إنطلاق فعاليات الإحتفال المركزي لمناسبة مرور مئة عام على ولادة رائدة الشعر العربي الحديث “نازك الملائكة” في بغداد
اجنادين نيوز / ANN
داود الفريح
عرفاناً وتقديراً للمنزلة الثقافية للشعر العراقي الحديث، ومكانته وتأثيره في مشهد الوعي الحضاري العربي، وأهمية الشعراء العراقيين المُجدِّدين الذين أسسوا للريادة والإبداع في هذا المجال السامي، وبحضور ورعاية رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، انطلق في العاصمة بغداد مساء اليوم الأربعاء وفي خشبة مسرح الرشيد، الإحتفال المركزي لمناسبة مرور مئة عام على ولادة رائدة الشعر العربي الحديث “نازك الملائكة” ويستمر للمدة 24_25 ايار 2023.
وابتدأ الإحتفال الذي شهد حضورا نخبويا مميزا لعدد من الشخصيات الأدبية والثقافية في مختلف محافظات العراق والوطن العربي، وشخصيات دبلوماسية فضلا عن حضور أفراد من عائلة الشاعرة المُحتفى بها لإحياء هذا اليوم الذي تأتي أهميته للتعريف بدور هذه الشاعرة الرائدة في الثقافة العربية والعراقية، بكلمة لرئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني والتي قال فيها “نقف اليوم لنطل من نافذة إبداعية على واحدة من أهم التجارب الأدبية في تاريخنا الحديث، لنشير اليها بوصفها صلة حية بين ماضينا المفعم بالابداع المتجدد وبيت الحداثة بكل تجلياتها وانعكاساتها.
وتابع بالقول ان هذة المرأه الرمز والشاعرة المجددة أصبحت عنوانًا للتغير الأدبي الذي يحمل مشروعًا ثقافيًا عمقه بعمق التحولات الاجتماعية التي عاصرتها.
مضيفا ان ” احتفالنا اليوم بولادتها يوازي احتفلنا بالحداثة، فالشعر سمة حية من السمات العراقية والشعر يولد عند العرب ويموت بجسدهم لكنه يتخلد بالكلمات والاشعار فكيف اذا كان شعرا يكسر الأنماط ويتفوق على الموروث.
تلاها كلمة الأمين العام للأدباء والكتاب في العراق الشاعر الدكتور عمر السراي قائلا ” لقد ولّى زمنُ الظلام بصبرِكم، فاستقبلوا الضياءَ الذي صنعتُموه بمشاعلكم، لتوقدوا القلوبَ كلَّها، فأنتم الجذوةُ وأنتم النور، ولقد كان السلاحُ الأمضى الذي دحر به العراقُ كل الخراب، هو السلاح الثقافي الذي أنتم أهلُه.
واضاف” لقد بادرت القصيدةُ لتكون درعاً ضدّ السهام، وعلا السردُ ليدوّنَ البطولات، وسما النقدُ ليرسمَ الطريقَ للباصرين، واحتفالُكم اليوم هو احتفالٌ بالحداثة والتغيير والولادة، والموازنة بين أصالة التراث، وبين جموح التطور، إذ ليس كتجربة الرواد وعلى رأسهم نازكُ الملائكة مثالٌ لهذه الموازنة المطلوبة.
وتابع بالقول “ها نحن اليوم بعد مئة عام من ولادتها، نقفُ وقفةَ وفاء لها، وهي تضعُ ابتسامتَها ملاذاً ضدَّ الأفول، وبلسماً للجراح، وهذه هي عادةُ الأممِ الحيّة، أن تقدّر رموزَها لتستمدَ الطاقةَ نحو المُضيِّ قُدماً للمجد.
كاشفا عن طلب مجلس الوزراء خطّة الاتحاد فيما يخصّ المهرجانات في كل مدن الوطن، لتبادر الحكومةُ بدعمها، مبينا إنها المرةُ الأولى التي نشعرُ فيها بهذا الاهتمام، فقريباً ستتحقق أمنياتُكم بأن تكون لكم مهرجاناتكم التي طالما حلمتُم بأن تجد لها ثباتاً مستمراً، ووجوداً مدعوماً، مقدما الشكر كله لدولة رئيس الوزراء وهو يُعنى كل العناية بأدب الأمة، ويفتح بوابات الدعم لصناعة المواقف واستلهامها من أفكار المثقفين، فقد بانت الملامح لخطة ثقافية كبيرة من شأنها أن تضع شريحة الأدباء في موقعها السامي.
كما ووجه شكره للشاعر د. عارف الساعدي، المستشار الثقافي لدولة رئيس الوزراء، قائلا “لولا روحه الدؤوبة لما تحقق هذا العلوُّ الثقافيُّ الذي يبشّر بمقبل ناصع، فبتفانيه وقُربِه من الأوساط الثقافية كلها صنع الفارقَ، وجلب الاستثناء، فهو ابن الاتحاد البار، والمختارُ لكلِّ مأثرةٍ، ويدُ الاتحاد معه أينما حلَّ تعاوناً وجهداً، كما وهبَ صافيَ أنفاسه للمثقفين.
اقبه كلمة رئيس المؤتمر ومستشار رئيس الوزراء الدكتور عارف الساعدي في كلمة موجزة قال فيها إن” منجز الراحلة نازك الملائكة كبير لشخصية عراقية مؤثرة في المجتمع العراقي”.
وأضاف، أن” الراحلة أهدتنا كتبها ومنجزها البليغ الذي كان مؤثرا في المشهد الثقافي العربي”
وأكد، أن” الراحلة كانت نورا تضيء دروب الثقافة عبر ما قدمته من منجز أدبي كفيل بترسيخ الثوابت الأدبية في خريطة الشعر الحديث”.
هذا وشهد الإحتفال قراءات شعرية لعدد من الشعراء المدعوين كان بضمنهم الشاعر كاظم الحجاج ، والشاعر عامر عاصي ، والشاعر أكرم الزغبي، والشاعر محمد البريكي، والشاعر محمد إبراهيم يعقوب ، والشاعر علوي الهاشمي ، والشاعرة فائدة آل ياسين . كما وتضمن الاختفال مشاركة فنية رائعة لفرقة سومريات بقيادة الموسيقار د. علاء مجيد ، بمشاركة الفنَّانة العراقيَّة القديرة د. شذى سالم بقراءة عذبة لمجموعة نصوص شعرية من نصوص الشاعرة الرائدة “نازك الملائكة” وسط تفاعل جماهيري رائع.
ومن الجدير بالذكر ان الإحتفال الذي قدم فعالياته الشاعر والإعلامي حسن مجيد حظى بإشادات كبيرة من قبل العديد من المنظمات والنقابات والروابط الثقافية والأدبية الحاضرة الإحتفال فضلا عن إشادة الأدباء الحاضرين .