المُسلمون فِي الصِّين.. تألّق قومي وحُريات مُكتملة ودولة تحترم إيمانهم (1)
اجنادين نيوز / ANN
هذه المادة من إعداد:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: مُتخرِّجة من جامعتين، أولها روسية في مدينة لينينغراد (سانت بطرسبورغ حالياً)؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، ومساعِدة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وتحمل أوسمة عالية، وشهادات تقدير رفيعة من دول صديقة وحليفة.
ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ومؤسس ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ و “رابطة أنصار ـ روسيا بوتين”؛ ورئيس منظمات دولية أخرى، ويحمل أوسمة وميداليات وشهادات تقدير من دول صديقة وحليفة.

للأسف الشديد، نُلاحظ أنه ومنذ بداية هذا العام، شرعت حملة، منظمة على الأغلب، جلها عملانية تصعيد المشاعر العدائية إتجاه جمهورية الصين الشعبية، وذلك على خلفية محاولات الغرب الجماعي تحييد الدولة الصينية العريقة في كل مجال، مَنعاً لتواصلها في مسيرتها المشروعة وطنياً وأممياً للتقدم الوطني الخلاَّق في شتى الحقول التي أبدعت فيها، وصولاً بضغوط غربية كما تتمنى عواصم هذا الغرب إلى نجاحها المأمول في أحلامها في تفكيك تحالفات بكين مع موسكو، ومع الدول الأخرى المستقلة المنتشرة على تراب مختلف القارات، وذلك في سياق نقلات جوهرية عالمية، ربما لم نشهد مثيلاً لها سوى بعد انتهاء الحرب الكونية الثانية.
في النهج الغربي الحالي نلمس ضغوطات وإهداف غربية جيوإستراتيجية جلها إرغام العالم على الابتعاد التدريجي عن الشرق الثقافي والسياسي والاقتصادي، في محاولة لإلحاقه بالعالم القديم، برغم أن الزمن قد عفا عليه، لكن المحاولات الغربية لتحييد هذا الشرق عالمياً مستمرة لإلحاق ما يمكن إلحاقه من دول الدنيا لعواصم المتربول التقليدية، التي باتت أرواحها تتحشرج متتالية رغماً عن أزلامها.
هذه المتتاليات السياسية والاقتصادية، وما إليها من روافع و وقائع تتجدد مع التغيرات التي نشهدها على هذا الصعيد، تُعيِدنا مرغمين إلى سنوات الحرب الباردة، التي إتَّسمت بالمجابهة الحادة بين المعسكرين المتناقضين، الرأسمالية – الإمبريالية
فمن جهة الشرق الوطني والإشتراكي الذي وَظَّف كامل طاقاته للدفاع عن نفسه وعالمه الجديد وروافعه الجماهيرية، كونه عالم البشر المضاد لِ “عالم أصحاب الكروش” القديم، فقد نجح في حمايةً مكتسباته التاريخية، إذ بدأ يعي متطلباته السياسة الدولية، وكيفية حماية مكتسباته المشروعة في خضم المواجهة مع عالم رأس المال الجشع، صاحب القنابل العنقودية، والنووية، وصوريخ كروز، ودبابات “تشالينجر” و “ليوبارد 2” والخ.
وفي مجابهة ومواجهة العالم القديم الذي روافعه بدأت تتخلخل وتتدحرج، نشهد العَالَم الصيني الفتي الصاعد بقوة لا توقف ولا تعثُّر فيها. وهنا بالذات، تطل بذاتها غثبرات يومية تتهجَّم على الصين، وتقذف لِمَن لا يدرون ما هي الصين، بمختلف الأكاذيب والفبركات، وصولاً من الخصم الرأسمالي ومن لف لفه، كما هذا يُخطِّطُ، إلى وضع مناسب له يستطيع من خلاله العودة للتربع على كرسي عرش العالم.. لكنه لن يستطيع، ولا سبيل له إلى ذلك، فَ روافع هذا الغرب قد تهشمت وتفسخت بمعظمها، وبان فيها الأسود الكالح، لتبقى الحقيقة متألقة في يوميات صينية، تفتح للبشرية أبواباً كانت مغلقة بمفاتيح النيوكولونيالية التي كانت تزدهر في تربة الغرب حتى عهد قريب، إذ يبدو بأنها تقاعدت خلاله!، فأضحت كالحة ومفضوحة ومتخلخلة ومتهالكة تمادت في مواجهة شعوبها بسلاح القتل وسفح الدماء، منعاً لناسها من توظيف روافعهم وذكائهم في ممارسة تطبيقات أفكارهم المُبدعة في يومياتهم لتخليق عالم جديد ترنو الأمم إليه يتسم بالعدالة.
وهنا، وفي محاولات سوداء، تسعى الإمبريالية ومَن لف لفها، والغرب عموماً، وبرغم أن اقتصادات كل هؤلاء على وشك أن تموت في تحشرجاتها المتتالية، تحتاج إلى نجدة لانقاذ نفسها من التهلكة المقبلة، من خلال تسويدها – المرفوض إنسانياً – لصفحة الصين البيضاء دوماً، إدِّعاء من هذا الغرب المفضوح بأن الدولة الاشتراكية الصينية عدوة للإسلام والأديان!، برغم من إن الصين تفتح ذراعيها وتشرع أبوابها أمام مّن يرغب من الناس، كل الناس، لزيارتها ليتحققوا من هذه الغثبرات والتلفيقات والأضاليل والتزييفات الغربية التي لا تنقطع بحق الأديان، إذ تكشفت لاواقعية الإعلام الغربي ومَن يُناصِره، فأكثرية البشرية، والمثقفين والمتعلمين والواعين في الرياح الأربع لعالمنا الفسيح، يدركون ما يدور اليوم على سطح الكرة الأرضية من نقلات حاسمة، وها هم يشحنون البشر بمزيدٍ من القوى العادلة لتفعيل الحق ومصالح سواد البشر بكل لغاتهم وقومياتهم وأديانهم والخ.
للأسف الشديد، نشهد في بعض وسائل الإعلام العربية محاولات وإن كانت مفضوحة، ترويج نسخ المقالات والأنباء الغربية السلبية والمفبركة عن الصين في مختلف المجالات، وضمنها وبالدرجة الأساسية مسألة الأديان، وأوضاع المتدينين والقوميات في الصين، ولا تخجل هذه الورقيات والإلكترونيات من التحقق في طبيعة المعلومات التي تعيد نسخها لا من مصادرها الأصلية، ولا من خلال البحث والتدقيق فيها على الانترنت وفي الوقائع الصينية، فيقع هؤلاء أو أنهم يعملون عن سابق إصرار وترصد على الوقوع فريسة لمَن يعادون الصين، رغبةً منهم للحصول على مكافئات مالية مجزية في الحرب الإعلامية غير المنصفة الذي يشنها الغرب بلا هوادة ضد الصين، إلا أن العدو الدولي للصين بات يخسر صداقة الصين العظيمة في كل مجال، ولم يعد هذا الخصم يجني سوى الاستهزاء به ودمغه عربياً وإسلامياً وأممياً بدمغة الكذب والرياء، والتي هي صفات ذميمة تَذهب بالإنسان إلى وحوُل المعصية والإثم، وتمنعه من الأجر والجزاء والمثوبة، ذلك أن مقالاتهم لا تعدو كونها “كوبي بيست” عن كتابات غربية منسوخة بحذافيرها دون التمحص بها، وهو ما يدعونا بشدة للتساؤل المتواصل عن مغزى وأهداف كل هذا النشر الذي لا وقائع فيه ولا حقائق.. بل أكاذيب متواصلة تعمل على إحياء “عَالَم الكذب والرياء والنفاق” ليس إلا..!
قرأنا قبل فترة وجيزة في واحدة من الصحف العربية، هجمات غير موضوعية ضد الصين، واتهاماً للصين بأنها تعمل ضد قومية الإيغور (الويغور) الصينية المُسلِمة على أراضيها، وبأن الصين تمنع هؤلاء من حريات التعبد والتمتع بالإسلام ديناً ونهج حياة وإلخ من إدعاءات مضحكة لا تقف أمام الحقائق الصينية على الأرض. والأنكى من كل تلكم التخليقات الكاذبة، أن هذه المقالة إنِمَّا هي منسوخة من مصادر غربية، وقد قامت وسائل إعلام عربية بإعادة نشرها، وهو ما يدعونا إلى الشك الكبير بحقيقة ما يُكال إلينا به من “معلومات!” (أكاذيب) من هذه المصادر، المهترئة بأهدافها على الساحتين العربية والدولية!
.. يتبع (2)..