مراحل ترسيم الحدود المائية بين العراق وايران وشط العرب من عام 1913م الى 2003م
اجنادين نيوز / ANN
بقلم خالد سعد الثعالبي
خط التالوك او ما يعرف بخط القعر او العمق
تالوگ هو الهجاء الفارسي لكلمة تالويگ الألمانية Thalweg أو Talweg وبالإنجليزيةThalweg معناها الحرفي “طريق الوادي” لأنها مشتقة من كلمتي “تال” بمعنى وادي و “ويگ” بمعنى طريق وتستخدم في اللغة الألمانية للإشارة إلى الطريق الذي يتبع قعر الوادي . دخلت هذه الكلمة إلى اللغة الإنجليزية واللغات العالمية الاخرى بمعنى متعلق بالقانون الدولي للإشارة إلى أعمق خط تحت سطح الماء لغرض ترسيم الحدود على اسس تسمح لطرفي الحدود بالملاحة في المسطح المائي وهو يمثل المسار الطبيعي للماء، أو بمعنى آخر هو الخط التي تجري فيه مياه نهر بأقصى سرعتها
مرت مراحل ترسيم الحدود خلال الفترات الماضية بالكثير من المتغيرات بين الدولتين بعد الاحتلال العثماني والانكليزي للعراق تم الاتفاق في عام 1913 اتفاقية بين إيران والدولة العثمانية حول الحدود، وتتحدث الاتفاقية عن نقطة خط القعر وهي التي يكون شط العرب فيها بأشد حالات انحداره تعقيب :إيران اعتبرت نقطة خط القعر -التي كان متفقا عليها عام 1913 بين طهران والعثمانيين- بمثابة الحدود الرسمية،
في عام 1937م تم توقيع اتفاقية بين إيران والعراق (تحت الهيمنة البريطانية)للترسيم الحدودي اعتبرت شط العرب نهرا عراقيا وان الحدود في بعض المناطق هي حافة النهر، وأن قطعة معينة في شط العرب غير خط القعر هي الحدود البحرية بين العراق وإيران
تعقيب : الحكومات المتلاحقة في إيران رفضت اتفاقية 1937 للترسيم الحدودي واعتبرتها صنيعة امبريالية من الحكومة البريطانية حيث اثرت يريطانيا في المفاوضات بقوتها وسطوتها باعتبارها الدولة الأولى في العالم في وقتها
عام 1969 أبلغت العراق إيران أنها لا تعترف بفكرة خط القعر، وأن شط العرب كاملا هو مياه عراقية
عام 1975 وقعت اتفاقية الجزائر قام العراق بتوقيع اتفاقية الجزائر مع إيران وتم الاتفاق على نقطة خط القعر كحدود بين الدولتين لغرض اخماد الصراع المسلح للأكراد بقيادة مصطفى البارزاني الذي كان يدعم من شاه إيران محمد رضا بهلوي
عام 1980 ألغى الرئيس العراقي السابق صدام حسين اتفاقية الجزائر بعد سقوط حكم الشاه ووصول الإسلاميين إلى الحكم
الوضع الحدودي الغريب : ساء الوضع الحدودي للعراق بالنسبة إلي حركة دائمة يقوم بها خط القعر بسبب تحركه في اتجاه العراق باستمرار نظراً لقلة المياه الواردة في شط العرب بسبب : 1- حجب تركيا للمياه القادمة في نهري دجلة والفرات 2- قلة المياه القادمة من نهر الكارون وهو المغذي الرئيسي لشط العرب باقامة المشاريع التحويلية داخل الاراضي الإيرانية وكذلك الحال لنهر الكرخة والتي قطعت المياه عنه من مصدره الاراضي الإيرانية والذي يصب في الهور ومنه إلى شط العرب.
تم تقدير وزارة الموارد المائية العراقية لمدي التآكل الحاصل في الضفة اليمنى لشط العرب وعلى طول المسافة البالغة ستة كيلومترات بمعدل 3.5 متراً يتسبب سنويا فقدان ما يقارب 100 دونم لصالح إيران من خلال تقدم خط التالوك باتجاه المياه الإقليمية العراقية) وتحاول وزارة الموارد المائية العراقية بلا جدوي تذكر أن تقوم بتثبيت التربة بوضع صبات كونكريتية لايقاف تآكل الضفة العراقية من شط العرب
اتفاقية الجزائر بين العراق وايران لسنة1975م
وقعت الاتفاقية في 6-3-1975 وذلك في اجتماع للدول المصدرة للنفط اوبك عقد في الجزائر العاصمة في الجزائر بعد مفاوضات كثيرة كان الوسيط بين الطرفين هو وزير خارجية الجزائر عبد العزيز بوتفليقه آنذاك وبعدها اصبح رئيس الجزائر
كان الوضع الداخلي في العراق ذو الميول الاشتراكية والمعادية للغرب وشديد الصعوبة لأن تأميم النفط اثر كثيرا على الاقتصاد العراقي، وأيضاً الحركة الكردية التي تحالفت مع شاه إيران ومع الغرب أقلقت حكومة العراق جداً، حيث تسليح جيش العراق كان هزيلاً وروي في ذلك أن الرئيس العراقي حينذاك قال بان الجيش لا يملك الا عشرة قنابل مدفعية هذا ما شجع القيادة العراقية للاتجاه صوب إيران لتوقف دعمها لأكراد العراق الراغبين في فصل كردستان العراق عن العراق ولم يجد العراق مفراً إلا التوقيع علي اتفاقية الجزائر
تفسير لتوقيع إيران علي اتفاقية الجزائر: تحققت لايران رغبتها في اقتسام شط العرب مع العراق حيث إيران كانت تشكو من الظلم الواقع عليها من اتفاقية عام 1937 كذلك إيران لم تكن راغبة في دعم الانفصاليين الأكراد الي حد إنشاء دويلة كردية لأنها ستطالب بضم مناطق إيرانية يسكنها أكراد إيران – وفضلت وقف دعمهم طالما العراق سيستجيب لرغبة إيران في الحدود معها وتأييد فكرة اعتماد نقطة خط القعر وهي التي يكون شط العرب فيها بأشد حالات انحداره.
خلاصة نصوص الاتفاقية:
1- تقسيم مياه شط العرب كممر ملاحي طبقا لخط التالوك والذي يعتبر اعمق نقطة داخل هذا الممر هي نقطة الحدود بين البلدين،
2- تنازل إيران للعراق عن ألف كيلومتر مربع من المناطق الجبلية النائية وهي نتوءات حدودية لا قيمة لها في منطقة(قلعة دز وقنديل ودربنديخان وجبل بمو) مقابل تسليم العراق لإيران 320 كم من مناطق سيف سعد وزين القوس تعليق : بعض المرتفعات لم تلتزم إيران أبداً بتسليمها للعراق حتى بعد سقوط الشاه.
3- عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين مدي التأييد الدولي : 1-جميع الدول النفطية ايدت الاتفاقية لما لها من تأثير على سوق النفط 2-ايدتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وهما الدولتان الأقوى علي سطح الأرض
نتائج مباشرة لهذه الاتفاقية:
1- فقدان أكراد العراق لدعم إيران مما أدي إلى استسلام الحركة الكردية بقيادة الملا مصطفى البرزاني وتسليم أسلحتها للحكومة العراقية.
2-أصبح شط العرب ممرا ملاحيا دوليا، واخذت السفن عند دخولها ترفع العلم العراقي والإيراني في ابحارها في هذا النهر بعدما كان هذا الممر كاملا للعراق وكانت السفن عند دخولها شط العرب ترفع العلم العراقي نتائج غير مباشرة لهذه الاتفاقية: نشوب الحرب العراقية الإيرانية