إرتفاع لافت للتبادل التجاري بين الصين والقارة الإفريقية
اجنادين نيوز / ANN
أعَدَّ هذه المادة، التالية اسماؤهم:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: متخرجة من جامعتين أولها روسية في مدينة لينينغراد؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة جامعياً بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، وتحمل أوسمة رفيعة من دول صديقة وحليفة.
ـ الأكاديمي مروان موسى سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ورئيس عدة منظمات دولية وروسية، ويحمل أوسمة من دول صديقة وحليفة.
تعُتبر العلاقات الاقتصادية التي تربط ما بين إفريقيا والصين الجزء من الكل في العلاقات الصينية – العالمية الشاملة عبر الدهور معظم بلدان المَعمورة، مذ كانت الصين قبل مئات السنين دولة إمبرطورية، وإلى الصين الاشتراكية اليوم والتي غدت الأكثر عَظَمَة، ويُلاَحَظ في العصر الراهن أن الصين تزيد باستمرار من انتاجها السلعي، وبالتالي تعميق علاقاتها الدولية، ومكانتها السياسية والاقتصادية والفكرية، ولذا ها هي تنجح في روابطها مع دول شتى القارات، وبخاصة إفريقيا الساعية بلدانها جماعةً صوب تطوير بُنيانها التحتي، وتكثير صناعاتها تلاقياً منها مع الطلب العالمي على منتجاتها الضخمة، إذ إن المشاريع الصينية واسعة النطاق، لذا نرى بكين تمد مختلف البلدان بما تحتاج إليه من قروض مُيَسَّرة، ضمنها دول إفريقيا، الغنية بمختلف الموارد الطبيعية.
ولهذا، ولغيرها من الأسباب التي تربط الصين بدول إفريقيا والعالم، لفتت جمهورية الصين الشعبية أنظار الشعوب برمتها بما يخص علاقات الصداقة الحميمة التي تعمل على التميز بها، وبالفعل ها هي قد نجحت كثيراً في هذا المضمار، فربطت تحالفات ثابتة مع إفريقيا قارةً ودولاً، سابقاً، وراهناً ومستقبلاً، وهو مَا مِن شأنه في جوهر الأمر تعظيم الصِلات الصينية – الإفريقية بتسارع، أضف إلى ذلك تجذير واحترام التفاهم المشترك بين الجانبين، والتبادل السلعي بالإتجاهين، والذي هو في صالح شعبي البلدين مئة بالمئة، كونه جاذب جداً لمختلف فئات السكان في القارة السمراء، بينما السلع “الأوروغربية” والأمريكية يَصعب شراؤها لأسباب عديدة، منها على سبيل المِثال لا الحصر، ارتفاع أسعارها التي لا تتناسب أبداً مع المداخيل الشهرية للعَمَالَة المحلية، وأوضاع السكان المالية والشرائية، وتزايد فئة الموظفين أصحاب الرواتب المتدنية عموماً والضعيفة الثابتة منها، وغيرهم من الموظفين من شرائح سكان الدول النامية والفقيرة، وتلك الصغيرة حجماً وإمكانيات، إذ إنها تتعرض لضغوطات خارجية “متواصلة”، يُراد منها غربياً أن تتراجع، بل وأن تتوقف عن علاقاتها وتنسيقاتها مع بكين، ولأجل ابتعاد الصين، كما يحلمون، عن أشكال الترابطات المُنتجة وذات المنفعة بالاتجاهين للصين ولتلكم الدول التي تُدرك بأن ارتكازها على الصين إنَّمَا هو في صالح ثبات تبادل المصالح معها والتي تَعني تبني صداقة دهرية حقيقية بين المجتمعين الصيني والعربي، بينما على العكس تماماً تجري علاقات الغرب الجماعي مع تلك الدول الصغيرة بالعصا دون الجزرة في غالبية الأحيان، بغية فرض إرادة الدول الكبيرة على الصغيرة والضعيفة، عِلماً أن عواصم الغرب لم ولا تبني لمختلف الأقطار أية منشأت وطنية إستراتيجية بالمجان.
وفي الترابطات بين الصين والدول السمراء الصديقة لها، نقرأ بإعجاب عن نمو حجم التبادل التجاري بين الصين وقارة إفريقيا بنسبة 7.4% على أساس سنوي، خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري 2023م. ولهذا الأمر معنى عميق في التعاون المتبادل النفع بين قارة إفريقيا والصين الآسيوية. وفي هذا المضمار، أكدت “الهيئة العامة للجمارك الصينية”، وفقاً لِمَا أظهرته بيانات من الهيئة في بيان لها مؤخراً، أن التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا بلغ 1.14 تريليون يوان (160 مليار دولار) خلال الفترة المذكورة أعلاه، وحافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري لإفريقيا على مدى العقد الماضي، تبعاً لبيانات الجمارك ومنظمة التجارة العالمية، بينما بلغ إجمالي التجارة الثنائية 1.87 تريليون يوان (263.3 مليار دولار) في عام 2022، أي بزيادة قدرها 14.8 بالمئة على أساس سنوي.
والجدير بالذِكر، أن الرئيس الصيني الرفيق والأخ شي جين بينغ، كان وصل إلى جوهانسبرغ لحضور قمة منظمة “بريكس” الأممية، التي عُقِدَت بين 22 – 24 أغسطس/ آب الجاري. واستناداً لوكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”، تدعم الصين بقوة تامة التكامل الإفريقي الشامل، وتساند “الاتحاد الإفريقي” في تحقيق تقدُّم يكون ملحوظاً في الانضمام إلى مجموعة العشرين.
وأكد الرئيس شي أثناء إلقاء كلمته في القمة الـ15 لبريكس، إن دول بريكس تختار مساراتها التنموية بشكل مستقل، وتدافِع بشكل مشترك عن حقها في التنمية، وتسير جنباً إلى جنب نحو التحديث، الأمر الذي يمثل اتجاه تقدم المجتمع البشري، وسيؤثر بشكل عميق على عملية التنمية في العالم، وبأن بريكس قوة مهمة في تشكيل المشهد الدولي. وزاد الرفيق شي إن سجل إنجازات بريكس يُظهِر أن أعضاء هذه المجموعة لطالما تصرفوا وفقاً لروح بريكس المتمثلة في الانفتاح والشمول والتعاون المُربح للجميع، وارتقوا بتعاون بريكس نحو آفاق جديدة لدعم التنمية لدى الدول الخمس الأعضاء، كما أشار إلى إن دول بريكس تتمسك بالنزاهة والعدالة في الشؤون الدولية، وتدافِع عَّمَا هو صحيح فيما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية الكبرى، وتعزِّز صوت وتأثير الأسواق الناشئة والدول النامية، ولأن بريكس تؤيد وتمارس على نحو دائم سياسات خارجية مستقلة، مضيفاً أنها تعالج دائماً القضايا الدولية الكبرى على أساس السمات الخاصة بكل قضية، وتُدلي بتصريحات، وتتخذ إجراءات على أساس النزاهة، إذ إنها كما قال الرفيق شي، أن دول بريكس لا تقايض المبادئ، ولا تستسلم للضغوط الخارجية، ولا تتصرف كأتباع لآخرين، مؤكداً أنها تشترك في توافق واسع النطاق وأهداف مشتركة.
ـ ـ – ونلفت تالياً نظر القراء الأعزاء إلى الكلمة التي ألقاها الرفيق شي جين بينغ في قمة بريكس:
ـ الكلمة مُقتبسة من موقع انترنت لتلفزيون ((سي جي تي إن)) الصيني الناطق بالعربية.
ولفت الرفيق شي إلى أنه بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فلن يطرأ أي تغيير على التزام بريكس بالتعاون منذ البداية، كما أن طموحها المشترك لن يتغير.
وأشار شي أيضا إلى أن دول بريكس تجتمع في وقت حاسم للبناء على إنجازاتها السابقة ولفتح مستقبل جديد لتعاون بريكس، داعيا جميع الأعضاء إلى السير في اتجاه العصر والبقاء في المقدمة.
وقال إنه ينبغي على أعضاء بريكس أن يضعوا في اعتبارهم دائما هدفهم التأسيسي المتمثل في تعزيز أنفسهم من خلال الوحدة، وأن يعززوا التعاون في جميع المجالات، وأن يبنوا شراكة عالية الجودة.
وأضاف شي أنه يتعين على جميع دول بريكس المساعدة في إصلاح الحوكمة العالمية لجعلها أكثر عدلاً وإنصافا وجلب المزيد من اليقين والاستقرار والطاقة الإيجابية للعالم.
ودعا شي إلى بذل جهود لتعميق التعاون التجاري والمالي بين دول بريكس لتعزيز النمو الاقتصادي.
وقال شي إن التعافي الاقتصادي العالمي لا يزال هشا، وإن التحديات التي تواجهها الدول النامية باتت أكبر، ما يعيق جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف أن “التنمية حق ثابت لجميع الدول وليست امتيازا محفوظا لعدد قليل منها”.
ودعا شي دول بريكس إلى أن تكون أقرانا لبعضها البعض على طريق التنمية والنهوض، وأن تعارض أعمال “فك الارتباط” وتعطيل سلاسل الإمداد والقسر الاقتصادي.
وأكد أنه يتعين على دول بريكس التركيز على التعاون العملي، خاصة في مجالات مثل الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء وسلسلة الإمداد، وتعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية والمالية.
وأضاف أن الصين ستنشئ مجمعا حاضنا للعلوم والابتكار بين الصين وبريكس في العصر الجديد لدعم نشر نتائج الابتكار.
ودعا دول بريكس إلى توسيع التعاون السياسي والأمني لدعم السلام والهدوء.
وقال إن “عقلية الحرب الباردة لا تزال تطارد عالمنا، والوضع الجيوسياسي في توتر”.
وقال إنه يتعين على دول بريكس أن تلتزم باتجاه التنمية السلمية، وأن تعزز الشراكة الاستراتيجية لبريكس، مضيفاً أنه يتعين على الأعضاء الاستفادة من اجتماع وزراء خارجية بريكس واجتماع الممثلين السامين المعنيين بالأمن الوطني والآليات الأخرى، ودعم كل منهم الآخر بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية الخاصة، وتعزيز التنسيق بشأن القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية.
وأوضح “نحن بحاجة إلى بذل المساعي الحميدة بشأن القضايا الساخنة، بحيث ندفع من أجل التسوية السياسية ونخفض درجة الحرارة”.
وفي معرض إشارته إلى أن الذكاء الاصطناعي هو مجال جديد للتنمية يجلب أرباحا تنموية ضخمة ويحتوي أيضا على مخاطر وتحديات، قال شي إن بلدان بريكس وافقت على إطلاق مجموعة دراسة بشأن الذكاء الاصطناعي في وقت مبكر.
وقال “نحن بحاجة إلى تمكين مجموعة الدراسة من لعب دورها الكامل، ومواصلة توسيع التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز تبادل المعلومات والتعاون التكنولوجي”.
وأضاف أنه يجب على أعضاء بريكس العمل بشكل مشترك على درء المخاطر وتعزيز إنشاء آلية دولية للمشاركة العالمية وتطوير أطر ومعايير حوكمة الذكاء الاصطناعي بتوافق واسع النطاق، من أجل جعل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أكثر أمانا وموثوقية وإنصافا وقابلية للتحكم بشكل مستمر.
وفي كلمته أيضا، قال شي إن تاريخ البشرية لن ينتهي عند حضارة بعينها أو نظام بعينه.
وقال “هناك العديد من الحضارات ومسارات التنمية في العالم، وهذا هو ما ينبغي أن يكون عليه العالم”.
وأضاف “علينا زيادة التبادلات الشعبية وتعزيز التعلم المتبادل بين الحضارات”.
وقال الزعيم الصيني إن دول بريكس بحاجة إلى دعم روح الشمول، والدعوة إلى التعايش السلمي والتناغم بين الحضارات، وتعزيز احترام جميع الدول في اختيار مسارات التحديث الخاصة بها بشكل مستقل.
“نحن بحاجة إلى الاستفادة من الآليات مثل ندوة بريكس بشأن الحوكمة، ومنتدى بريكس بشأن التبادلات الشعبية والثقافية، ومسابقة الابتكار للمرأة، لتعميق التبادلات الشعبية وتعزيز الروابط بين شعوبنا”، وفقا لما قال.
وقال شي أيضا إن الصين ترغب في أن تقترح على دول بريكس توسيع التعاون في مجال التعليم، وتعزيز دور تحالف بريكس للتعليم المهني، واستكشاف وإنشاء آلية تعاون بشأن التعليم الرقمي، وتدعيم نموذج للتعاون الشامل بشأن التعليم.
بالإضافة إلى ذلك، حث أيضا دول بريكس على تعزيز التبادلات بشأن الثقافات التقليدية وتعزيز تجديد الثقافات التقليدية الممتازة.
وحث شي دول بريكس على التمسك بالنزاهة والعدالة وتحسين الحوكمة العالمية.
وقال إن تعزيز الحوكمة العالمية هو الخيار الصحيح إذا كان المجتمع الدولي يعتزم مشاركة فرص التنمية والتصدي للتحديات العالمية.
وأوضح أنه يتعين على جميع الدول كتابة الأعراف الدولية والتمسك بها وفقا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بدلا من أن تمليها تلك الدول التي تتمتع بأقوى العضلات وأعلى الأصوات.
وقال أيضا إن التكتل لتشكيل مجموعات حصرية وإظهار القواعد الخاصة بها على أنها الأعراف الدولية أمر غير مقبول.
وقال إنه يتعين على دول بريكس ممارسة التعددية الحقيقية والتمسك بالنظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة ودعم وتعزيز النظام التجاري متعدد الأطراف وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية ورفض محاولة خلق دوائر صغيرة أو تكتلات حصرية.
وأضاف “نحن بحاجة إلى الاستفادة الكاملة من دور بنك التنمية الجديد، ودفع إصلاح الأنظمة المالية والنقدية الدولية، وزيادة تمثيل وصوت البلدان النامية”.
وفي كلمته أمام القمة، أعرب رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا عن مخاوفه من الاستخدام المتزايد للأنظمة المالية وأنظمة الدفع على الصعيد العالمي كأدوات للمنافسة الجيوسياسية.
وقال أيضا إن الحقائق الجديدة تدعو إلى إصلاح أساسي لمؤسسات الحوكمة العالمية حتى تكون أكثر تمثيلا وأكثر قدرة على الاستجابة للتحديات.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال القمة في كلمة افتراضية إن مجموعة بريكس تدعم ظهور نظام عالمي متعدد الأقطاب، وتعارض المحاولات من جانب بعض الدول لتأكيد هيمنتها.
ونقل الكرملين عن بوتين قوله في القمة “إننا جميعا نؤيد بالإجماع تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب يكون عادلا حقا ويستند إلى القانون الدولي”.
وقال بوتين “نحن ضد أي نوع من أنواع الهيمنة والحصرية التي تروج لها بعض الدول”.
وأشار إلى أن مجموعة بريكس تعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي في مجالات مثل تنويع سلسلة الإمداد وإزالة الدولرة والتحول إلى العملات الوطنية في التسويات المتبادلة.
وشدَّد بوتين على أهمية تعزيز التعاون في مجالات أخرى مثل الابتكار وإنشاء طرق نقل آمنة.
وقال إن المسار الاستراتيجي الموجه نحو المستقبل لبريكس يلبي تطلعات الأغلبية العالمية، مضيفا أن مجموعة بريكس تعالج بعض القضايا الأكثر إلحاحا على الأجندة العالمية والإقليمية.