لقاء زعماء أذربيجان وأرمينيا.. هل سيحل السلام في كاراباخ قريبا؟
أفغان غفارلي – صحفي أذربيجاني
إن الموقف السلمي لأذربيجان ، الذي ظل في صراع مع أرمينيا لمدة 30 عامًا، يحظى باهتمام المراكز السياسية الدولية والقوى الكبرى، ويرغب الجانب الأذربيجاني – المسؤولون باكو – في توقيع معاهدة سلام مع دولة أرمينيا المجاورة على أساس قواعد ومبادئ القانون الدولي، في حين لا يزال الطرف الآخر يحاول مقاومة ذلك من خلال الاعتماد على رعاته الأجانب.
يُذكر أن الصراع نشأ بين الدولتين المتجاورتين بسبب أطماع أرمينيا الإقليمية غير المشروعة واحتلالها منطقة كاراباخ على مدى 30 عامًا، ونتيجة للحرب التي استمرت 44 يومًا في عام 2020، حررت أذربيجان جزءًا من كاراباخ و 7 مناطق محيطة بها من الاحتلال الأرميني، فيما لا يزال الجزء الجبلي من كاراباخ تحت سيطرة الانفصاليين الأرمن ، وتم نشر وحدة حفظ السلام الروسية مؤقتًا في أراضي أذربيجان للسهر على نظام وقف إطلاق النار في المنطقة. وتحتفظ أرمينيا بجماعات مسلحة غير شرعية في الجزء الجبلي من كاراباخ ، بما في ذلك مدينة خانكيندي ، في المنطقة الخاضعة لسيطرة الانفصاليين.
في السنوات الأخيرة ، أجرت أذربيجان وأرمينيا محادثات سلام بوساطة كل من روسيا والاتحاد الأوروبي، وأعلن الرئيس الأذربايجاني إلهام علييف مرارا التزامه بأجندة السلام الهادفة إلى تطبيع العلاقات مع أرمينيا، ويؤكد الجانب الأذربيجاني دائمًا على شروطه عشية محادثات السلام، بأن يعترف الطرفين بوحدة أراضي الطرف الآخر، وترسيم الحدود بين الدولتين، وإزالة الجماعات المسلحة الأرمينية غير الشرعية من المناطق الجبلية في كاراباخ ، واستعادة العلاقات الاقتصادية بين الدول.
وفي 15 يوليو الجاري عقد في بروكسل الاجتماع الثلاثي بين الرئيس الأذربايجاني إلهام علييف ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، وعلى الرغم من عدم توقيع أي وثيقة في الاجتماع ، تواصلت المناقشات في جو ايجابي بين الأطراف. ووفق شارل ميشيل، تم في هذا الاجتماع، مناقشة القضايا المتعلقة بسيادة وسلامة أراضي البلدين، وترسيم الحدود ، وفتح خطوط النقل بين البلدين، ووضع وحقوق وأمن السكان الأرمن في كاراباخ، والإفراج المتبادل عن الجنود، الذين عبروا الحدود بطريق الخطأ، كما تم بحث إزالة الألغام والمفقودين، وقال شارل ميشيل: “الأهم من ذلك، أكد رؤساء الدول مرة أخرى أنهم يحترمون وحدة أراضي وسيادة أرمينيا، التي تبلغ مساحتها 29.8 ألف كيلومتر مربع، وأذربيجان 86.6 ألف كيلومتر مربع”، وحسب تعبيره، فقد أحرز الطرفان تقدما واضحا في المناقشات الهادفة إلى إعادة العلاقات الاقتصادية والنقل في المنطقة. ودعا شارل ميشيل قادة أرمينيا وأذربيجان إلى بروكسل لحضور الاجتماع السابع في الخريف القادم.
وللأسف، مباشرة بعد اجتماع بروكسل، بدأت القوى الثأرية في أرمينيا، “قادة” الانفصاليين في كاراباخ ، بإصداربيانات معاكسة لمسار السلام، هذه التصريحات مليئة بالتهديدات لأذربيجان، إذ أعلن “قادة” الانفصاليين الأرمن المقيمين في الجزء الجبلي من كاراباخ أنهم لا يوافقون على تقدم مفاوضات بروكسل ولا يريدون الانصياع لقوانين أذربيجان. ولمحوا الى امكانية قيامهم باستفزازات عسكرية ضد أذربيجان مرة أخرى.
إن اجتماع بروكسل على مستوى القادة له أهمية كبيرة من حيث الاقتراب من السلام، إن التقدم المحرز في الاجتماع والبيانات التي تم الإدلاء بها تظهر أن أذربيجان ملتزمة بموقف السلام وتحاول إرساء الاستقرار في المنطقة بكل إمكانياتها، لكن الموقف المتحيز لبعض السياسيين في أرمينيا، والضغوط التي يمارسها الشتات الأرميني، والخطاب التهديدي للانفصاليين، كل ذلك يعمل على إبطاء السلام الذي يمثل أهمية بالغة للمنطقة.
ملاحظة : تم اعداد المقال من قبل الاتحاد الاجتماعي الذي يحمل اسم “مساعدة أصحاب الملكية الفكرية” وذلك بمساعدة وكالة الدولة لدعم المنظمات غير الحكومية لجمهورية اذربيجان.