رسالة ومقالة مفتوحة إلى فخامة الرئيس الحبيب والفذ والحكيم الرفيق فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين رئيس روسيا الفِدراليَّة – الكرملِين – موسكو … “أَرْ. ِتي” .. يَكْفِيِنَا شَحْنَكم لنا بالغَربِيَّةِ..!

اجنادين نيوز / ANN

رسالة ومقالة مفتوحة
إلى فخامة الرئيس الحبيب والفذ والحكيم الرفيق
فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين
رئيس روسيا الفِدراليَّة – الكرملِين – موسكو

“أَرْ. ِتي” .. يَكْفِيِنَا شَحْنَكم لنا بالغَربِيَّةِ..!

ـ بقلم: الأكاديمي مَروَان سودَاح: صحفي وكاتب قديم، ومواطن روسي الجنسية، ومؤسس ورئيس “رابطة أنصَار روسيا بوتين”، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ وحائز على أوسمة وميداليات رسمية من دول حليفة وصديقة.

كان تأسـيس فضائية “روسيا اليوم” باللغة العربية في العام 2007م، عيداً كبيراً وفي غاية والضرورة والأهمية بالنسبة للعرب والناطقين بالعربية عموماً، فهذه الفضائية وضعت نصب عينيها نقل الحقيقة للمُستمِع والمواطن العربي أيَّاً كانت مهنته، وتوجهاته السياسية، والتزاماته الفكرية، و وضعه الإجتماعي في بلده العربي أو الأجنبي. ولذلك، فقد استبشرنا خيراً بها، إذ أن هذه الفضائية تنطق بلغتنا الأم، لغة الضاد الجميلة، وبالتالي، صار سَهْلاً علينا نحن العرب أن نعرف بسرعة، وساعة بساعة لم تكن متوافرة لدينا في السابق، عن الأحداث المتتالية في روسيا الحليفة والواسعة مساحةً، ولأجل الإحاطة بسياساتها ووقائعها اليومية، والإلمام المُتَّسِع بالأحداث على اختلافها في روسيا، وعلى أراضي مختلف دول العالم، دون لجوئنا – كما كان أمرنا قبل إفتتاح هذه الفضائية – إلى الكثير الكثير من المحطات الفضائية المختلفة في طبيعة وحقيقة تقديمها للأنباء ونشرات الأخبار والتحقيقات، وغيرها من الموضوعات التي تتصل بالصحافة والأحداث، فقبل انتشار الفضائيات، أيَّا كانت، كُنَّا نلجأ لجهاز الراديو الذي يبث بالصوت دون الصورة، والذي هو الآخَر تراجعت أهميته بسرعة قياساً للجذب الذي تتحلى به شاشة المُبَاصَرة، إذ إنها أكثر تأثيراً من الراديو لكونها تجمع الصوت والصورة في آن واحد معاً، ولأنها تمارِس التأثير المباشر والسريع في المُتلقي. وفي الواقع، فقد صار لدمج الصورة بالصوت فعاليتهما في التأثير اللحظي والعميق في الجمهور وعليه، أيَّاً كانت لغة هذا المُتلقِّي، وقوميته، وعِرقه، وتوجهاته، ورغباته السياسية، وتحالفاته العقائدية فقد صار يتعامل 24 ساعة في اليوم مع شاشة المُباصرة، دون الراديو صاحب الصوت فقط.
ما أزال أذكر الفترة التي قضيتها في عملي الإعلامي في فضائية “روسيا اليوم”، في موسكو، قبل سنوات كثيرة، وقد لمست فيها ضرورة وأهمية توظيف الخبراء تحديداً في الإعلام وفي عمل الفضائيات، وليس توظيف مجرد شباب وشابات يعرفون و/أو يتقنون اللغة الروسية، بل أنني أرى لزوم أن يكون المشتغل في أيِّ محطة تلفزيون مرجعاً يُحتذى حذوه في فضاء علوم الإعلام والمعلومات، والتعامل الدقيق والمُنتِج للنجاحات مع الجمهور، استناداً إلى الحقيقة والوقائع المنتشرة على أرض الواقع، وأن تتمتع شخصيته بكاريزما جاذبة المستمعين نحوه، وأن يتقدم باقتراحاته المتواصلة لإدارة المحطة التي يعمل فيها لتطويرها ولجعلها متميزة، وبالتالي تكثير أعداد المنجذبين للقناة الفضائية، سواءً بالمشاهدات والمتابعات للفضائية، أو بالاقتراحات التي يتقدم بها هو بنفسه لمحطته الفضائية، أو بتلك الاقتراحات التي يتلقاها هو من المشاهدين لشاشة المباصرة الروسية، حتى يتواصل تكاثر عدد الراغبين بمتابعة “روسيا اليوم”، ولتصبح هذه المحطة المرجع الحقيقي والأهم يومياً للمشاهدين والمهتمين، و أولاً بطبيعة الحال للمشاهدين من مختلف الأعمار وأصحاب الأراء السياسية بغض النظر عن طبيعتها، والمهن التي يعملون فيها، فتنال التعاضد من المهتمين بها، وتتعاظم شُهرتِها شُهرةً على شهرة، والخ.
وفي التطورات الحالية التي نشهدها على مدار المَعمورة في جهاتها الأربع، بخاصةٍ تلك التي ترتبط بروسيا الإتحادية، يُعرب عدد كبير من المستمعين العرب على وجه الخصوص، وأنا واحد منهم، عن إنزعاجهم وانزعاجنا الكبير.. إنزعاجهم وانزعاجي أنا أيضاً كاتب هذه السطور، وذلك جرَّاء تلاحق استضافة (أر.تي) لمَن يُسمُّونَهُم ويقومون بتعريف المستمعين عليهم كَ “خبراء غربيين!” في هذه أو في تلك من المجالات العديدة التي تتصل جميعها أو غالبيتها بروسيا والأحداث فيها، ومواقف روسيا السياسية و وقائعها، وعمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وشؤونها وشجونها المتعددة، وغالباً ما يتحدث هؤلاء من الغربيين مِمَّن يَتم استقدامهم إلى محطة “روسيا اليوم” الروسية في موسكو، للحديث وللإعلان عن آرائهم في قضايا كثيراً ما تتصل بالسياسة الروسية تجاه هذه أو تلك من المسائل والشؤون المُعَاصِرة وتلك الحساسة أيضاً، وهنا نرى أن الغالبية من هؤلاء الغربيين، إنَّما يَستغلون وجودهم على شاشة “روسيا اليوم” التي تحوز على اهتمام ومحبة العرب وعالمنا العربي، وإطلالتهم من خلالها على مئات ملايين العرب وبلدانهم الكثيرة، للطعن بروسيا والقضايا العربية، وتشويه سمعة روسيا وحُلفاء وأصدقاء روسيا، ولقلب حقائق الأمور، وتحريف وقائعها، ولي أعناقها، وهنا يمكننا ملاحظة أن هؤلاء “الخبراء!” يَسعون إلى ما يُسمَّى “تحسين الهدف السيء وتسويء الهدف الجيد”، وهو ما يمكن أن نسميه بالتزييف الشامل الذي يُمَارِسُهُ رهط هؤلاء “الخبراء”، الذين يريدون لنا نحن العرب أن نُفكِّك علاقاتنا مع روسيا، ونبتعد عنها بضغط من خلال أكاذيبهم التي يُمَارِسُونها على شاشة حليفنا الروسي بالذات، وهو ما يُعدُ تعبيراً عن حالةٍ مرضيةٍ لدى الإنسان العاجز، بغض النظر عن قوميته، أو عِرقه، أو ثقافتِهِ، وأوضاعه الإجتماعية والإقتصادية، وذلك بقصد طمس الحقائق، وقَلب مُجريات الأُمور وصحيحها رأساً على عقب، لا سيَّما تلك التي ليست في صالح الغرب، ويجري تَغييبها، بل ومسحها من الوجود لأجل طرح البديل الغربي فقط للمشاهدين من مختلف الأقطار، وفي مقدمة هذا “البديل” يسارعون لتكريس “العم سام” وترويجه أولاً وأخيراً تحديداً كبديل يستهدفون غرسه وإحلاله “أبدياً” في أرضنا العربية الواسعة، فهو لوحده، وِفقاً لإدِّعَاءات الغربيين وأشياعهم، مَايُمكن له أن يَخدمنا نحن العرب!!!، ولعمري، فإن هذه إنما هي أكاذيب، وتزييف، وأباطيل بأثوابها وجواهرها، وبعيدة كل البُعد عن مُجْمَل المصالح العربية، فنحن العرب، من المحيط إلى الخليج، لسنا أبداً في حاجة إلى أي خدمات مستوردة، ولا نريد توفير أي خرائط طريق لنا لنسير وِفقها.. وفق الهوى الذي يَسعى الغرب الجماعي لإقناعنا به، وفي كثير من الآحايين فرضه علينا بالعصا، وإن لم نخضع للعم سام ولمجموع الأعمام الأخرين، يتم اللجوء إلى تهديدنا مباشرة بالعصا دون الجزرة، وبوقف المساعدات المالية والعينية لحكوماتنا.
في الحقيقة والواقع، لقد سئمنا (“جدّاً”) سماع “آراء” الغربيين وهجماتهم على روسيا من خلال شاشة مُبَاصَرة روسية بالذات، هي شاشة محطة تلفزيون “روسيا اليوم”، وأنا أحد أولئك الذين صِرتُ أغلق شاشة تلفزيوني حال بدأ محطة “روسيا اليوم” بعرض شخصيات غربية تتحدث عن الوقائع الروسية والعربية والعالمية، وأبتعد تماماً عن شاشة المباصرة حين تعلن هذه الشخصيات من خلال “روسيا اليوم” عن آرائها السياسية القميئة بهذا الصدد أو تلكم، وبالفعل فإن عدداً لا بأس به من أصدقائي العرب يتمنون من إدارة “روسيا اليوم” وقف استدعاء غربيين للحديث في شؤون وشجون روسيا وعالمنا العربي، فلم نعد نحتمل المزيد من الخزعبلات الغربية ولَّيِّ أعناق الحقائق، وهي الممارسة الغربية الدائمة على يد أدعياء الحقيقة والخبرات السياسية في عالم الغرب، الذي قَتَل بوحشية يندى لها جبين الإنسانية عشرات، بل وعلى الأغلب مئات ملايين العرب في دول عربية عديدة على مدار عدة قرون، إبتداءً من العراق في أقصى الشرق العربي، وحتى جنوب شبه الجزيرة العربية وشرقها حيث مياه “الخليج” الذي تطل عليه جمهورية إيران الإسلامية، وعدة دول عربية أخرى، وحتى أقصى غرب عالمنا العربي حيث الدول المغاربية المُطلة على المحيط الأطلسي، وما قبلها جغرافياً من الاقطار العربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
لذلك، ولغيره من الأسباب، لا نريد أبداً أن نرى تسلل أكاذيب وإدعاءات ومهاترات غربية لعقول العرب من خلال محطة تلفزيون روسية حليفة للعرب، فموقع وموقف روسيا يتعزَّز في ايامنا هذه، ويتعمق عربياً يوماً بعد يوم، ويُصبح صلداً وفولاذياً بسبب النهج الواضح للزعيم العظيم فلاديمير بوتين المخلص لروسيا وحلفائها، والحكيم والمُحنك، والثاقب البصر والبصيرة، والفطين، والرزين، والقويم، ولذلك لا نريد له أي تراجع مهما كان ولو صغيراً حتى، بل نتمنى له من نجيعنا وعقولنا وقلوبنا ومشاعرنا ولمحطة تلفزيون “روسيا اليوم” مزيداً متواصلاً من النجاح والتقدم الثابت والمستقيم والهادف إلى الأمام دون أي مواربة…!
و.. دمتم في روسيا الوطن والحليفة بكل الخير بين أحبتكم العرب الأخيار، ودامت روسيا بوتين في مقدمة دول وشعوب العالم أجمع بمحياها الجاذب، وبعملانياتها العادلة، ونصرتها التي لا تتوقف لاجتراح الخير والسلام وتسييد الآمان دولياً.
عمَّان – الأردن – في الثلاثين من حزيران ، يونيو – 2023م.

زر الذهاب إلى الأعلى