الدول العربية تضخ حياة جديدة في دول بريكس

اجنادين نيوز  / ANN

بقلم الإعلامي الصيني باي يوي

ستعقد قمة الـ15 لمجموعة “بريكس” في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس الجاري. يذكر أن الموضوعين المتمثلين في توسع أعضاءها و إطلاق عملة موحدة لاستخدامها في التسوية التجارية اللذين جذبا الكثير من الاهتمام ستتم مناقشتهما خلال القمة.
عدة دول عربية تترقب انعقاد قمة بريكس التي تستضيفها جنوب إفريقيا، لبحث طلبات انضمامها إلى المجموعة التي تسعى لكسر هيمنة الغرب. وقدمت كل من الجزائر ومصر والسعودية والإمارات بالإضافة إلى البحرين والكويت وفلسطين، طلبات رسمية للانضمام إلى بريكس، من بين 23 دولة قامت بالخطوة نفسها، وفق ما أعلنته جنوب إفريقيا.

يضم هذه المجموعة 5 دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وكلمة “بريكس” (BRICS) بالإنجليزية عبارة عن اختصار يضم الحروف الأولى لأسماء هذه الدول. تشكّل دول مجموعة بريكس مجتمعة نحو %26 من مساحة العالم، ويعيش فيها أكثر من %42 من سكان الكرة الأرضية، حيث تضم أكبر 5 دول مساحة في العالم وأكثرها كثافة سكانية.

‎رمت الجزائر بثقلها من أجل الانضمام إلى بريكس، من خلال زيارة رئيسها عبد المجيد تبون، إلى الصين باعتبارها الدولة المركزية في المجموعة، وضمنت دعمها رسميا. كما طلبت الانضمام إلى بنك التنمية الجديد، التابع لبريكس، عبر المساهمة بمبلغ مليار ونصف مليار دولار. وأن الناتج الداخلي الخام للبلاد بلغ 225 مليار دولار، أي أنه تجاوز سقف 200 مليار دولار، الذي وضعه في السابق هدفا لدخول بريكس. وما يعزز الملف الجزائري أهمية البلاد الجيواستراتيجية كونها بلدا متوسطيا وبوابة نحو إفريقيا، وأنها أكبر الدول إفريقيا من حيث المساحة وصادرات الغاز، وعضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن (2024 ـ 2025).

إن مصر قدمت طلبا رسميا للانضمام إلى المجموعة. وهذا الطلب كان متوقعا بعد انضمام مصر رسميا إلى بنك التنمية الجديد التابع لبريكس. وأرجع الطلب المصري إلى أن إحدى المبادرات التي تشارك فيها بريكس حاليا هي تحويل التجارة إلى عملات بديلة قدر الإمكان سواء كانت وطنية أو إنشاء عملة مشتركة، ومصر مهتمة بهذا الأمر. وتملك مصر عدة نقاط قوة، إذ تحتل موقعا جيواستراتيجيا، ومنفتحة على البحرين الأبيض والأحمر، وتربط بينهما قناة السويس المهمة للتجارة العالمية، ولديها سوق واسع يضم أكثر من 100 مليون مستهلك، وتحتضن القاهرة مقر الجامعة العربية.

‎شارك وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، في اجتماع أصدقاء دول بريكس الأخير في كيب تاون، ما يؤكد رغبة الرياض في الانضمام إلى المجموعة، وقبلها انضمامها لمنظمة شانغهاي بصفة “شريك حوار”. وإن انضمام السعودية إلى بريكس سيعزز القوة المالية والاقتصادية للمجموعة ، بعد أن وصلت مساهمة بريكس إلى 31.5% من الاقتصاد العالمي، مقابل 30.7% لمجموعة السبعة الكبار بزعامة الولايات المتحدة، وفق أرقام تداولتها وسائل إعلام.

على غرار السعودية تسعى الإمارات العربية المتحدة للانضمام إلى بريكس، كما أن الإمارات من أوائل المساهمين، من خارج دول بريكس، في بنك التنمية الجديد، الذي يسعى لمنافسة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، في تمويل المشاريع التنموية. وتمتلك الإمارات عدة مؤهلات، أبرزها احتياطياتها الضخمة من النفط، إذ تحتل المرتبة الخامسة بين الدول المصدرة للنفط (أوبك)، والسابعة عالميا، كما أصبح لها حضور دبلوماسي وأمني في أكثر من منطقة خاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى تنظيمها إكسبو دبي 2022 العالمي، واستعدادها لتنظيم COP28، واستقطابها للمكاتب الإقليمية لكبرى الشركات العالمية.

وكل من الجزائر ومصر والسعودية والإمارات، مرشحة لتكون دولا رائدة في إنتاج وتصدير الطاقات النظيفة خلال العقود القليلة المقبلة، مثل الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، والتي من المتوقع أن تنافس الوقود الأحفوري. ستخلق الدول المذكورة أعلاه التي ستنضم إلى بريكس فرصا اقتصادية جديدة وتحقق التنويع الاقتصادي.

لماذا تريد المزيد من الدول الانضمام إلى مجموعة بريكس؟

أولا: بصفتها منصة مهمة للتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية، تلتزم بريكس بالتمسك بالتعددية وإصلاح نظام الحوكمة العالمية، وزيادة تمثيل الأسواق الناشئة والدول النامية وصوتها بشكل أكبر. لقد أصبحت الكتلة قوة إيجابية ومستقرة وبناءة في الشؤون الدولية. وفي المقابل، تعطي بريكس الأولوية لمساعدة الدول في النهوض باستثماراتها وتجاراتها من دون فرض أي شروط مسبقة.

الثانية: تهدف دول البريكس إلى بناء نظام نقدي ومالي أكثر استجابة للسيولة، بدأ قادة دول بريكس، خلال القمة التي عقدت في روسيا عام 2015، مشاورات لنظام دفع متعدد الأطراف، يكون بديلا لنظام الاتصالات المالية بين البنوك العالمية “سويفت” (SWIFT)، من شأنه أن يوفر قدرا أكبر من الضمان والاستقلالية لدول مجموعة بريكس. إضافة إلى ذلك، تسعى دول مجموعة بريكس إلى إطلاق عملة موحدة بينها تنهي بها هيمنة الدولار الأميركي على الاقتصاد العالمي.

الثالث:أن دول البريكس منفتحة دائما على التوسع.قد قدمت الصين صيغة (بريكس بلس) خلال قمة بريكس التي عقدت في مدينة شيامن الصينية في العام 2017 وكان الهدف من ذلك هو التأكيد على أن المجموعة منفتحة وترحب بالدول التي تريد الانضمام إليها ويهدف إلى بناء منصة للوحدة والتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية. وخلال الاجتماع الرابع عشر لقادة بريكس العام الماضي، اتفق قادة الدول الخمس على الارتقاء بتعاون “بريكس بلس” نحو مستويات أعلى ومجالات أوسع، والعمل بنشاط على توسيع عضوية بريكس. في الوقت الحالي، يتزايد عدد الدول التي طلبت للانضمام إلى مجموعة بريكس إلى أكثر من 20 دولة.

منذ إنشاء آلية تعاون بريكس، تم تعزيز أساس التعاون على وجه السرعة، وتوسع نطاقه تدريجيا. لقد تجاوز تأثير تعاون بريكس حكم الدول الخمس، وأصبح قوة بناءة لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي، وتحسين الحوكمة العالمية، وتعزيز العلاقات الديمقراطية الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى