في مواجهة التخليقات الغربية القاتلة التي تُهدِّد بوأد الجنس البشري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوقِّع قانوناً يَحظر تغيير الجِنس البَشري في روسيا
اجنادين نيوز / ANN
Sputnik
ـ أعد هذه المقالة للنشر، التالي إسماهما:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: مُتخرِّجة من جامعتين، أولها روسية في مدينة لينينغراد (سانت بطرسبورغ حالياً)؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الاسبوعية الأُردنية سابقاً، ومساعِدة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وتحمل أوسمة عالية، وشهادات تقدير رفيعة من دول صديقة وحليفة.
ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ومؤسس ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ و “رابطة أنصار ـ روسيا بوتين”؛ ورئيس منظمات دولية أخرى، ويحمل أوسمة وميداليات وشهادات تقدير من دول صديقة وحليفة.
أكدت روسيا الفِدرالية من خلال مواقعها الإعلامية المختلفة؛ والتي ضمنها “روسيا اليوم” الناطقة بالعربية؛ بأن الرئيس الفطين والنابه فلاديمير بوتين وقَّعَ مؤخَراً وثيقة رسمية تتضمن قانوناً يَحظر التحوّل الجنسي، باستثناء الحالات الطبية، فيما يُحَرَّم على مُغيِّري الجنس تبنِّي الأطفال، كما يُمنع الأفراد من تغيير جنسهم في الوثائق الرسمية.
يأتي ذلك روسياً في مواجهة الحملة الغربية الفالتة من عِقالَها والتي تعمل بدون رادع أخلاقي أو ديني، على برنامج تدمير روسيا بكل ما تتوصَّل إليه من وسائِل بشعة، وغير أخلاقية، ولا إنسانية، ومعادية للسماء، ضمنها ترويج عمليات تغيير الجنس لدى الشبيبة والمواطنين عموماً من الجنسين، ما مِن شأنه، فيما لو نجح ذلك على نطاق واسع، وضع حدٍ لبقاء البشرية على وجه المَعمُورة، فيما كشفت نائب وزير الصحة الروسي، يفغينيا كوتوفا؛ خلال مناقشة القانون المُشار إليه أعلاه؛ في اجتماع لجنة “مجلس الاتحاد” المعنية بالسياسة الاجتماعية، بإنه تم تسجيل أكثر من ألفي سجل للأحوال المدنية بشأن تغيير الجنس في الفترة من 2018 إلى 2022، وهي فترة لم يكن فيها قانون منع تغيير الجنس قد أُقر بعد، كما لفتت الانتباه إلى أن هذا القانون لا ينتهك الحقوق الدستورية للمواطنين.
واللافت للانتباه وفقاً لِمَا أعلنت عنه وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية الشهيرة، واستناداً للوثيقة التي يُشار إليها أعلاه، إنه سيتم فسخ الزواج في حال تغيير الجنس من قِبل أحد الزوجين، كما تم إجراء تغييرات على المادة 16 من قانون الأُسرة، وهي المادة التي تصف شروط إنهاء الزواج. زد على ذلك أيضاً ينص القانون على أن وجود شهادة بتغيير الجنس سيدفع نحو تطبيق الحَظر على الشخص في مسألة رغبته بتبني أطفال. ولا يشمل تغيير الجنس “التدخلات الطبية المتعلقة بعلاج التشوهات الخلقية، والأمراض الوراثية، وأمراض الغدد الصماء المرتبطة بتكوين الأعضاء التناسلية عند الأطفال”، التي يمكن تنفيذها بقرار من لجنة طبية.
وكما هو متوقع، فقد سارعت عواصم غربية عديدة ومؤسسات “اجتماعية!” في الدول الرأسمالية تدَّعي التَحَضُّر، والتحضر منها براء، لإنتقاد هذا القانون الروسي الذي يَحظر تغيير الجنس، بينما أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، على “إن الكثير من ردود الفعل الإيجابية جاءت من أوروبا بخصوص القانون الروسي الذي يَحْظر تغيير الجنس”، وأضافت: “عادة، أطلب دائماً معلومات عبر الإنترنت عن ردود الفعل والتعليقات الأجنبية حول مثل هذه المسائل.. هذه المرة كان هناك عدد كبير من ردود الفعل الأجنبية الإيجابية. والحق يقال، إنني تفاجأت بذلك كثيراً، وبخاصة من تلكم التعليقات الإيجابية من الدول الأوروبية”.
وفي هذا السياق، وافق “مجلس الاتحاد” الروسي على قانون يَحظُر على أي شخص تغيير الجنس، بينما أقر مجلس الدوما الروسي بالقراءة الثالثة والنهائية على هذا القانون الذي يمنع تغيير الجنس، ما عدا حالات تتعلق بعلاج بعض الأمراض لدى الأطفال. وبقرار مجلس الدوما تم أستكمال قانون “أساسيات حماية صحة المواطنين في روسيا”، بمادة يُحظِر بموجبها إجراء تدخلات طبية، وكذلك تعاطي أدوية، تهدف إلى تغيير الجنس.
حسناً جداً فعلت روسيا – بوتين العظيم، الذي يَحظى بشعبية عربية ودولية طاغية، بوضع حدٍ لتغيير الجنس على أراضيها، إذ أكدت الدولة الروسية دفاعها الفعلي عن هِبة الحياة المقدسة التي منحها الله للبشرية، لتبقى كما هي عليه، كما يريدها المولى عز وجل، سواء في هذا المجال، أو في غيره من المجالات الأساسية في حياة أحفاد آدم وحواء.
في الواقع، يتفق معظم الناس، ونرى نحن كذلك أصحاب هذه السطور، بأن هذا القانون الروسي المِقدام الذي يَحظر تغيير الجنس، سيكون بلا شك مرجَعاً رئيسياً يُحتذى به لدى الكثير من الدول والحكومات والشخصيات العليا والمؤسسات المدنية والهيئات الدينية المختلفة في شتى أقطار الدنيا، لتأخذ منه ما يتوافق و وقائِعها على الأرض، ولإبعاد شبح تدخلات جديدة في تلك البلدان التي يهدف الغرب من خلال تغيير الجنس لأهلها المنتمين لمختلف القوميات واللغات إلى وأدها، تارةً إستعمارياً وبالتهديد والوعيد، وفي أًخرى بوسائل بشعة مًتعددة وشيطانية، إذ يَسعى هذا الغرب الاستعماري بمعظمه، وإلى اليوم، للإستيلاء على القيادة العالمية للمتحولين جنسياً في كل الدول!؛ وهذا التطلع جد خطير على مستقبل الشعوب والقوميات وتواصلها، ذلك، أولاً؛ لأن طبيعته الثابتة وجوهره هي مواصلة عَملانية التدخل السافر في الحياة الداخلية للدول والمجتمعات المستقلة، وثانياً؛ لأنه يَسلك أساليب تستهدف توظيف وترويج مناهَضَة الشرائع السماوية والمنطق السليم، ومعاداة سافرة وعلنية للقوانين الوضعية والحياتية كافةً، وثالثاً، وليس أخيراً؛ العداء الذي يسلكه هذا التحول المُشين في مواجهته غير المشروعة للتوازن الأزلي الذي تتسم به الحياة منذ ظهورها على كوكب الأرض.
لهذا، ندعو المجتمع الدولي للحاق بالقانون الذي أقرته روسيا بمنع التحول الجنسي والتمثل به، وللتعاون الشاسع والحقيقي مع روسيا في سبيل فرض حظر عالمي على ممارسات ما يُسَمَّى بالتحويل الجنسي، داعين في الوقت ذاته إلى التبصر والتحقق بما يجري من بشاعات في تبديل الجنس لكونه قد يرتد على الأجيال اللاحقة بكثير من العقبات والمشاكل الجسدية والعاطفية والعقلية، والتي لن تتمكن هذه الأجيال من معالجتها بطريقة موضوعية. فالتحويل الجنسي ليس بالقطع العلاج الشافي للمرضى الجنسيين أو لغيرهم، إذ إنه ليس وسيلة مناسبة لهم، وقد يكون ضاراً للغاية لجميعهم طوال حياتهم التي قد تتحول إلى جحيم حقيقي، وغالباً ما يؤدي إلى آلام ومعاناة تستمرّ إلى ما بعد العلاج، وتترك ندوباً لا تُمحَى على جسم الضحيّة وفي عقلها. كما تولّد سلسلة متلاحقة من الآثار الناتجة عن الشعور بالعجز والإذلال الشديد، ومشاعر عميقة بالعار والذنب والاشمئزاز من الذات وانعدام القيمة الشخصية، ما قد يُسبّب بدوره أضراراً على مفهوم الذات وتغييرات دائمة في الشخصية.
في الواقع، من الضروري على مختلف البلدان الوطنية وتلك التي تحترم مواطنيها وشخصيتها المستقلة، أن تسارع صوب روسيا، وأن تتطلع إليها لتستعين بتجاربها الناجحة وفي مجال القوانين، وفي سياق مواجهتها للتحول الجنسي أيضاً، الذي يُهدِّد المجتمعات كافةً بفقدان هويتها القومية والإنسانية والذوبان المادي والمعنوي والوجودي، والإضرار بوقائعها السياسية والفيزيائية وصورتها الدولية. ونؤكد هنا، بأن لجميعنا في روسيا والرئيس فلاديمير بوتين مِثالاً يُحتذى لجعل بلداننا وأوطاننا متألقة ومستقرة، وبعيدة كل البُعد عن التماثيل الغربية الحجرية التي من شأنها إيصال العالم إلى خراب شامل، من خلال افتعالها للحروب والمجاعات والتحولات الجنسية الكريهة التي تستقدمها من “جي هنوم”.