مجموعة الرؤية الإستراتيجية “روسيا – العالم الإسلامي”.. نتاجٌ روسي باهر لتجذير وَسَاعَة العلاقات الروسية مع العالمين العربي والإسلامي
اجنادين نيوز / ANN
ـ كتب الأكاديمي مروان سوداح: مؤسس ورئيس رابطة القلميين العرب أصدقاء وحُلفاء روسيا، كاتب روسي وأردني الجنسية.
ـ كتبت الأكاديمية يلينا نيدوغينا: كاتبة وإعلامية روسية – أردنية الجنسية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية.
حسناً فعلت وأصابت روسيا الفدرالية عند تأسيسها مجموعة الرؤية الإستراتيجية “روسيا – العالم الإسلامي”، ذلك أن العالمين العربي والإسلامي في حاجة ماسة لمدِ المزيد من جسور التواصل والتنسيق والتفاهم البيني المتبادل النفع بين روسيا وأصدقائها العرب والمسلمين، وهنا كانت فكرة تأسيس هذه المجموعة “الرؤية الإستراتيجية “روسيا – العالم الإسلامي”، ليتم الإعلان عنها في عام 2006 ميلادية، وذلك بعد إنضمام روسيا الإتحادية إلى منظمة التعاون الإسلامي بصفة عضو مراقب.
• العَالمَان العربي والإسلامي يقعان جغرافياً على مسافة قريبة من روسيا التي يسكن فيها منذ عهد بعيد عدد كبير من المسلمين المنتمين لقوميات عديدة بينها الروسية طبعاً، وهؤلاء يرون في روسيا وطنهم التاريخي الذي ينتمون إليه، ويلتصقون به، ويدافعون عنه بالمُهج والأرواح، وهو ما يَحمي ويُصلِّب جسور التلاقي والتواصل ما بين الإخوة العرب والمسلمين من جهة، والروس من الجهة الأُخرى، وانعكس هذا الواقع الموضوعي في صورة التفاهم التام والتعاون الشامل بين الأديان والقوميات والأعراق، وأكد بالتالي صحيح المنهاج الذي تختطه السياسة الروسية في حماية جسور التناغم بينها، وهكذا كان الأمر خلال الحرب الوطنية العظمى، عندما انضم المسلمون إلى إخوتهم من الأديان الأُخرى للدفاع عن الوطن – الاتحاد السوفييتي وروسيا، وناضلوا ضد الزحف الفاشستي النازي الهتلري الذي تم سحقه ومحوه عن بكرة أبيه بفضل الإِنْسِجَام، والتَآلُف، والتَطَابُق، والتَفَاهُم الثابت والعميق، والتضامن الشامل بين قوميات وأعراق روسيا التي تندغم في وحدة واحدة في شعب كثير الأصول وواسع المهام الكِبار لصالح الجميع وروسيا أيضاً التي تتمتع بحماية جميع قومياتها ومواطنيها، وتذليل كل الصِّعاب التي قد تواجهها بوعي عميق وذكاء جمعي وتكافلي مشترك.
• واليوم، عندما تدافع روسيا بقيادة الرئيس العظيم والملهم والشهم والمِقدام فلاديمير بوتين عن نفسها وشعبها ومستقبلها بمواجهة أشرار الجحيم وشياطينه، إنَّمَا هي تشرع في إبداع متواصل لإنجازات مُقدَّسة هدفها لتعبيد المستقبل الواسع لشعبها، ليكون بأهراً بكل معاني الكلام والترجمة على أرض الوقائع الروسية اليومية، لتبرز روسيا بمزيدٍ من الأبهة والقوة وانجذاب شعوب ودول الجُرم الأرضي صوبها، وهو ما نراه هذه الأيام والشهور بكل شفافية ومذ بدأت تتغير وتتبدل التحالفات الدولية وسِمة العصر الذي تتراجع في مساراته الدول الاستعمارية والنيوكولونيالية، وترتد على ذاتها مقهورة ومنكسرة أمام التاريخ العالمي وناس الدنيا، وهو ما يشهد عليه كل إمرءٍ يفيض بمشاعر التمسك بالعدالة بين بني الإنسان ويناهض العسف والجور الجماعي للغرب اللصوصي والسَلاَّب والنَشَّال، الذي يعمل بشراسة منذ بداية تقسيم العمل بين البشر، على أجندة تدمير الآخرين، للابقاء على ذاته ومصالحه الضيقة هو فقط دون غيره، ولن يتمكن منذ ذلك أبداً كما نشهد على ذلك يومياً، فالحواضِر الاستقلالية الراهنة، وحَاضر أيامنا المتلاحقة التي بدأت نضالها للتو بتطهير عملانية التحرر الدولية ليس هي بالقطع عالم الأمس.
• وهنا، وفي خضم هذه الأجواء التغييرية التي تمارس تأثيرها غير المسبوق على الحياة السياسية للبشر في الكرة الأرضية، نرى بجلاء كيف تنشط روسيا بوتين بكل ثقة بنفسها ومستقبلها على مهمة مقدسة، ألا وَهِيَ الدفع في مسار ترابط دول وشعوب عصرنا الراهن، وتفاهمها المُتعمِّق والجذري لتجذير مكانتها الأممية في سياقات مصالحها الجمعية. ولهذا، نرى كيف تنشط “مجموعة الرؤية الإستراتيجية – روسيا العالم الاسلامي” برجالاتها وسيداتها الأعلين في حقول عدَّة جاذبةً أصحاب الوعي لربط الصداقة الحق معها، ولنشر المحبة والوئام والتفاهم بين الناس من مختلف الألسن، إذ تواصل هذه المجموعة الطليعية عقد جلساتها في عدة مدن روسية أولها موسكو، ومن بعدها كازان، وإسطنبول، وجدة والكويت وغيرها، لتعميم الفائدة وربط الشعوب بأربطة الثقة المتبادلة والجماعية، حفاظاً على المكانة العالية للإنسان ومهامه الشريفة ضمن المجموعة البشرية المتعددة في كل مشاربها، ف “مجموعة الرؤية الإستراتيجية” إنَّمَا ترنو لتكون موحِّدة المشاعر والمصالح لكل فرد بشري. ولهذا، نرى ونلمس كيف أن الرفيق العزيز والغالي والمحبوب فلاديمير بوتين يوجِّه “المجموعة” لِمَا فيه تحقيق اللازم من الإنجازات التي تنعكس خيراً وبركة على كل إمرءٍ. لذلك، نرى الرئيس بوتين، وفي كل مرة تُعقَد خلالها لقاءات بتنظيم من “مجموعة الرؤية الإستراتيجية”، ينضوي لتوجيه رسالة ترحيب بالمشاركين في فعاليات هذه المجموعة ذات المكانة المُقدَّرة والرفيعة على صعيد مساحة الكون في جهاته وأركانه الأربع.
تَجمَع “مجموعة الرؤية الإستراتيجية” رفاقها البَرَرَة أصحاب المقامات العالية، والمُنتمين للحق والحقيقة مِمَّن هم من مختلف الجنسيات والأعمال والمواقع في الدول الإسلامية في بوتقة التنسيق والتعاون المنتج، ولهذا نرى كيف أن هذه المجموعة أضحت تضم بضع عشرات من الشخصيات الشهيرة والفاعلة والحكومية والعامة من عشرات الدول والإسلامية، بما فيها العربية، ضمنهم رؤساء وزراء سابقين، ووزراء خارجية سابقين، والعديد من رجال الدين الكبار في الشرقين العربي والإسلامي، وهو ما يُسَاعد في إنجاح إبداعي وخلاَّق لعمل المجموعة على صعيد كوني، في سياق ومجرى التقريب بين جميع المشاركين، وبخاصة في القضايا الآنية والملحَّة للجنس البشري، حيث يتم التداول واللحث في شتى القضايا بروح رياضية، وفي أجواء طافحة بالثقة المتبادلة والصراحة والشفافية، إذ تتدفق الأكار المِلاح في مجرى مناقشة المشاكل والقضايا الأكثر حدَّةً في العلاقات الدولية، والحالة في الشرقين الأدنى والأوسط، والتداول في مُجمل الصِلات وتبادل الأفكار القائمة بين روسيا ودول الشرق الإسلامية، لمزيدٍ من إنجاز الإعمال التي تجمعهم وتضمهم ليتضافروا سوياً على القاعدة الإنسانية “رابح – رابح”، ولتأكيد الفهم والتفاهم المشترك لجميعهم، وهو ما يُفضي وباستمرار صوب الوقائع الإدراكية لتعميق الإحساس بمديات أهمية العمل المشترك لشعوب وبلدان تتضامن وتتعاضد وتتعاون في تبادلات فكرية وسياسية ومادية ثابتة لتصب في خير جميعها، إذ يتم من خلال العمل الجماعي للمشاركين التأثير على الجماهير الشعبية، والأحزاب، والفعاليات والفاعليات المتعددة في أقطارها لصالح الأهداف المشتركة الرسمية والشعبية على حد سواء، وبخاصةٍ لِمَن يُشارك بحيوية ومثابرة في مسيرات و وقائع وفعاليات “مجموعة الرؤية الاستراتيجية – روسيا العالم الاسلامي”.
شخصياً، لاحظنا في بعض أهداف العمل الذي تضطلع بأمره وتنهض به “مجموعة الرؤية الإستراتيجية ” – “روسيا – العالم الإسلامي”، ثباتها على مسارها الذي يَتَّسم بالنُّبل والأصالة والمروءة في تقريب الشعوب من بعضها البعض، وبث المحبة والتعاون والتضامن والشفافية فيها وبينها، لتكون وِحدة واحِدة في جهودها ومواظبتها وأنشطتها وتطلعاتها، خدمةً للانسانية عموماً، فمجموعة “روسيا العالم الإسلامي” تعمل بنجاح واضح للعيان، وتتسم بجُهدٍ محمود على أجندة ترسيخ وتوطيد التناغم، وإقامة مداميك متجددة لدمج البشر في عائلة أممية واحدة في كل مجال، ومتساوية، تماماً كما جاء في النص البليغ عن النعمان بن بشير رضي الله عنهُ “مرفوعا” – “مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى”.. أي أن المعنى هو الدعوة إلى المشاركة في الفرح والألم وما ينتج عنه إيجاباً أو سلباً.
ولذلك نرى، أن “مجموعة روسيا – العالم الإسلامي”، إنَّمَا تنشط لتوفِّر وتوفِّر وتعظِّم الدعم وبناء التحالفات الإستراتيجية داخل وخارج النظام الإنساني، وفقاً للوقائع القائمة على الأرض، للمساهمة في مهمة شريفة لم يسبق لها مثيل على مدار كوكبنا الأرضي، جَلْهاً زيادة دعم الإنسان وقضاياه في تمكين وِحدة العائلة البشرية وقضاياها وشؤونها الإنسانية، وهذه الأهداف جاذبة واقعاً للقاصي والداني، فهي تعمِّم فكرة الإخاء الإنساني، ما يفضي في مسار التاريخ إلى نبذ الخلافات – إن وجدت – بين الدول والشعوب حمايةً لهِبة الحياة الإلهية التي نتمتع بها بفضل عين الله الساهرة على صقل إنسانية الإنسان، لتُحتذى هذه الإنسانية في مدارات المَعمورة وعلى غيرها من الأصعدة.