العلاقات والترابطات الأُردنية الصينية: نموذج للتعايش الأممي

اجنادين نيوز / ANN

بقلم: مروان سوداح: مؤسس ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية الأُردنية الصينية في السابع من نيسان 1977، أخذت هذه العلاقات بالتطور في مسار مستقيم ومتسارع في نقلاته في مجالات متعددة، منها وفي طليعتها الاقتصادية والاستثمارية والعلمية، والتعاون في تعزيز التفاهم والمشاركة الأممية في تعظيم سلام واستقرار العالم، والبحث عن سُبل لجعل التعاون المشترك بين الصين والأُردن ودول العالم يتسم بمنافع كبيرة لجميع هذه الدول ضمن التعاون الجماعي، والكسب المشترك لجميعها في إطار متساوٍ.
في عملية تفعيل العلاقات بين بكين وعمّان، وقَّع الطرفان بالأحرف الأولى على اتفاقية تجارية بينهما، وذلك في تموز 1978، وتبع ذلك توقيعهما رسمياً عليها في أيار من عام 1979، ثم شهدت هذه الفترة تبادلات للزيارات بين مسؤولي القطرين، حيث بادر إلى ذلك جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، في عامي 1982 و1983، وهدف التوقيع الكامل إلى توثيق العلاقات بين الجانبين في المجالات السياسية على وجه التحديد، وللتبادل الاقتصادي والثقافي، ما شجع لاحقاً إلى دخول شركات صينية إنشائية إلى رحاب السوق الأُردنية الكبيرة، وتوسيع التشاركية الثقافية بينهما.
العلاقات بين البلدين الصديقين قديمة للغاية، لكنها صفحة متجددة في عصرنا الحالي في سياق التبادلات الودية والمادية بين الدولتين والشعبين، أذ يشهد تاريخنا الأُردني وتاريخ الصين أيضاً على أن روابط البلدين تمتد إلى عدة آلاف من السنين المطوية، حين كان طريق الحرير الصيني يَمُر بالأُردن من شماله وجنوبه حاملاً مختلف البضائع الصينية لترويجها في الأُردن والدول المجاورة للمملكة، ولأجل بيع بضائع هذه البلدان في الصين أيضاً. وبالتالي، يمكننا التأكيد على أن علاقات البلدين قوية تاريخياً، وهي تكتسب باستمرار مزيداً من الصلابة والانتاج في مجالات التعاون الثنائي، وفي حقل التفاهم المشترك وتطويره اجتماعياً وتعليمياً، وتعظيم عديد المواطنين الزائرين إلى البلدين والعاملين فيهما، وهو ما يطوِّر التفاهم المشترك على صعيد شعبي واسع، وبالتالي، وهذا ما يشجعنا على البحث عن مزيدٍ من المشاريع المشتركة لتطبيقها في فضاء الأُمتين العربية والصينية.
في العام الماضي 2022م، غدت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن من حيث تصدير السلع للأُردنيين، وتجاوز حجم التجارة الثنائية 4.4 مليار دولار أميركي في عام 2021، أي بزيادة أكثر من 200 مرة مقارنة بما كان عليه في بداية إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وحافظ الاستثمار الثنائي على التطور والنمو، إذ إزداد حجم الاستثمار الأُردني المباشر في الصين عام 2021 سبع مرات مقارنة بالعام 2020م، وقد أفضى ذلك للفت الانتباه لأصحاب الأموال في الدولتين لضرورة توظيف استثماراتهم الصينية – الأُردنية بشكل أشمل مِن ذي قبل على الأرض الأُردنية وعلى تراب الصين.
وليس ختاماً عن العلاقات الواسعة بين الأُردن والصين، والتي تحتاج إلى مجلدات للحديث عنها، نأمل، بل ونطالب بمزيد من العلاقات الشعبية بين شعبي الدولتين الصديقتين، وتعظيم متواصل للتبادلات بينهما في القضايا ذات الصِلة، كما ونتطلع بشغف إلى تباحث الحكومتين في مسألة التعاون لتأسيس “المركز الثقافي الصيني” في عمّان، ومركز ثقافي أردني في بكين، ومتاجر صينية في مدن الأردن، ما مِن شأنه تطوير العلاقات الشعبية والتجارية وتواصل ازدهارها بين الجانبين وبين الناطقين باللغتين العربية والصينية، ما يؤدي إلى تعميق التفاهم المتبادل في كل المناحي. وللحديث بقية.
…انتهى.

زر الذهاب إلى الأعلى