمال من كلا الجانبين، وبما يعزز آفاق التعاون المشترك.
ومن الجَدير بالذِّكر، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في عام 2021 ما يقارب 3.2 مليار دولار، شكَّلت الصادرات منها ما قيمته 0.104 مليار دولار، تركزت في الأسمدة والمحيكات والألمنيوم، بينما شكَّلت المستوردات منها 3.1 مليار دولار، تركزت في المحيكات والآلات والأجهزة الكهربائية والميكانيكية.
ـ المراجع:
1/ موقع انترنت وزارة الطاقة والثروة المعدنية (الأردنية).
2/ وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا”.
2/الصحف اليومية الأردنية.
…