تطور وتعمُّق العلاقات الأردنية الصينية تجارياً
اجنادين نيوز / ANN
ـ أعد هذه المقالة التالية أسماؤهم:
أعَدَّ هذه المادة، التالية اسماؤهم:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: متخرجة من جامعتين أولها روسية في مدينة لينينغراد؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، وتحمل أوسمة رفيعة من من دول صديقة وحليفة.
ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ورئيس عدة منظمات دولية وروسية، ويحمل أوسمة من دول صديقة وحليفة.
في ميدان ديمومة العلاقات التجارية والاقتصادية والعلمية وغيرها من ألوان التعاون المتبادل بين الأردن والصين في خط مستقيم وصاعد، نجحت عاصمتا الدولتين في حجز مكانة متقدمة لذاتها في فضاءات متعددة، وبالتالي بتنا نشهد استمرار تطورها يومياً، وهي إذ تنسحب على مختلف مجالات التعاون بين قطرينا الصديقين، ومن خلال القطاعين الخاصين في الدولتين، يتم إدخال المزيد من الآليات الفعَّالة لتعظيم هذا التعاون، عِلماً بأن التعاون مع القطاع الحكومي يتسم بالتطور الواضح والثابت، وبالتالي غدت الاجتماعات والتنسيق بين المهتمين في البلدين رسمياً وشعبياً في المجالات ذات الصلة تتلاحق. لذا، ها نحن نشهد على تشكيل المزيد من توسيع أحجام حركية الاستيراد والتصدير في الاتجاهين بين بكين وعمَّان.
وفي الدائرة الكونية ضمن هذا السياق الاقتصادي، نلاحظ أنه ومنذ نحو عقدين إلى ثلاثة ونيّف من السنين، بدأ العالم بدوله وخبرائه ومتخصصيه يُبشّرون بقرب حلول الصين في المَكانة الاقتصادية الأولى أممياً. كثيرون من أصحاب الرؤوس الحامية رفضوا هذا الاستنتاج وأنكروه، وكرروا لسبب أو لآخر المَعزوفة القديمة: “استحالة هذا الوضع!”. لكن على الأرض، بدأت الولايات الأمريكية التخلي مرغمةً عن زعامتها الاقتصادية ولتسليم تاج المجد طوعًا للصين دولةً وقيادةً وشعباً. بتلاحق الشهور والسنين، زاد عدد المتأكدين علمياً من أن الصين ستتبوأ المكانة الأولى عندما تمكّنت بكين من الحلول “محل الولايات المتحدة كأكبر شريك تجاري لكل دولة من الدول الرئيسية تقريباً، وبالذات عندما انتقلت بلا منازع لتغدو “مصنع العالم” باعتراف الجميع، “بما في ذلك تصنيع أقنعة الوجه التي لعبت دوراً محورياً خلال أزمة كورونا” حيث صَدَّرتها الصين لغالبية دول لعالم مجاناً، وبخاصة للدول الثالثية والفقيرة والصديقة لها، وهو ما أكدته في تحليلها الموضوعي فضائية “العربية نت” الشهيرة، وغيرها من الجهات الإعلامية وذات الصلة، في مواد منشورة باسمها في وقت سابق. راهناً، يُمكننا القول استنادا للوقائع، إن الصين حلّت محل الاقتصاد الأمريكي، وتمكنت من تحويل كل الدول إلى شاهد عيان تاريخي على بداية تشكيل العقد الأول الذي لن تمتلك فيه واشنطن الروافع الاقتصادية الأقوى عالمياً. قبل هذه العشرية، ظلت الولايات المتحدة تهيمن من طرف واحد ودون منازع على المركز الأول على مدار عقود أربعة سابقة، كانت شهدت نمواً اقتصادياً للدولة الأمريكية، من 2.86 تريليون دولار في عام 1980، إلى ما يَفوق الـ20 تريليوناً حالياً.
وفي هذا السياق، ووفقاً للتصريحات الرسمية، فقد بحث أعضاء من مجلس إدارة “غرفة تجارة الأردن”، وممثلو قطاعات تجارية عديدة، مع وفد تجاري صيني زار المملكة الأردنية الهاشمية مؤخراً، سُبل تنمية علاقات التعاون التجاري بين البلدين الصديقين والمتفاهمين، ودور القطاع الخاص في هذا الخصوص. حضر اللقاء أمين الصندوق في “الغرفة” حسين شريم، ورئيس غرفة تجارة معان خالد كريشان، وممثل قطاع الكهرباء والإلكترونيات حاتم الزعبي، وممثل قطاع السيارات والآليات الثقيلة ولوازمها سلامة الجبالي.
ووفقاً لبيان أصدرته غرفة تجارة الأردن، ضم الوفد الكبير الذي مَثَّلَ “مركز الصين العربي لنقل التكنولوجيا”، ممثلين عديدين لقطاعات الزراعة، والطاقة المتجددة، والأجهزة الطبية والأبحاث العلمية، ومواد البناء، والمواد الغذائية، والتكنولوجيا والمركبات، وهذا الواقع قد لفت الانتباه الشديد لمديات تجذر العلاقات الأُردنية الصينية على كل المساحات.
ولفت المجتمعون من الوفدين المجتمعين الأردني والصيني، إلى ضرورة التعرّف على أبرز التطورات التكنولوجية المتعلقة بالعديد من القطاعات، سيَّما الأجهزة الطبية، والسيارات، والآليات، والطاقة المتجددة، والصناعات الغذائية، والزراعة، وإمكانية استفادة الجانب الصيني من مناخ المملكة لإقامة استثمارات بالطاقة المتجددة، كما جرى البحث في فرص التعاون في قطاع تكنولوجيا المركبات والآليات الكهربائية، خاصةً في ظل ازدياد انتشار المركبات الكهربائية على مستوى الأردن والعالم، إلى جانب مناقشة فرص تعزيز صادرات المواد الغذائية الأردنية للسوق الصينية التي تُعَدُ الأوسع على مستوى الكرة الأرضية، ولذا، أكد النائب الأول لرئيس غرفة تجارة الأردن السيد جمال الرفاعي، ضرورة “دعم تسويق السلع والمنتجات الأردنية في السوق الصينية، كونها ثالث أكبر شريك تجاري للمملكة، إلى جانب إقامة المزيد من الاستثمارات الصينية في رياح الأردن.
في قوة وتطور الصين اقتصادياً ومديات تأثيرها الدولي من خلال التبادلات مع دول العالم، نلاحظ الازدياد المتواصل لأعداد الجهات الإعلامية والاقتصادية والسياسية والدول التي تعترف بريادية الصين الاقتصادية ومكانتها الأولى عالمياً، استناداً إلى الأرقام والوقائع الميدانية. وفي هذا السياق، فجَّرت “العربية نت” قنبلة مدوية بتأكيدها على أولوية الاقتصاد الصيني وشَغلِه المكانة الأعلى دولياً برغم جائحة كورونا، وبَشّرت بأن مَن له عين تُبصر “سيستيقظ على واقع غير مسبوق هو صعود الصين كقوة اقتصادية عُظمى جديدة بلا منازع!”. وأضافت “العربية” بالحرف؛ بتاريخ 06 كانون الأول 2020: “قبل شهرين فقط أعلن صندوق النقد الدولي تقريره السنوي عن آفاق الاقتصاد العالمي لعام 2020، حيث قدّم لمحة عامة عن الاقتصاد والتحديات المُقبلة.. لكن بين سطور التقرير ذي الـ200 صفحة، حقيقة يبدو بأن الأمريكيين لا يودون سماعها، بل إن الإعلام الدولي لم يلقَ لها بالاً، وهي أن الصين أزاحت بالفعل الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح أكبر اقتصاد في العالم”. وزادت: “يَستند تقرير صندوق النقد الدولي إلى المِعيار الأكثر دقة الذي يَعتبره كل من IMF ووكالة الاستخبارات المركزية CIA أفضل مقياس منفرد لمقارنة الاقتصادات الوطنية، وهو تَعَادُلُ القدرة الشرائية (PPP) عوض فروق العِملة التي كان مَعمولًا بها في السابق.. وقد أظهر التقرير، أن اقتصاد الصين بات أكبر من اقتصاد أمريكا بفارق ليس بهيّن.. إنه حوالي 3 تريليونات ونصف التريليون دولار.. لقد حدّد صندوق النقد الدولي (IMF)، اقتصاد الصين في الأرباع الثلاثة الأولى (من العام 2020) عند 24.2 تريليون دولار أمريكي، مقارنة بـ 20.8 تريليون دولار لاقتصاد أمريكا”.
نتطلع للمزيدِ والمزيدِ المنتظم والمتواصل والمُوَاظِب للخطوات من جانب الدولتين للتنسيق الأردني – الصيني، بخاصةٍ في مضمار التعاون المشترك الفاعل، الذي ينعكس بالضرورة إيجاباً على شعبي الدولتين الصديقتين، والتفاهم الحكومي بينهما، الذي يُنتج الايجابيات، ويُفضي صوبها دوماً.