السلطات الصينية تكثف جهود إعادة الإعمار بعد الفيضانات في المناطق الشمالية
تكثف السلطات المحلية للصين جهود الإغاثة في المناطق الشمالية المتضررة من الفيضانات، بما فيها توزيع أموال الإغاثة وتنفيذ تدابير الوقاية من الوباء، للقيام بأعمال إعادة الإعمار بعد الكارثة واستعادة الحياة اليومية والإنتاج الطبيعي.
اتخذت أحياء منتوقو وفانغشان ببكين، أكثر المناطق تضررا في العاصمة الصينية من جراء السيول والفيضانات الغزيرة الأخيرة، إجراءات عديدة لإعادة الإعمار بعد الكارثة.
وفي حي منتوقو، تم إطلاق عمليات لتنظيف الأنهار الشاملة على طول نهر يونغدينغ، أحد مصبات الأنهار الثلاثة التي تضررت من الفيضانات الكبيرة لنهر هايخه. وحتى الآن، تم تنظيف نحو 260 كيلومترا من إجمالي 658 كيلومترا من 66 ممرا مائيا رئيسيا في الحي بنجاح. وستبدأ السلطات الآن في تنمية خطط تستند إلى العلوم لإصلاح الأنهار.
وفي حي فانغشان، يتم اتخاذ تدابير للتعامل مع الأضرار الجسيمة التي لحقت بنحو 6670 هكتارا من الأراضي الزراعية وأكثر من 1330 هكتارا من محاصيل الخضر. وتشمل هذه الجهود تنفيذ مبادرات استبدال المحاصيل والزراعة التكميلية لاستعادة الإنتاجية الزراعية.
وقالت وانغ تشي، نائبة عمدة بلدة دوديان بالحي “قمنا بتوفير بذور مناسبة للإغاثة من الكوارث مثل الملفوف الصيني والفجل إلى مناطق زراعية مختلفة، مما سهل تعافيها خلال الموسم الزراعي وتمكينها من استئناف الإنتاج. وقمنا بتوزيع أموال الإغاثة اللازمة والإعانات المختلفة لمساعدة المزارعين المتضررين”.
عادت آخر مجموعة من السكان الذين تم إجلاؤهم من المناطق المعرضة للفيضانات لنهر يونغدينغ في حي ووتشينغ بمدينة تيانجين بشمالي الصين، إلى منازلهم من مأوى مؤقت يوم الخميس. ومع عودتهم بأمان، عاد جميع الأفراد الذين يزيد عددهم عن 30 ألف شخص الذين تم نقلهم سابقا من المناطق المعرضة للفيضانات إلى منازلهم بنجاح.
ومع انحسار منسوب المياه في نهر داتشينغ، تقوم بلدة محلية بتنفيذ إجراءات حاسمة للوقاية من الأوبئة والتطهير في المناطق الرئيسية.
وتأثرت مشاريع إمدادات المياه الريفية في 126 موقعا عبر المدن في مقاطعة لياونينغ بشمال شرقي الصين بسبب الأمطار الغزيرة الأخيرة. وتبذل سلطات المياه المحلية جهودا مضنية لإصلاح وإعادة بناء مرافق إمدادات المياه التي تضررت من جراء الأمطار. ويكثفون عمليات اختبار جودة المياه وتطهيرها لضمان سلامة وموثوقية إمدادات المياه.
ونسقت لجنة الصحة الوطنية مؤخرا فرق الخبراء لزيارة المناطق المتضررة من الكوارث، بما فيها مدينتا بكين وتيانجين ومقاطعتا خبي وهيلونغجيانغ. وتوفر هذه الفرق التوجيه والدعم القيمين في تنفيذ تدابير الصحة العامة والوقاية من الأوبئة في فترة ما بعد الكارثة. وتغطي جهودهم جوانب مختلفة، بما فيها مكافحة الأمراض المعدية وتعقيم البيئة وضمان مياه الشرب الآمنة.
وأعلن بنك الشعب الصيني، البنك المركزي للصين، عن زيادة كبيرة في حصة إعادة الإقراض بمقدار 35 مليار يوان (4.81 مليار دولار أمريكي). وتم تصميم هذا الإجراء الاستباقي خصيصا لتوفير دعم ائتماني محسن لكيانات الأعمال في المناطق المتضررة من الكوارث، مع التركيز بشكل خاص على الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر والشركات الزراعية والمزارعين.
ووجهت وزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية والإدارة الوطنية للنهضة الريفية السلطات المحلية لإجراء تقييمات شاملة للأسر المتضررة من الكوارث. ومن الضروري تحديد العائلات المعرضة لخطر الانتكاس إلى الفقر بسبب الكارثة على الفور وإدراجها في نظام المراقبة لمنع مثل هذه الظروف.
وسيتم اتخاذ تدابير داعمة لضمان المساعدة الفعالة في الوقت المناسب والتخفيف من أي مخاطر محتملة.
وتتخذ لجنة الإشراف على الأصول المملوكة للدولة وإدارتها التابعة لمجلس الدولة الصيني تدابير إضافية لتسخير قوة الشركات المركزية لتعزيز جهود التعافي من الكوارث. وتشارك هذه الشركات في مبادرات إعادة الإعمار بعد الكارثة مع ضمان التوريد والتسعير المستقر للسلع اليومية الأساسية.