الصين الحليفة إذ تدافع عن استقلاليتها وسيادتها وتشجب التدخل في شؤونها الداخلية
اجنادين نيوز / ANN
ـ أعَدَّ هذه المادة، التالية اسماؤهم:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: متخرجة من جامعتين أولها روسية في مدينة لينينغراد؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، وتحمل أوسمة رفيعة من من دول صديقة وحليفة.
ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ومنظمة أنصار روسيا بوتين؛ ورئيس منظمات دولية وروسية اخرى، ويحمل أوسمة من دول صديقة وحليفة.
لجمهورية الصين الشعبية الحليفة الحق، وكل الحق، وكامل الحق بتوظيف مختلف الروافع المُتَاحَة لديها وفي جِعابها، لأنجاح دفاعها المشروع عن حقوقها السيادية والسياسية وغيرها من الحقوق، التي اجتمعت البشرية حولها موافقةً وداعمةً لإنجاحها وحمايتها منذ عشرات السنين، كوْن هذه الروافع تتمتع بحماية القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، والقوانين الأخرى الخاصة بالعلاقات الثنائية والصِلات الجماعية بين الدول المستقلة والسيِّدة بغض النظر عن اختلافاتها في مسيراتها الحياتية، ولتعدديتها القومية واللغوية، ومشاعِرها، وتطلعاتها السلمية – المشروعة للتطور ضمن المجتمع العالمي.
الدول الغربية تسارع دوماً للإعلان في كل مناسبة، بل وبدون مناسبة أيضاً، عن استقلاليتها السياسية، وتمسكها بالقوانين وميثاق الأمم المتحدة منوهةً بالروابط التي تربط بين عواصم مختلف البلدان، إلا أنها تُعاكِس في العديد من الأحيان نهجها هذا الذي تدَّعيه عندما يكون الأمر خاصاً بدولٍ أخرى صاعدة وناجحة، سيدة ومحبوبة لدى البشر بكل أصولهم المواطنية، التابعية، والجنسية، قومياتهم وألسنتهم، ومن هذه البلدان دولة الحليف الصيني، جمهورية الصين الشعبية، التي تواصل التأكيد بلا أي انقطاع على تمسكها بالقوانين النافذة والمُقرَّة في المجتمع الدولي، إلا أن الأنظمة الغربية ترى غير ذلك في غالبية الأحيان، إذ إنها تعمل على أجندة التدخل في شؤون الآخرين، و.. “ترى” “ضرورة!” تحجيم غيرها الإنساني والدولي، ومحاصرته، دون أن تأخذ بعين الاعتبار أيّاً من القوانين الكثيرة التي تعطي كل دولة؛ بغض النظر عن مديات قواها المختلفة وأنظمتها السياسية؛ كل الحقوق لحماية نفسها من أعدائها والمتربصين بها، والدفاع عن أسلوبها السلمي في الحياة والتطور والإبداع الذي اختارته هي لذاتها في مسيرة حياتها اليومية.
وفي هذا الصدد، أصدرت وزارة الخارجية الصينية بياناً شديد اللهجة، يُطَالب دول مجموعة السبع، التي اجتمعت في هيروشيما اليابانية، بالتوقف عن لوم الصين باسم حقوق الإنسان، وأن تلتفت إلى تاريخ هذه الدول المليء بالانتهاكات. كذلك، طالبت وزارة الخارجية الصينية دول مجموعة السبع بالتوقف عن إعطاء إملاءاتٍ للصين بشأن حقوق الإنسان، والتدخل في الشؤون الداخلية للصين، وأكّدت الوزارة، في بيانٍ رسمي نُشر في موقعها الرسمي، أنّ شؤون هونغ كونغ وإقليم شينجيانغ والتبت، هي شؤون داخلية بحت وخاصة للصين. وأضافت، أنّ الصين تعارض بشدة أي تدخل من جانب قوى خارجية “تحت ستار حقوق الأنسان”، ولفتت الصين إلى أنّ دول مجموعة السبع يجب أن تتوقف عن إلقاء اللوم على الصين، في القضايا المتعلقة بهونغ كونغ وشينجيانغ والتبت، وأنّ عليها “التفكير بعمق في تاريخها وانتهاكات حقوق الإنسان”.
وفي هذا السياق، حذّرت السفارة الصينية في لندن مجموعة السبع من أنّ “أي أقوال أو أفعال تضر بمصالح بكين ستُقابل بإجراءات مضادة قوية وحازمة”، بينما أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على إنّ القرارات التي اتُّخذت في قمة مجموعة السبع في هيروشيما اليابانية إنما تهدف إلى “احتواء مزدوج لكلّ من روسيا والصين”.. وكشف لافروف عن أنّه تم تحديد مهمة هذه القرارات بصوت عالٍ وعلني، وهي محاولة الخصوم “هزيمة روسيا في ساحة المعركة”، مؤكّداً أنّها لا تتوقف عند هذا الحد، بل تدعو إلى “إزالتها كمنافس جيوسياسي”.
كما ولفت لافروف إلى أنّ أي دولة أخرى تطالب بمكانة مستقلة في النظام العالمي ستُعَدّ هي الأخرى المنافس لهذه الدول، و”سيتم قمعها”.
يأتي ذلك بعد بدء دورة قمة مجموعة السبع، في مدينة هيروشيما اليابانية، في 19 أيار/مايو الجاري، والتي استمرت إلى 21 من الشهر نفسه – الحالي.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، صرّح، في وقتٍ سابقٍ، بأنّ مجموعة الدول السبع الصناعية “ستصدر بياناً” يتعلق بنهج مشترك تجاه الصين، مُشيراً إلى أنّ أعضاء المجموعة يتطلعون إلى ما أسماه هو لغطاً وتضليلاً: “إزالة المخاطر (الناجمة عن بكين) وليس الانفصال” عن الصين. وتركّز هذه القمة، بصورة أساسية، على الملف الأوكراني، والأمن الاقتصادي، والاستثمارات الخضراء، بالإضافة إلى التطورات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وكان شارك في القمة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ودُعي قادة الهند، وأستراليا، والبرازيل، وكوريا الجنوبية، وفيتنام، وإندونيسيا، وجُزر القُمر، وجُزر كوك إلى المشاركة فيها، بالإضافة إلى رؤساء سبع منظمات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية.
في الواقع، يُلاحظ العَالم برمته شعوباً ودولاً، أن قادة مجموعة السبع وغيرها من المجموعات واللوبيات الغربية الناشطة ضد الصين وروسيا والبلدان المتحالفة معها، ترى أنها هي الوحيدة الموجودة على سطح الكرة الأرضية، وبالتالي، ترى في نفسها شرطي الكون، والقاضي الوحيد القائم في مواجهة الغير، وليس إلى جانب الغير، وهي إذ تعتقد أو ترى في نفسها بأنها هي لا غيرها الشرطي القائم على كل مَن يتنفس برئتيه لانتزاعهما من صدره، وبأنها كذلك محكمة العالمين، تتعدى على كل القوانين التي أقرَّتها البشرية والدول بتوافق منذ عهود طويلة، وبالتالي نرى بجلاء كيف أن تلك الدول الغربية تعمل على إضعاف غيرها وتطلعاته لتبقى هي وحدها على وجه هذه الدنيا تسرح وتمرح دون حسب وبلا رقيب!
وللأسف الشديد، لقد شهدنا كيف أن رئيس الوزراء البريطاني، الهندي الأصل والفصل، “ريشي سوناك”، انضم هو الآخر ودون أي خجل، إلى جوقة التوسّع الغربي على حساب الآخرين بقوله، إن الصين “تشكِّل التحدي الأكبر في عصرنا”، فيما يتعلق بالأمن والازدهار العالميين، وإدَّعى بكل وقاحة وصَفاقة وقِلَّة حَيَاء وأدب “إن بكين “تمارس الاستبداد بشكل متزايد في الداخل والخارج”، متناسياً عن سابق إصرار بأن بلده الجديد هو الأكثر استعمارية وهرقاً لدماء البشر في كل القارات التي شهدت الاستبداد الانجليزي عليها طوال سنوات لا عد ولا حصر لها، ومنها بلده الأُم، السابقة بالنسبة له، الهند الصديقة الصدوقة للعالم، إذ أنجبت بريطانيا التي لم تعد عظمى الغش والخداع والكذب على البشرية، وأضعفت وقزَّمَت وذَبَحت العديد من الأقطار، وقسّمتها، وأسالت دماء ناسها، ومنهم كمثالٍ الشعب الصيني، والشعب الفلسطيني، وشعوب أُخرى كثيرة عاثت لندن الخراب فيها دون أي وازع أخلاقي، وبلا أي شعور بالندم في استخدام روافع الوحشية إتجاه الآخرين من الاستقلاليين.
يُدرك أعضاء المجموعة التي نحن في صددها، أن زمنهم قد ولّى ويتسم اليوم بالسُّخَام، وإمبرطورية بريطانيا العظمى أضحت الصُغرى بين الأمم والدول، فقد تراجعت مكانتها وضعُفت قوتها، وها هو وجهها يتحلى بالسواد ويعلوه السخام والتَّفَحُّم.. وهو ما يلتصق كذلك بوجوه بقية الأنظمة التي توالي الامبرطورية البريطانية التي غابت عنها الشمس، – والتي لم يَعد لها وجود ولا سطوة ولا أيّ قوة لتغيير التاريخ الذي يندفع بثبات لنصرة الصين والشعوب والدول التي تتحلى بالإنسانية‘ إذ تساهم الصين وزعيمها شي جين بينغ النصير لكل المضطهدين على وجه الأرض، في إعلاء قيمة الأمم لا محاصرتها والطعن بها كما هو حال عواصم “السبع” بحق جمهورية الصين الشعبية الكبيرة والعظيمة والأكثر تطوراً وحضاريةً، والتي لم ولا ولن تأبه بتصريحات غربية فالتة مِن عقالها، وغير موضوعية، وغير مقبولة عالمياً من لدن الغالبية الساحقة لكل ما هو بشري على كرتنا الأرضية الشاسعة.
في بيانين صدرا عن القمة، أوضح قادة ما يُسمَّى نفاقاً بٍ “أغنى سبع ديمقراطيات في العالم”، موقفهم من القضايا الخلافية مع بكين، مثل “النفوذ في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”، و “وضع تايوان”. لكن الجزء الأهم من رسالتهم ترِّكز على ما أسموه تهريجاً وكذباً على اللحى “الإكراه الاقتصادي”، الذي تمارسه الصين!
في الواقع، سيكون من الصعب بالنسبة لدول مجموعة السبع التصرّف بتوازن مع بكين. فاقتصاديات هذه الدول تعتمد على الصين بشكل أساسي ولا يقبل الانفصال، ومع هذا تتزايد المنافسة معها، وكذلك الاختلافات حول العديد من القضايا ومنها حقوق الإنسان، والمستقبل واضح بأنه لصالح الصين والدول التي تلتزم الحق والحقيقة ونصرة الشعوب ومساعدتها والأخذ بيدها إلى الأعالي، لننعم جميعاً وعلى المدى بحياة متوازنة وسعيدة للجميع، بحماية مظلة الرفيق شي جين بينغ العظيم وشعبه المخلص والمغوار وقادتنا وبلداننا وشعوبنا المتصادقة مع الصين.
ـ الرفيق شي يقود الدفة الصينية بكل ثقة وباتزان ملحوظ إلى ما هو حقٌ وأخلاقي وموضوعي وناجح.