إكرام الميت حرقه
اجنادين / ANN
هادي جلو مرعي
ربما توهم البعض إن الطريقة الوحيدة للتخلص من جثث الموتى هي عمل حفرة عميقة، ووضع الجثة فيها، وإهالة التراب عليها، ثم وضع شاهد يكتب عليه إسم الميت، وتاريخ وفاته ليتسنى للراغبين من أهله زيارته من حين الى آخر.
هناك عشرات، ومئات من الطرق التي يتخلص عبرها الناس من موتاهم قبل أن تتعفن، وتتحلل جثثهم، فهناك من يستخدم محارق صناعية، كما في بعض البلدان، وهناك محارق مع طقوس دينية كما في الهند، حيث يجمع الخشب، ويوضع في مكان محدد، ثم توضع فوقه جثة الميت، وتوقد فيه النار، وهناك من ينقل الجثمان الى أعلى الجبال كما في مناطق من التبت والهملايا، ويقوم خبير بتقطيع الجثة الى أجزاء ليتسنى لنسور الجبال نهشها بيسر، ولايتبقى منها شيء.
أعلنت محارق شمال إيطاليا في العام 2020 عجزها عن إستقبال المزيد من الجثث بسبب الزيادة المفرطة في أعداد الذين يموتون جراء الإصابة بفيروس كورونا، وفي نيسان 2021 تحولت شبه القارة الهندية الى بؤرة لتفشي الفيروس المتحور الذي دفع بعض البلدان لمنع وصول المسافرين من الهند، وحجر الواصلين إليها من هناك، وإقترب عدد الإصابات اليومي الى النصف مليون حالة، بينما منعت السلطات تزويد المرضى بالأوكسجين في بعض الولايات، مع النقص في الإمدادات، وإكتظاظ المستشفيات بالمصابين، ووجود الجثث في الشوارع، وصار الناس يجمعون الأخشاب، ويستخدمون كل ماهو قابل للإشتعال ليصنعوا محارق في غير مواضعها الطبيعية، وبطقوس دينية، ومن دونها، ويتخلصون من جثث الموتى.
وإذا كانت العبارة الشهيرة عند المسلمين (إكرام الميت دفنه) فالعبارة الأشهر في زمن كورونا ( إكرام الميت حرقه ).