لمَن لا يَعلم.. ليَعلَم..!
اجنادين نيوز / ANN
إعداد: فيصل ناصيف صالح، كاتب من الأردن، وعضو قديم في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
…
تتميز العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية الصين الشعبية ومنذ إقامتها بين الدولتين الآسيويتين في العام 1977، بالصداقة الحق والعميقة، وبتواصل وثبات التبادلات في مختلف المجالات، مِمَا يؤكد أن هذه الصداقة راسخة على هذه المبادىء وشمولها كل ما يَجمَع بين البلدين من صداقات حميمة، وشراكة إستراتيجية بينهما، رسخت تدريجياً عبر الأعوام المنصرمة، لتغدو تفاهمات بين حكومتي البلدين، تأكيداً لتعظيم التعاون الثنائي بينهما في مختلف المجالات التشاركية والانسانية.
الصِلات الأردنية – الصينية قديمة وراسخة جذورها، إذ إنها كانت أُقيمت لتؤكد بأن علاقات الدولتين ثابتة وستبقى كذلك، وهي رسالة أُممية تعلن عن استمرارها ضمن التفاهمات الكثيرة التي تجمعهما، لا سيّما في الاهتمامات الثنائية، وتلك التي تصيب المصالح الأساسية للشعوب والبلدان الأخرى التي تتطلع إلى وحدة العمل مع الصين في كل ما يمكن أن يُفضي إلى تأسيس عالمٍ جديدٍ يقوم على مبدأ واضح للصداقة، والعمل المشترك، والنضال من أجل أن تتمتع البشرية جمعاء بجدارٍ تلوذ به من كل ما يمكن أن يُعكر عليها التقدم في المجالات المادية والمعنوية والمبدئية، لتجمعا وحدة الحال للدولتين الصين والأردن، ولتمتينها مع بقية الدول والحكومات والشعوب التواقة إلى الخير والتنسيق مع الأخيار.
من الضروري بمكان، أن نؤكد في هذا السياق، على إن العلاقات التاريخية التي تربط الصين بالأردن، إنما تعود إلى أكثر من ألفي عام انطوت، عندما كانت مملكة الأنباط العربية مزدهرة في منطقتها جنوب الأردن، والتي ثبتت كأقدم الممالك في ذلك الوقت، وأحدى المحطات المهمة على طريق الحرير الصيني القديم – العريق. لذلك، أنا شخصياً، ومعي وإلى جانبي الأصدقاء والمناصرين للصين من أردنيين وعرب، نرى وبلا تردد، ضرورة تعظيم وتوسيع مضطرد للعلاقات مع الصين، كون الصين كانت وما تزال وستبقى المُدَافِع عن حقوق العرب والأردن في كل مجال وسماء، فتلك الشواهد كثيرة وجميلة، فهي تربط تاريخياً بين الشعبين الصيني والأردني، وتجمع بينهما وفي المشتركات الكثيرة والعميقة أيضاً، وها نحن نشهد اليوم على أن هذه الصداقة بين الأردن والصين قد أينعت، وها هي أزهارها تبقى تفوح بالعطر، ذلك أن القيادتين السياسيتين في كل من جمهورية الصين الشعبية والمملكة الأردنية الهاشمية تصونان وترعيان هذه الصداقة والعلاقات بحدقتي العينين القياديتين الصينية والأردنية، فقيادتا بلدينا ترعيان هذه الصِلات والترابطات بين العاصمتين بكل حرصٍ واضح للجميع.. لذلك، ها هي صداقتنا مع الصين تعيش وتزدهر منذ غابر الأزمان، حين تنادى الأردنيون القدماء ومن بعدهم مختلف الأجيال الأُردنية، لأجل رعاية هذه العلاقات بين عمّان وبكين، وهو ما أفضى في العام 2015، أي عندما شرع جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الصيني شي جين بينغ بتوقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بينهما، إلى تدشين مرحلة جديدة من العروة الوثقى لعلاقات متعددة، لأجل الارتقاء المتواصل بها حكومياً وشعبياً، ولتصليب صلات التحالف في المصالح المشتركة، وبما يهمهما على صعيد كوني بينهما.. ونحن على هذا الدرب سائرون.