بكين و واشنطن.. نهجان متضادان..
اجنادين نيوز / ANN
أعَدَّ هذه المادة:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: متخرجة من جامعتين أولها روسية في مدينة لينينغراد؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، وتحمل أوسمة رفيعة من من دول صديقة وحليفة.
ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ورئيس عدة منظمات دولية وروسية، ويحمل أوسمة من دول صديقة وحليفة.
نشرت الصحافات العربية والعالمية تصريحات لافتة للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، الرفيقة ماو نينغ، التي حذرت من “إن الرقابة الأمريكية على تصدير الرقائق إلى الصين إنَّما تهدف إلى كبح تقدمها، وهي بالتالي مِثالٌ على الاضطهاد “العلمي –التكنولوجي”. بينما نقل الموقع الشبكي للتلفزيون الروسي الشهير “روسيا اليوم”، الناطق بالعربية، بأن صحيفة “فايننشال تايمز”، نقلت “عن مصادر”، أن السلطات الأمريكية طلبت من كوريا الجنوبية حث صانعي الرقائق على عدم بيعها في السوق الصينية إذا تم حظر أنشطة شركة Micron الأمريكية هناك.
ونوَّهت المتحدثة الصينية كذلك، إلى أن واشنطن، وبهدف الحفاظ على هيمنتها ومصالحها الذاتية، لا تتردد في إجبار حلفائها على الانخراط معها في عملية كبح الصين، وأضافت التالي: “هذا النهج ينتهك بشكل جدِّي مبادئ اقتصاد السوق والقواعد الاقتصادية والتجارية الدولية، ويقوِّض استقرار سلاسل الإنتاج والتوريد الدولية، ويَضر بمصالح الشركات من جميع أنحاء العالم، وهو مِثالٌ ساطع على الاضطهاد العلمي -التقني والحمائية التجارية”. وختمت المتحدثة الصينية الموقف الصيني بقولها بما يتصل بموضوع التفتيش الصيني تجاه الشركة الأمريكية Micron: أن التحقق من الأمن السيبراني هو ممارسة شائعة بموجب القانون.
في الحقيقة، ليس سراً أن تبرز الصين حالياً بكونها الدولة الأُولى اقتصادياً، والأَكثر نشاطاً في مجال التكنولوجيا والعلوم المختلفة، وهذا ما سبق واعترفت بذلك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في تقرير لها. ومن اللافت للانتباه والبحث أن التقارير الدولية وغيرها من الدراسات لدول غربية بالذات، تعترف، بعلانية، بتفوق الصين على دول الغرب والولايات المتحدة في المجال التكنولوجي، وأحد هذه التقارير تم نشره في “تي. أر. تي. – عربي” التركية، إذ أشار إلى أبرز التوجهات الصينية المستقبلية في مجال التكنولوجيا الحساسة، بالإضافة إلى تفوّق الصين التكنولوجي على الغرب، وهو ما شكّل مفاجأة من العيار الثقيل للعديد من المراقبين وصُنّاع القرار، حيث بدا أن الفارق بين الصين وأقرب منافسيها (الولايات المتحدة) يتسع بشكل ملحوظ لصالح الصين.
ويعالج التقرير التركي مسألة التقدم الصيني السريع والمذهل، وتفوّق الصين في الابحاث العلمية، وريادة الصين الأممية التي تشمل 37 من أصل 44 تقنية حساسة يتتبعها المعهد تتضمن الدفاع، والفضاء، والروبوتات، والطاقة، والبيئة، والتكنولوجيا الحيوية، والذكاء الصناعي، وتكنولوجيا الكم. في حين تقتصر ريادة الولايات المتحدة (وهنا المفاجأة) على سبعة مجالات فقط. يشمل ذلك المجالات المتعلقة بأنظمة الإطلاق الفضائية والحوسبة الكمية.
وخلص التقرير التركي، إلى أن هذه الريادة الصينية لم تاتِ من فراغ، فقد أوضح هذا التقرير بموضوعية، أن وراء هذا التفوق الصيني مؤسسات بحثية نشطة وفعَّالة تحظى برعاية الدولة ودعمها الكبير، فعندما يتعلق الأمر ببعض التقنيات الحساسة مثل التكنولوجيا الكمية، فإن أهم 10 مؤسسات بحثية في الدنيا تقع في الصين وتقدم أوراقاً دورية تحظى بتأثير عالٍ على مستوى البسيطة برمتها بشكل يفوق نظيراتها الأمريكية (التي تحتل المرتبة الثانية) بتسع مرات.
وبالرغم من عداء الولايات المتحدة الأمريكية القديم والمتأصل لجمهورية الصين الشعبية دون سبب واقعي، وإعلاناتها المتواصلة عن أن “العم سام” يَسعى حثيثاً للتفوق على الصين، ودعوتها إلى محاصرة تطور بلد التنين الانساني المتألق، كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني ج. بلينكن قد أدلى بتصريحات عدائية ومتناقضة، للأسف، غلَّفها ببعض الكلمات المعسولة قليلاً إتجاه التقدم العلمي الصيني، إذ جاء في بعض أقواله التي نطق بها في واشنطن (بتاريخ 26/ مايو – أيار/2022م، ونُشرت في الانترنت)، التالي: .. نحن لا نسعى إلى منع الصين من لعب دورها كقوة كبرى، ولا لمنعها أو منع أي دولة أخرى من تنمية اقتصادها أو النهوض بمصالح شعوبها.. وأردف: نحن لا نسعى إلى صراع أو حرب باردة جديدة (مع الصين – ملاحظة مُعدِّي هذه المقالة)، بل على العكس من ذلك، نحن مصممون على تجنب كليهما.. ونحن لا نسعى إلى منع الصين من لعب دورها كقوة كبرى، ولا لمنعها أو منع أي دولة أخرى من تنمية اقتصادها أو النهوض بمصالح شعوبها.. لكن.. ولكن بلينكن هاجم الصين، وهاجم روسيا والرئيس فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين شخصياً دون أدنى احترام لرئيس دولة أجنبية كُبرى، ملوحاً بمفردات التفوق والتحدي!، ومن تصريحاته التي انتقدها كثيرون في معمورتنا الواسعة، كونها تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للصين وروسيا وشعبيهما، ويَشي بأن واشنطن تعمل علانية على تغيير المسار الصيني والواقع الصيني الراهن: .. (ولكن لا يمكننا الاعتماد على أن بكين ستغير مسارها، لذلك سنُشكل بيئة استراتيجية حولها تعزِّز رؤيتنا لنظام دولي مفتوح وشامل.. يعتقد الرئيس بايدن أن هذا العقد سيكون حاسماً، وستحدد الإجراءات التي نتخذها في الداخل ومع البلدان في مختلف أنحاء المعمورة إمكانية تحقيق رؤيتنا المشتركة للمستقبل أم لا).
ـ وختاماً لا بد من التأكيد بكلمات مختصرة لكنها ذات وزن أممي طاغٍ، إن “شعوب العالم تثق في الصين وروسيا وتشيد بالقائدين شي و بوتين”.
…انتهى…