المِثال الكُورِي الأعْظَم والأنسَب والأجمَل َوالأبهى والأَجدَى والأَنفَع والأحْسَن عَالَمِيَّاً وبقاؤه سرمدياً.. كوريا تتقدم بقوة الاكتفاء الذاتي والبقاء الذاتي
اجنادين نيوز / ANN
ـ المقالة من إعداد وتحرير التالية أسماءُهم:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: متخرجة من جامعتين أولها روسية في مدينة لينينغراد؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ودليل سياحي رسمي متخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، وتحمل أوسمة رفيعة من دول صديقة وحليفة، من بينها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وروسيا الفدرالية.
ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ورئيس عدة منظمات دولية كورية وروسية، ويحمل أوسمة من دول صديقة وحليفة ضمنها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الحليفة.
من الضروري بمكان أن نبدأ هذه المقالة بالشعارات الوطنية الاشتراكية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، التي تعتبر شعبها مقدساً في أعالي السماء، فلا يوجد أَيُّ دولة في العالم ترفع هذا الشعار أو مثالاً له أو قريباً منه سوى كوريا زوتشيه، التي تَعتَبر الشعب كالسماء، إذ أن الشعب هو المعبود كالسماء، وكل الايجابيات تصب في صالح هذه الشعب المُوحَّد، ليصبح سيداً لكل الأشياء، ولتكون جميع الأشياء مٌسَخَّرةً له.. لهذا الشعب بالذات، وهذا ما لا يمكن تصوره بعيداً عن قادة كوريا الأفذاذ الذين تقدَّموا بفكر وفلسفة جديدة إبداعية للاخلاص للشعب الكوري وتوجيه كل الايجابيات له وحده..
كان الرئيس الأول، المؤسس، كيم إيل سونغ (1912 – 1994)، باني كوريا الاشتراكية، هو مَن اتخذ الشعب كائناً يشبه السماء، فقد كتب في مذكراته المُعنوَنة “في دوامة القرن”، قائلاً: لقد كان معتقدي وإيماني دائماً هو “إيمينويتشون”، أي اعتبار الشعب هو السماء. إن المبدأ الزوتشي المستقل الداعي إلى اعتبار الجماهير الشعبية سيدة للثورة والبناء والاعتماد على قواها، هو مذهبي السياسي المعبود، وعقيدتي الراسخة التي جعلتني أنذر حياتي لمصلحة الشعب.
وفي مواجهة الفكرة الكورية المخلصة للشعب وحده، نشاهد ونلمس عداءً متواصلاً من ثُلة الاستعماريين مجتمعين، موجهاً ضد كوريا. لكن، وبالرغم من تلاحق الهجمات الشرسة والعداء غير المُبرر ضد بيونغيانغ من جانب الغرب الجماعي – الذي قهرته في مختلف المراحق التاريخية جمهورية كوريا الديممقراطية الشعبية وقيادتها الفذة، وشعبها الوطني والتقدمي زوتشياً وكيمئيلسونغياً وكيمجونغئيلياً وكيمجونغؤونياً – إلا أن كوريا الاشتراكية تواصل ومنذ تأسيسها تحقيق المُعجزات بالجُملة لصالح شعبها، وتُعلن عن قدرات جديدة متواصلة لتدعيم الاقتصاد والدفاع الذاتي، ولأجل نيل المزيد من الفتوحات الكبيرة والمُبهرة في مجال الإبداع العسكري، وفضاء الإكتفاء الذاتي، وفي سبيل حماية الاستقلالية التامة التي لم ولن يتمكن منها هذا الغرب الإمبريالي.
تفاخر كوريا الزوتشية بزعامة الرفيق العظيم كيم جونغ وون، كونه يواصل بصلابة وصلادة ودون أي تراجع أو وجل، تطبيق الفِكر الكوري المتميز بكل حذافيره وتقديمه للبشرية لخدمتها وحمايتها، ولدفعها لتشييد مجتمعات جديدة نوعياً ومستقلة تماماً، ولتتمتع بمواطنين عباقرة يأخذون بأيدي أوطانهم إلى الأعالي دون أي مساهمة غربية، ليغدو ذلك درساً ودروساً متواصلة للعالم أجمع، تؤكد انتصار الشعب، أي شعب يريد الانتصار للاستقلالية وتحقيق منعته، ويُدرك حلاوتها وانعكاساتها الجِد جميلة عليه وعلى أجياله المقبلة كلها.
في مسألة الوجل، إنَّما هو الذي يلتصق بالغرب المُتلون فقط، وهو ما يقض مضاجعه، ويُعرِّي عوراته، إذ إن هذا الغرب لم يتمكن، بل ولن يتمكن أبداً من كوريا الثورية والنووية، وصاحبة الفتوحات العسكرية لحماية الفكر الاستقلالي الذي تفاخر به منذ تأسيسها، والزهو والاعتزاز الذي تتحلى به في طُرُقها – الطريق الزوتشي القويم، الذي أوصلها إلى دحر الأجنبي العدواني وتكنيسه عن ترابها الطهور، الذي طهَّرته منعة القائد الرائد كيم إيل سونغ العظيم في العام 1953م. وهو العام الذي شهد انكسار شوكة الإمبرياليات العالمية المتحدة والرجعيات السوداء، وتلك ذات الألوان الكالحة التي كانت ملتصقة بالأجنبي الاستعماري، ومتذيلة له ومُهانة، لتصبح أكثر تصاغراً، ومحتقَرة على مدار السنين والأزمان وعلى مدارات تاريخ الكرة الأرضية.
تجربة كوريا الاشتراكية أبهرت ناس المَعمورة أجمعين، فبالرغم من أن مساحة هذه الدولة المِثال صغيرة مقارنةً مع العديد من الدول، إلا أنها تمكنت وبسرعة فائقة لتغدو قوة عالمية جبارة ترتعد منها بلدان المتربول والاستعمار والكولونيالية والرجعيات المختلفة، فكوريا اليوم، كوريا كيم جونغ وون العظيم تُفاخر بدفاعاتها النووية وأسلحتها المتفوقة على العدو التاريخي، وها هي ترتقي لتبرز بتسارع لتكون نور العالم الذي تنتظره الشعوب لتتحرر من ربقة الاستعماريين وتعدياتهم.
طريق كوريا الاستقلالي يتواصل منذ القرن المطوي، فالاستقلالية وحمايتها ودفعها للأمام، إنَّما هي قضية مقدسة تتواصل لحماية منجزاتها وقواعدها وتطلعاتها، وهنا نرى على أرض الواقع اليومي كيف أن الشعب الكوري أنجز بناء بلاده، وشيَّد بزمن قياسي أرضية صلدة لترجمة مهام التصنيع الكوري على أرض الواقع اليومي الذي حاول “الآخرون – الرأسماليون” محوه على مدار عشرات السنين وما تمكنوا، كونهم قوىً غاشمة وانتهازية متحوصلة على ذاتها وتكره الآخر وتصنع وتعمم الأكاذيب على شعوبها ضد كوريا المِثال والقُدورة للناس، في محاولة لأجل تعمية البشر عن التقدم الكوري المذهل والمِثال الكوري الراقي والمُنير الذي يرتكز على فكرة الاستقلالية وأفكار قادة كوريا العظماء من الوطنيين والتقدميين، ففي حين تطورت الرأسمالية على مدار مئات السنين، ارتقت كوريا بتوظيف عجلة الاشتراكية والزوتشية خلال مدة قصيرة جداً من عمر التاريخ البشري لا تتجاوز 14 سنة، حيث رفع الشعب الكوري عالياً راية “الاكتفاء الذاتي والبقاء الذاتي”، وأقام على هذه الأراضي الكورية المتحررة دولة إشتراكية تأخذ بأسباب السيادة السياسية والاستقلال الاقتصادي والدفاع الذاتي.
وفي سياق ذلك، خاض الكوريون النضال القاسي الرامي إلى التغلب على ضغوط الشوفينيين وانتصروا في عملانية الدفاع عن خط الاستقلال الاقتصادي، وأحبطوا مؤامرات الإمبرياليين للضغط الاقتصادي، وتم على أياديهم صيانة خط بناء الاقتصادي الاشتراكي بثبات، فأكدت كوريا زوتشيه لكل الأمم قواها الذاتية، وعرضتها على الملأ، كونها صناعة محلية – شعبية بعيدة كل البُعد عن الأنماط الأُخرى، التي تبيَّنَ بأن معظمها فاشل للغاية، ومآله النهائي كان الذوبان والنفي، وغضب الشعوب على حكامها الرأسماليين والتوسعيين واللاشعبيين واللاوطنيين المرتبطين بالأجنبي التوسعي، لتصير كوريا قوة جبارة ومِثالاً يُحتذى للأُمم والشعوب، تعرض بفخار واقعيتها وأسلوب عملانياتها الملتزمة بالمسيرة العلمية للتقدم والازدهار والحريات في مجتمع الاشتراكية الزوتشية العادل، الذي يُقدِّم لناسه الأمان ومتطلبات الحياة اليومية كافةً بيسر، ضمنها المنافع الدراسية والتعليمية والسكن والطبابة، وغيرها الكثير مجاناً، مُذللاً العقبات ومُذيباً التحديات القاسية التي تقف عائقاً أمام شعب كوريا المِغوار الذي حوَّل كل المصاعب القاسية إلى لوحة وثب للتطور وهو يذلل بنجاح المحن التي تقرر الحياة والموت، اعتماداً منه على قوة الاكتفاء والبقاء الذاتي وأظهر إرادته الصامدة وروحه الخلاقة.
يَكتب القلمي الكوري الشهير الرفيق “كيم داي هو”، إن بناء القوات المسلحة النووية للدولة والولادة المتتالية للأسلحة المستقلة ذات القوة المطلقة للدولة الكورية، وانتظام الإنتاج في قطاعات الصناعة الرئيسية، مثل صناعة المعادن، وصناعة الكيمياء ومختلف القطاعات المتعلقة مباشرة بمعيشة الشعب وإعادة بنائها وتحديثها، وقواعد الحياة الثقافية والوجدانية، وقواعد الخدمات الطبية المَبنيَّة في كل أرجاء البلاد، والشوارع الاشتراكية الفاخرة التي يتم بناؤها كل عام في السنوات الأخيرة … كل هذا إنَّمَا أتى به إيمان الاكتفاء الذاتي وروح البقاء الذاتي، فيما يوضِّح حزب العمل الكوري الرائد والباني بجلاء الاتجاه والطرق للتطور الشامل لبناء الاشتراكية، ويَعتبر الاكتفاء الذاتي والبقاء الذاتي كأساس لأعماله وأعمال الدولة الكورية.
وانطلاقا من ذلك، حدّد حزب العمل الكوري كاتجاه عام للخطة الخماسية لتنمية اقتصاد الدولة، إرساء الأسس المتينة لتنشيط مجمل شؤون الاقتصاد، ولتحسين معيشة الشعب عبر تركيز الجهود على الحلقة الرئيسية لتنمية الاقتصاد. تنعكس هنا إرادة الحزب القائد (حزب العمل الكوري)، لتجسيد مبدأ الاكتفاء والبقاء الذاتي تجسيداً تاماً على طريق التقدم بالقضية الاشتراكية وتطويرها.. ففي العام الماضي والعام الحالي وحدهما، بُنيت مزرعة ريونبو للصوبات الكبيرة الحجم في منطقة ريونبو في قضاء هامزو بمحافظة هامكيونغ الجنوبية كمشروع هو الأضخم، وشارع سونغهوا، ومنطقة المساكن المدرجة على ضفة نهر بوتونغ بصورة رائعة، وظهر إلى الوجود الشارع الجديد ذو مجموعة العمارات الكبيرة الأخرى في منطقة هواسونغ.. وتم استكمال مشروع بناء محطة أورانغتشون الكهربائية، وهي القاعدة الكبيرة لتوليد الطاقة الكهربائية في المنطقة الكورية الشمالية، ولتوفير النموذج القابل لقفز الصناعة المحلية في البلاد كلها بفضل تشييد مصانع الصناعة المحلية الحديثة في قضاء كيمهوا. وتم تَشْيِيد وتَعْمِير الهدف من المرحلة الأولى لإعادة بناء مصنع كومسونغ للجرارات، وتحديثه، وعمليات إنتاج كربونات الصوديوم كبيرة الحجم في مؤسسة نامهونغ الكيميائية للشباب، مِمَّا أدَّى بتميز إلى إرساء الأسس القادرة على تطوير اقتصاد البلاد الكورية على شكل مُستدام ومنظور.
عند زيارتنا إلى كوريا زوتشيه، وقد زرناها عدة مرات بدعوات رسمية، كُنَّا نستمع باهتمام لتردد هدير الآلات الزراعية الجديدة في الحقول الواسعة في مختلف المحافطات، ونشاهد باهتمام بناء البيوت السكنية في الأرياف ذات الطابق الأرضي الواحد، والأُخرى ذات الطوابق العديدة، ولاحظنا بمتعةٍ غامرة تشييد البيوت الكورية بطريقة إبداعية ومتمايزة، إذ يتم إدراجها في سياق يتلاءم مع الخصائص المحلية والمناطقية الكورية، بحيث جذبت هذه مجموعات الكادحين الزراعيين إليها، لتطوير حياتهم، ولتحقيق انتعاشها المتواصل في إطار نجاحات التقدم الكوري الذي يَحرص عليه حزب العمل الكوري الذي يُعلي شعاره الثابت: “لصالح الشعب”.
جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التي يقودها الحزب العظيم، حزب العمل الكوري، تفيض بوقائع مدهشة حقاً، حيث يظهر إلى الوجود كيان التغيير الذي يتبدل بما يختلف اليوم عن الأمس، والمساء عن الصباح، وينتظر الشعب الكوري ويرحب به باستمرار، فهو الغَزَارَة بحد ذاتها، والاِنْبِجَاس والتَّدَفُق لكل ما هو نافع للشعب الكوري وأجياله المقبلة التي سوف تبقى تفاخر على مدار العقود والقرون والأزمان المقبلة أمام الأمم والشعوب بوطنها وحزبها ودولتها ونجاحاتها اليومية، فما يحدث اليوم في كوريا الثورية إنَّمَا هو بحق اِنْبِجَاسٌ وتَّدَفُقُ سلمي لإيمان أبناء الشعب الكوري وروحهم الخلاقة البارزة، وحماستهم الوطنية العالية بالاخلاص لتراب الوطن وقائده كيم جونغ وون، ولتقريب مستقبل الاشتراكية المُشرق بقوة الاكتفاء الذاتي والبقاء الذاتي، الذي هو بحق البرهان الدامغ على مشهد تطور الدولة الزوتشية، التي تتقدم بخطى حثيثة وثابتة نحو تحقيق الهدف الضخم بقدرتها الهائلة والعملاقة الكامنة في روحها وتراب وطنها المِعطاء.
إن الثروات الإستراتيجية الضخمة التي تفيض بها الجمهورية الكورية الزوتشية الاشتراكية إنَّمَا هي أسـس الاقتصاد المستقل التي توطدت على مدار عشرات السنين المطوية، وهي كذلك القوى العلمية والتقنية المتمتعة بالاقتدار، والبأس، والجَبَرُوت، والجَرْأَة، والجُهْد وشجاعة القوى الخلاقة للشعب الكوري الذي جَسَّد على أرض الواقع اليومي اعتماده على النفس والذات، وهو ذاك ـ الشعب الكوري ـ الذي يَغلي قلب كل مواطن فيه بالحماسة الوطنية والإخلاص للوطن – الأُم.
بفضل الوعي والفَطِنة الفكرية العميقة والمتأصلة يومياً في الكوريين، والمتصلة زمنياً وإبداعياً، تمت عملانية ارتكاز كوريا على الأسس المتينة للاقتصاد الوطني المستقل، الذي أضحى الأبرع والأصلب بفضل الروح النضالية البطولية للتغلب على المِحن مهما كان لونها ومكنوناتها، ليتم نقل أحلام الشعب الكوري – الذي يتطلع دوماً إلى نقل ما هو أجمل وأفضل إلى حيز الواقع، إلى حقائق يومية باهرة تتحقق وتُتَرجَم فوراً لينال طموحاته ومُثُله العليا على امتداد البسيطة، وصولاً لبناء الدولة الاشتراكية الأقوى والأكثر اقتدراً بغية المحافَظَة على مكتسباتها، بخاصة الاكتفاء والبقاء الذاتي.
وليس ختاماً، سَيبقى المِثال الكُورِي المُضيء، والأعْظَم، والأنسَب، والأجمَل، والأَجدَى، والأَنفَع، والأَجْوَدُ، والأَرْقى، والأحْسَن والأَفْيَدُ عالَمِيَّاً، وسيسود بقاؤه سرمدياً، لتقتدي به كل الألسن والعقول والمشاعر التي يحملها المُلتزمون فكرياً وعقائدياً من الوطنيين والتقدميين، انتصاراً للاشتراكية – الزوتشية الكيمئيلسونغية – الكيمجونغئيلية – والكيمجونغوونية.