تكنولوجيا الجيونتساو الصينية: هدية الصين إلى نساء العالم للتخفيف من حدة الفقر
اجنادين نيوز / ANN
المصدر / جريدة الشعب الصينية اليومية
في منتدى الأمم المتحدة الثامن للابتكار العلمي والتكنولوجي الذي عقد مؤخرا، شاركت كولوراما وهي مزارعة من بابوا غينيا الجديدة تجربتها في التخفيف من حدة الفقر من خلال العلوم والتكنولوجيا مع العالم. من أعماق جبال بابوا غينيا الجديدة إلى مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، وصلت حياة كولوراما إلى آفاق جديدة.
ما غير مصير كولوراما هي نبتة الجيونتساو والمعروفة أيضا باسم “عشب الفطر أو العشب السحري”. وبصفتها ممثلة للمستفيدين من مشروع تكنولوجيا هذا النوع من النباتات بين الصين وصندوق الأمم المتحدة للسلام والتنمية، كانت أول مزارعة تقف على المنصة في مقر الأمم المتحدة. وبعد الخطاب الذي ألقته، صفق لها الحاضرون بحرارة، حيث ألهم نجاحها المزيد من الناس من حولها، وفي هذا السياق، قالت: “من خلال التدريب الفني والتوجيه من خبراء الجيونتساو الصينيين، وظفت 25 شخصا في القرية معظمهم من النساء، لإنتاج 200 كيلوغرام من الجيونتساو الطازج أسبوعيا للموزعين المحليين، وسرعان ما كسبت المال لبناء منزل جديد وسيارة جديدة لعائلتي. كما عملت مع خبراء صينيين لتقديم أكثر من 1500 دورة تدريبية إلى 10 قرى مجاورة. وزاد المدخول وانخفضت مستويات سوء التغذية في المجتمعات المحلية من 70 إلى 55 في المائة. ”
تعد تكنولوجيا الجيونتساو ممارسة ناجحة تستكشفها الصين في عملية تعزيز التخفيف من حدة الفقر، وهي أيضا مساهمة هامة تقدمها الصين للمساعدة في التنمية المستدامة العالمية. لقد حلت تكنولوجيا الجيونتساو المشكلة العالمية المتمثلة في “تخريب الغابات من أجل إنتاج الفطر” وذلك من خلال تربية الجيونتساو بالعشب بدلا من الخشب، وقد تم تطبيق هذه التكنولوجيا في أكثر من 100 دولة.
وقالت دونغ مي، نائبة مدير المركز الوطني للبحوث الهندسية للجيونتساو: “على مدى السنوات العشرين الماضية، قابلت العديد من النساء مثل كولوراما. بعد تعلم هذه التقنية أصبحن رائدات أعمال، وعاملات في مجال العلوم والتكنولوجيا.”
مضيفة: “أثناء عملي في عام 2005 في كوازولو ناتال في جنوب إفريقيا، أدركت لأول مرة كيف يمكن لتكنولوجيا الجيونتساو أن تغير حياة النساء الفقيرات. أعداد الفقيرات من الأمهات العازبات والنساء الكبيرات في السن كبيرة جدا. بعد تعلمهن لهذه التكنولوجيا، زاد دخلهن وتمكّنّ من إرسال أطفالهن إلى المدارس، وفتحن محال بقالة في القرية، واستطعن شراء سيارات واستئجار أشخاص للعمل عليها، وبالتالي غيّرن مصيرهن وحياة عائلاتهن بالكامل. ”
تتضمن خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، 17 هدفا للتنمية المستدامة حيث يمكن لمشروع تكنولوجيا الجيونتساو أن يخدم 13 هدفا من بينها، بما في ذلك “المساواة بين الجنسين”. وفي العديد من البلدان النامية، يمكن لهذه التكنولوجيا أن تحسن بشكل فعال وضع المرأة وتزيد من الإنتاجية الاجتماعية المحلية والحيوية الاقتصادية. وبتوجيه من الخبراء الصينيين، قامت بعض النساء المحليات في فيجي، وخاصة المعوقات بتحسين حياتهن من خلال زراعة هذا العشب السحري. ومن بين ما يقرب من 2000 شخص دربهم مركز فيجي التجريبي لتكنولوجيا الجيونتساو بمساعدة الصين، كان 56.7 في المائة من النساء و4.8 في المائة من المعوقين.
في أمريكا الجنوبية، تم الترويج لهذه التكنولويجا لأول مرة من قبل نينا أوليدي، أستاذة في الأكاديمية البرازيلية للعلوم الزراعية والتي هي الآن في السبعين من عمرها. في عام 1995، جاءت إلى الصين للمشاركة في التدريب على تكنولوجيا الجيونتساو، ومنذ ذلك الحين وهي تعمل على تعزيز أبحاث التوطين ونشر هذه التكنولوجيا في أمريكا الجنوبية، وقد قامت بتدريب أكثر من 2000 شخص، كما ترجمت الكتاب المدرسي الصيني “تكنولويجا الجيانتساو” إلى البرتغالية ونشرته في البرازيل.
من الصين إلى العالم، جلبت الجيونتساو مسار التنمية المستدامة. لطالما كانت النساء قوة لا غنى عنها لتطوير أعمال هذا النوع من النباتات، لذا نحن على ثقة تامة بأن النساء ستحققن أحلامهن الجميلة بسبب هذه العشبة السحرية في المستقبل.
على مشارف ماسيرو عاصمة ليسوتو، يقف المزارعون المحليون الذين يتعلمون تكنولوجيا زراعة الفطريات لالتقاط صورة أمام دفيئة الجيونتساو. وان يو/ صورة الشعب
تظهر الصورة متدربين من فيجي يشاركان في دورة تدريبية في تكنولوجيا الجيونتساو في الصين وهما يعرضان الفطر الذي تم إنتاجه. مصدر الصورة: الموقع الرسمي للوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي.