الصين تكتب فصلا جديدا من التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة
اجنادين نيوز / ANN
المصدر / جريدة الشعب الصينية
عند التنزه في الحديقة الوطنية للنباتات في بكين، بات بالإمكان رؤية العديد من الأنواع التي صارت تجلب إعجاب الزوار بشدة. وإلى حد الآن، جمعت هذه الحديقة أكثر من 17 ألف نوع من النباتات، بما في ذلك حوالي ألف نبتة نادرة ومهددة بالانقراض. كما قامت الحديقة أيضا على سبيل المثال باستقدام 24 نوعا من أشجار التنوب من مختلف أنحاء الكرة الأرضية وغراستها، مما جعلها بذلك تحتوي على أكثر من نصف أنواع هذه الأشجار في العالم.
وعلى بعد ما يقرب من حوالي ألفي كيلومتر من حديقة بكين، توجد في قوانغتشو أيضا حديقة جنوب الصين الوطنية للنباتات. ومنذ عام 2022، تم إدخال أكثر من 1100 نوع من النباتات الجديدة في هذه الحديقة. وفي الوقت الحاضر، بلغ العدد الإجمالي للنباتات المحمية فيها أكثر من 17500 نوعا، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بين الخمسة الأوائل في العالم.
إن الصين واحدة من أكثر البلدان التي تتميز بالتنوع البيولوجي في العالم. وتعد هاتان الحديقتان الوطنيتان للنباتات، والتي توجد إحداهما في جنوب البلاد والأخرى في شمالها، قاعدتين للحفاظ على التنوع البيولوجي في الصين، ومحميتين للموارد النباتية الاستراتيجية، ومنصتين هامتين لنشر علوم النبات، وهما تلعبان دورا كبيرا في حماية التنوع البيولوجي وتعكسان تصميم الصين الراسخ وإجراءاتها العملية لحماية الأنواع المتنوعة وبناء وطن أفضل.
إن التنوع البيولوجي على الأرض هو الذي يسمح لها بالحياة وهو أساس بقاء الإنسان وتطوره. لذلك فإن حماية هذا التنوع يساعد في الحفاظ على الأرض وتعزيز التنمية البشرية المستدامة. ومنذ بداية العصر الجديد، بذلت الصين جهودا غير مسبوقة لتعزيز الحضارة الإيكولوجية وأولت أهمية كبيرة لحفظ التنوع البيولوجي. وفي هذا السياق، شجعت الصين بنشاط بناء الحضارة الإيكولوجية، ورفعت حفظ التنوع البيولوجي إلى استراتيجية وطنية، وعملت باستمرار على تعميم وتعزيز تنوعه، ونفذت نظام الخط الأحمر للحماية الإيكولوجية، وأنشأت نظاما للمحميات الطبيعية مع المتنزهات الوطنية كهيئة رئيسية، ونفذت مشاريع كبرى لحفظ التنوع البيولوجي، وأصدرت قوانين أكثر صرامة فيما يتعلق بهذا التنوع، ووفرت الحماية الفعالة لعدد كبير من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، وعززت باستمرار تنوع النظم الإيكولوجية واستقرارها واستدامتها، وأطلقت طريقا لحفظ التنوع البيولوجي ذي الخصائص الصينية.
إن التحديث على الطريقة الصينية هو تحديث يعيش فيه الإنسان والطبيعة في وئام. إذ يعد احترام الطبيعة والامتثال لها وحمايتها مطلب متأصل لبناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة. في عام 2021 جذبت الرحلة الطويلة لقطيع من الأفيال الآسيوية في مقاطعة يوننان أنظار العالم. وفي الآونة الأخيرة، وردت أخبار جديدة مفادها بأن هذه الأفيال البرية بصحة جيدة وقد انضم إليها أعضاء جدد، مما جعلها تنقسم إلى مجموعتين، كل واحدة منهما في منطقة مختلفة. وفي سياق انخفاض عدد الأفيال الآسيوية في العالم، يستمر عدد الفيلة من هذا النوع في الصين في النمو، ليصبح بذلك إنجازا بارزا لبناء الحضارة الإيكولوجية في البلاد والحفاظ على التنوع البيولوجي فيها. وفي واقع الأمر، لا يتعلق الأمر بالأفيال البرية فقط، فقد تم تخفيض تصنيف الباندا العملاقة من مستوى المهددة بالانقراض إلى “الضعيفة”، كما زادت أعداد طيور أبو منجل التي كانت سبعة طيور فقط عندما تم اكتشافها في عام 1981 ليصل عددها الآن إلى أكثر من تسعة آلاف طائر، كما تضاعفت أيضا أعداد الظباء التبتية وصار بالإمكان رؤية دلافين نهر اليانغتسي التي كادت تنقرض. لذلك يمكن القول بأن القوانين الصينية الصارمة للحفاظ على التنوع البيولوجي حققت نتائج جديدة رائعة.
ولتعزيز حفظ التنوع البيولوجي، فلابد من الضروري زيادة وعي ومشاركة جميع قطاعات المجتمع في حفظ التنوع البيولوجي. لقد ركز الفيلم الوثائقي “طريق اللانهاية” في جزئه الثاني على بناء الحضارة الإيكولوجية في الصين، وبعد بثه على منصات متعددة عبر الإنترنت تمكن من ملامسة قلوب العديد من مستخدمي الإنترنت. إذ يعمل عدد لا يحصى من الناس معا لحماية ثراء العالم الطبيعي وإلهام المزيد من الناس لفهم التنوع البيولوجي والمشاركة في الحفاظ عليه. لقد أنشأت الصين وحسنت آليات طويلة الأجل لمشاركة الشركات والمؤسسات والمنظمات الاجتماعية والجمهور، وهيأت جوا جيدا لمشاركة المجتمع بأسره، وجعلت من تعزيز الوعي بحماية التنوع البيولوجي من الأولويات التي يجب أن يتمتع بهاالمواطنون.
لكن لا يزال الحفاظ على التنوع البيولوجي في الصين يواجه العديد من التحديات اليوم. إن عكس مسار فقدان التنوع البيولوجي بشكل فعال هو مهمة طويلة الأجل تتطلب جهودا متضافرة وإجراءات عاجلة. لذلك نحن على ثقة تامة بأن الصين تتمسك بمفهوم بناء مجتمع مشترك للحياة البشرية والطبيعية في نفس الوقت، وتعتبر أن حفظ التنوع البيولوجي يعد جزءا هاما من بناء الحضارة الإيكولوجية، لذلك هي لا تنفك عن تعزيز تحديث نظام إدارة التنوع البيولوجي والقدرة على الحوكمة الجيدة، وتحسين حالة النظم الإيكولوجية الطبيعية، وقدرة العرض للمنتجات الإيكولوجية، وتحقيق دورة حميدة لهذه النظم، والتي ستستمر في تلبية الاحتياجات المتزايدة للشعب من أجل بيئة إيكولوجية أجمل.
16 أبريل 2023/ تظهر الصورة بجعة من صنف الأنواع النادرة مع فراخها في حديقة بيلونغهوفي مدينة تشنغتشو. يانغ شياوبنغ / صورة الشعب
4 مايو 2023/ تظهر الصورة بعض الظباء التبتية في الأراضي العشبية الرطبة في محافظة ريتو بمنطقة آلي في التبت. لياو دينكه / صورة الشعب
27 أبريل 2023/ تظهر الصورة السياح وهم يلتقطون صورا لهذه المناظر البديعة في حديقة بكين الوطنية للنباتات. قوه جونفنغ / صورة الشعب