في “يوم النكبة”.. إيران تطالب بعودة اللاجئين والنازحين في أكبر الكوارث عبر التاريخ

اجنادين نيوز / ANN

ـ أعَدَّ هذه المادة، التالية اسماؤهم:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: متخرجة من جامعتين أولها روسية في مدينة لينينغراد؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، وتحمل أوسمة رفيعة من من دول صديقة وحليفة.


ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ومنظمة أنصار روسيا بوتين؛ ورئيس منظمات دولية وروسية اخرى، ويحمل أوسمة من دول صديقة وحليفة.
درجت العادة قُبيل دنو منتصف أيار/ مايو من كل عام، على أن يبدأ أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، اللاجئون منهم والنازحون، والدول والقوى العالمية والأممية المتضامنة مع فلسطين والشعب الفلسطيني، والمُنَاصِرة للقضية الفلسطينية، بالتحضير لإحياء “يوم النكبة” المُلطخ بالسواد صهيونياً، وبالعداء العلني والوقح للعرب والمسلمين والفلسطينيين وحقوقهم الطبيعية؛ حيث هَجَّرت الصهيونية الدولية بدعم واسعٍ ومتعدد الجوانب من دول المتربول الإمبريالية والرجعية؛ الفلسطينيين من وطنهم التاريخي ومن بيوتاتهم التي ورثوها أباً عن جد، وسَهَّلَت للعصابات اليهودية المسلحة على مدار العام 1948 وما بعده أيضاً، إعمال الموت والسحل بالفلسطينيين العُزل، وطردهم من أراضيهم والاستيلاء على أطيانهم، وما يزال هذا “الغرب” الذي احتل الكثير من دول عالمينا العربي والإسلامي مسانداً بلا تردد للصهيونية الدولية والاحتلال، وها هو يومياً يتغاضى، ومعه منظمة “الأمم المتحدة”، عن مجازر صهيونية متتالية لقتل الفلسطينيين وتشريدهم، ومُنَاصِراً مباشراً ووقحاً للنازية والاحتلالية والفاشية الصهيونية ومَن لف لفها أيضاً كونها نتاج غربي.

وفي هذا السياق، تنادت جمهورية إيران الإسلامية الشقيقة والجارة، يوم الثلاثاء الماضي، الموافق لـِ 16 أيار/مايو/2023م. إلى التضامن الشامل مع الشعب الفلسطيني، وطالبت بضرورة شد أزره بمواجهة ما يتعرض إليه من عسف منذ سنوات طويلة، وهذه الأيام أيضاً، ضمنه الاحتلال، والتشريد وطرده من أرض وطنه، وذبحه وقتل الفلسطينيين بالجملة على يد قطعان الجيش الصهيوني والمستوطنين الصهاينة المدججين بالاسلحة الأمريكيغربية الفتاكة.
في “يوم النكبة” نستذكر بألم لا حد له كيف استولى العدو النازي – الصهيوني الإمبريالي على أرض فلسطين وفلسطين التاريخية ذاتها، وصادر بيوتات أهلها وعَمَائِرهم الفلسطينية الأثرية الرائعة والكثيرة والضاربة جذورها في التاريخ الفلسطيني والعالمي، إضافة إلى فتك هذا العدو بالفلسطينيين بالجُملة أطفالاً وشيوخاً ونساءً، ونتطلع إلى يوم تحرير فلسطين والانتقام من أشِياع الشياطين الصهاينة، ولأجل تفعيل قوانا لمحو الصهيونية بالرغم من كل الدعم الخارجي الضخم لعدونا التاريخي، وبهدف إضعاف عملانيات الإحتلال والإجهاز عليها، ولوقف الكثير من الاعتداءات التي درجت الصهيونية على استحداثها ضد الأهل في فلسطين الحبيبة، إذ لم يتم للآن مطالبة هؤلاء القتلة بالمثول أمام أي محاكمة دولية، ولا استجلابهم لمحاكمة ما، قارية أو غيرها، وكأن ما يجري ضد شعب فلسطين منذ قرن ونيف من الزمن بمساهمة سوداء من دولٍ كُبرى استعمارية معروفة، إنَّمَا يتم على سطح كوكب المريخ، أو في كواكب عطارد والزهرة، أو في أفلاك وسماءات بعيدة عنَّا، وليس على وجه الكرة الأرضية، حيث نحيا نحن ونعيش ونتعرض يومياً للقتل والسحل صهيونياً وغريباً.
والغريب في أمر هذا العالم الأرضي بمعظمه، وهو الذي يَدَّعي العدالة والمساواة بمختلف منظماته ولوبياته وهيئاته التي تزعم نُصرتها للنضال من أجل تفعيل حقوق الإنسان؛ إنه بعيد كل البُعدِ عَمَّا يجري في فلسطين هذه الأيام وما قبلها، وإلا لتحرَّك وتقدَّمَ لوضع حدٍ لقادة وأزلام النازية الصهيونية التي لم يتم حتى هذه اللحظة محاكمتهم لا دولياً ولا من خلال المنظمات العالمية وتلك التي تدَّعي الدعوة لحقوق الانسان وهِبة الحياة البشرية المقدسة..!
إن صورة عالم الغرب وغالبية الملتحقين والملتحفين به، هي ذاتها تلك التي ثبتت في تاريخه وتاريخهم، فهي الاستعمارية القتالة الثابتة التي يعلوها السخام والأكاذيب اليومية، وهو ما يَفضح أدعياء العدالة والمساواة التي تتغنى بها وتدَّعيها تلك الجهات المُشَار إليها أعلاه ونصرائها في يومياتهم البعيدة واقعاً عن أهدافهم المُعلَنة والمنصوص عليها كتابةً، ما يُعري ويكشف بأنهم بعيدين كل البُعدِ عن الأرض المقدسة بجوهرها النبيل إسلامياً ومسيحياً وإنسانياً. إن صفوف تلك الجهات لم تتحدث يوماً عن حقوق الفلسطينيين، وكأنه لا وجود لهم، وللأسف أيضاً، أن أحداً لم يثأر لأنين الفلسطينيين المتواصل، وهم الذين يَسقونَ ثرى وطنهم يومياً بدمائهم الزكية، وهو دمٌ يتواصل نزفه وتكثر جراحه وتتسع مساحتها ولا تنقطع حتى اللحظة في عالمٍ يطغى عليه السكون الغريب!
وفي سياق كل تلكم الصور المحزنة والمؤلمة، تحرَّكَت إيران الشقيقة كعادتها الخَيِّرة لدعم الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية والتحررية، وَدَعَت إلى انتهاج السبيل القويم والواقعي لحل الأزمة الفلسطينية التي طال أمدها ومعاناة شعبها أكثر من أي شعب آخر في واقع البشرية الذي نحياه، وذلك من خلال العمل على تكتيل القوى الشريفة لدعم عودة اللاجئين والنازحين إلى بلاد آبائهم وأسلافهم، وإجراء استفتاء عام بمشاركة جميع سكان فلسطين الأصليين لتقرير مصيرهم وتحديد طبيعة نظامهم السياسي الذي يتطلعون إليه.
وأشارت الخارجية الإيرانية في بيان صحفي عميق في مفرداته ومعانيه وهدفه، نُشر مؤخراً بمناسبة الذكرىالأليمة – السنوية لنكبة الشعب الفلسطيني المظلوم، إلى أن “يوم النكبة يُعيِد إلى الأذهان أحد أكثر الكوارث إيلاماً على مر التاريخ البشري، حيث غُرست “إسرائيل” في قلب العالم الإسلامي ومنطقة غرب آسيا الاستراتيجية”. واستعرض البيان جانباً من الجرائم والتحركات التي وصفها بدقَّةٍ بـ”البغيضة”، مِمَا صدر عن الكيان الإسرائيلي منذ تأسيسه وحتى الآن، لافتاً إلى افتعال الاحتلال أكبر وأطول أزمة سياسية وإنسانية في العالم خلال القرن الأخير، وتخصصه بنشر الفوضى الواسعة في المنطقة، ونوَّهَ إلى جرائم القتل الجماعي بحق الفلسطينيين ونقض أبسط الحقوق الإنسانية لأهالي فلسطين الأصليين طوال السنوات الـ75 الماضية.
كما وذكرت الخارجية الإيرانية في تقييمها المُحِق والعادل لواقع الكيان الصهيوني اللقيط الذي يمكث في فلسطين ويستأسد على شعبها، أن كيان الفصل العنصري الإسرائيلي أقدَم في مثل هذا اليوم الذي أطلق عليه “يوم النكبة”، على تشريد الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، أي السكان الأصليین وأصحاب هذا الوطن من ديار آبائهم وأسلافهم.
وشددت الوزارة على “إن آلة القتل التي يستخدمها الكيان الإسرائيلي المُجرم لم تتوقف بعد مرور 75 عاماً على المجازر الممنهَجة التي ارتكبها العدو في دير ياسين، وكفر قاسم، وصبرا وشاتيلا، والتي أسفرت عن استشهاد آلاف الفلسطينيين واللبنانيين ومواطني دول أخرى”، وأكدت الوزارة الإيرانية النابهة والحليفة، على أن الهجوم العسكري يُشكِّل أحد الجوانب فقط لجرائم هذا الكيان السفاح، وسط صمت وخذلان المجتمع الدولي ودعم سافر لمرتكبيه، واعتبرت أن الممارسات الوحشية بحق الأسرى والسجناء الفلسطينيين والإساءة إلى مقدسات المسلمين والمسيحيين وسلب الحريات الدينية من ساكني هذا الوطن الأصليين، وجرائم الاغتيالات، بجانب هدم المنازل والتوسع الاستيطاني وتحجيم أهمية القانون الدولي وحقوق الإنسان، يُحَوَّل اليوم إلى موقف ونهج ثابتين يَمضي عليهما الكيان منذ العقود الماضية ولحد اليوم.
كما وأشاد بيان الخارجية الإيرانية بخيار المقاومة والصمود الذي يتمسك به الشعب الفلسطيني المظلوم وفصائل المقاومة ضد السجل الأسود الحافل بالممارسات الإجرامية والمجازر للكيان الإسرائيلي، وأعلنت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، مهنئة إيَّاهُ بالانتصارات الكبيرة في معركته الأخيرة ضد “إسرائيل”، ودعم وحماية مقاومة وتطلعات الفلسطينيين، ونددت الخارجية الإيرانية بالجرائم الأخيرة التي ارتكبها كيان الاحتلال ضد أهالي قطاع غزة، الذي يقبع تحت الحصار منذ عشرات السنين، مُعتبرة أن هذه المجازر إنَّمَا تشكِّل نقضاً سافراً لكل المعايير والقوانين الدولية المُلزِمة، وطالبت بمعاقبة مسؤولي الاحتلال تحت طائلة الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى