“جوازنا” = قيمة حكامنا

اجنادين نيوز / ANN

ا. د.ضياء واجد المهندس

كان الملك البابلي حمورابي قبل 5000 سنة، يلزم التجار في سفرهم لأغراض التجارة ان يزوروا كل أسواق النخاسة، وان يشتروا الجنود البابليين الذي اسرو أو فقدوا بسبب الحرب و اعتبروا عبيد وفق الاعراف المتداولة وقتها.. وكان الأسرى يدفعون ثمن شرائهم..وان كان المبلغ عاليا”، فان الكاهن الاعظم في المعبد يدفع المبلغ من صندوق (دعم الحرب) ،، وان لم يستطع فإن الملك هو من يدفع من (خزينة الحرب) .. *باختصار* كان ، العراقي الرجل الأول في القدر والاعتبار من قبل كل الأمم، لان ملوك العراق في سومر و آور و بابل واشور و الكلدان و أكد كانوا يعتبرون قدسيتهم و تبجيلهم و قدرهم بقدر مواطنيهم..
قبل 10 أعوام، كانت لدى دعوة في شرم الشيخ لحضور مؤتمر دولي للطاقة، وكنت مدعو من قبل مؤسسة امريكية الذي ارسلت لي موافقة الحكومة المصرية على اصدار تأشيرة دخول في المطار.. وبالرغم من أن موعد الرحلة كان العاشرة صباحا”، إلا أننا تاخرنا في الإقلاع لحد السادسة مساء” بسبب سوء الخدمات و المواعيد في مطار بغداد الدولي، مما ارهقنا كثيرا”.. عند وصولنا مطار القاهرة الدولي، تم تحويلنا إلى مكتب أمن الدولة في مطار القاهرة الدولي الذي تعامل معنا باسلوب فظ، مما دفعني للرد عليه بشدة، فاخذ جوازي و لم يتم ختم تأشيرة دخولي.. ولحد الصباح، كان بعض المصريين الذين كانوا مع ضابط أمن الدولة يطلبون مني أن أقدم اعتذار له لادخل، لكني رفضت لكي لا يقولوا ان بروفسور عراقي اعتذر من ضابط مصري لكي يتم اجراءات الدخول، خاصة واني كنت قد زرت مصر لأكثر من 5 مرات، وعدت إلى بغداد في صباح اليوم التالي وسط فخر كل العراقيين بمن فيهم فريق الخطوط الجوية العراقية..
*الغريب* ان هناك خبير اسرائيلي ، قد احتد في نقاشه مع نفس الضابط، و تبين أن يحمل الجنسية الأمريكية الذي اتصل بالسفارة في القاهرة، ولم تمض بعض دقائق حتى يأتي الأمر للضابط بتأشير دخول الأمريكي بكل احترام، مع اعتذار و تذلل من ضابط أمن الدولة المصري..
لهذا أصبح لدينا يقين، جوازنا يعني قيمة قادتنا و مدى احترام العالم لهم..

ليس غريب على العراقيين أن يتذيل
الجواز العراقي القائمة العالمية، حيث نشرت صفحة (السي أن أن CNN) تسلسل جوازات دول العالم . فوجدنا تسلسل الجواز العراقي العالمي هو 110، وتسلسله عربياً أسوء جواز، وكان في ذيل القائمة.

ثلاث معايير تدخل في تصنيف الجوازات:

١- *التنقل العالمي* ،
المقصود منها هو عدم الحاجة الى فيزة للسفر؛ وهذا يتوقف على عدة عوامل منها:
– هل البلد مستقر سياسياً؟
– هل توجد رغبة من شعوب دول العالم بالسفر الى العراق؟
– و هل دخل الفرد عالي بالمقارنة مع تكاليف المعيشة؟

٢- *الاستثمار* ،
يوفر الاستثمار تقييمًا عامًا لاقتصاد الدولة بحيث يمكن للأفراد الذين يسعون للحصول على استثمار في بلد ما، يجب ان تتوفر فيه فرص الاستثمار، وهذا يعتمد على:
– التنافسية العامة وبيئة الأعمال
– قوة الاقتصاد
– ومستوى الضرائب الشخصية.

٣- *جودة الحياة*
يبحث معيار جودة المعيشة في الجودة الإجمالية للحياة التي تقدمها الدولة. وينصب التركيز على الجوانب التي تعزز جاذبية البلدان كمكان إقامة أساسي للمتقاعدين والوافدين وغيرهم ممن يبحثون عن ظروف معيشية مرغوبة في الخارج. وهذا يتوقف على:
– أهداف التنمية المستدامة
– تكلفة المعيشة
– الحرية في العالم
– درجة السعادة
– الأداء البيئي
– و قبول المهاجرين

ولان العراق غير مستوفي لكل ما تقدم، فإن العراق يبقى في ذيل القائمة في تسلسل جوازه مثلما هو في ذيل القائمة في الشفافية، و الديمقراطية، و المدن الآمنة، و الحياة السعيدة، و التعليم، و الصحة، و و البيئة المستدامة، و فرص العمل، و رعاية الأطفال، و الامومة و حرية الصحافة، و حقوق الإنسان وووو…

كنّا ننتظر سقوط النظام الدكتاتوري، لكي يرجع العراق الى مكانته الاقليمية والدولية، ويكون الجواز العراقي في مصاف الدول المحترمة.

لكن صَعَقَنا خبر الجواز العراقي تذيل قائمة الجوازات العربية منذ 2003، وان الجواز الصومالي والسوداني واليمني والسوري، بل وحتى الفلسطيني افضل من الجواز العراقي.
ومن اطرف ما سمعت عن قيمة الجواز العراقي ما قاله رئيس وزراء سابق : ( *لون الجواز اخضر وقدره اگشر* )
أي ذلٍ يواجه الشعب العراقي بسبب الحكومات المتعاقبة، و اي رذيلة اقترفها السياسيون بايصالنا الى هذا السقوط والخزي والهوان، حتى اننا نخجل ان يكون قادتنا، بل نستحي ان نحترمهم ..

*إلى متى يبقى الحمار في القيادة* ؟!
و *إلى متى يبقى العراق بلا حضارة و لا سيادة* ؟؟!!؟
ربنا نشكو لك ضعفنا…
و تسلط الظالمين الفاسدين علينا…

البروفسور د. ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

زر الذهاب إلى الأعلى