قوة “بريكس” التي تشكل المشهد الدولي تلبي تطلعات العالم
اختتمت قمة بريكس التي جذبت أنظار العالم وسلطت أضواء عليها مختلف وسائل الإعلام في أنحاء العالم، باعتبارها أول قمة اجتمع فيها قادة الاقتصادات الناشئة الرئيسية وجها لوجه بعد تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، ونطقة انطلاق جديدة للتعاون عالي المستوى بين دول مجموعة بريكس. ويرى الرئيس الصيني شي جين بينغ أنه مهما كانت العراقيل التي ستواجهها دول مجموعة بريكس، ستتطور هذه القوة الإيجابية والمستقرة والفاعلة للخير تطورا مزدهرا.
وأوضح استطلاع الرأي العالمي الذي أجرته شبكة تلفزيون الصين الدولية (CGTN) التابعة لمجموعة الصين للإعلام أن أكثر من 80% من المستطلعين يتطلعون إلى تقديم آلية تعاون دول بريكس مساهمة بارزة في تشكيل النظام الدولي جديد النمط، كما يتطلع أكثر من 90% منهم إلى ضخ هذه الآلية قوة دافعة كبيرة للاقتصاد العالمي الذي يتعرض لصعوبات في طريق الانتعاش.
التعاون
يمر العالم الآن بمرحلة جديدة مليئة بالاضطراب والتغيير، ويواجه تعديلات وانقسامات وإعادة تشكيل كبيرة، حيث أصبح السعي للتنمية والتعاون تطلعا مشتركا من قبل دول الأسواق الناشئة والدول النامية. وأكد الرئيس شي جين بينغ أن دول بريكس تشترك في توافق واسع النطاق وأهداف مشتركة. وبغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فلن يطرأ أي تغيير على التزام بريكس بالتعاون منذ البداية، كما أن طموحها المشترك لن يتغير. وبفضل التمسك بروح بريكس المتمثل في الانفتاح والشمول والتعاون المربح للجميع، حقق التعاون بين دول المجموعة إنجازات مثمرة.
وخلال السنوات العشرين الماضية، وصلت نسبة المساهمة التي قدمتها دول الأسواق الناشئة والدول النامية لنمو الاقتصاد العالمي إلى 80%. وفي السنوات الأربعين المنصرمة، ارتفعت حصتها العالمية من حيث إجمالي الناتج المحلي من 24% إلى أكثر من 40%. ومن خلال تطورها في العقد الماضي، تعمق وتطور نمط التعاون بين دول بريكس بشكل مستمر، وقد أصبح نموذجا لدول الأسواق الناشئة والدول النامية لإجراء التعاون بين بلدان الجنوب وتحقيق التطور المشترك اعتمادا على ذاتها. وفي الاستطلاع، أعرب 93.7% من المستطلعين عن تقديرهم العالي لروح بريكس، متطلعين إلى مواصلة آلية تعاون بريكس في رفع صوت دول الأسواق الناشئة والدول النامية وقوة تأثيراتها على نطاق العالم، كما يرى 84.7% من المستطلعين في العالم أنه في ظل تعرض العولمة للتحديات، يجب على مختلف الدول أن تتمسك بالتعاون متعدد الأطراف بعزيمة أقوى وتحفظ يدا بيد حفظا مشتركا لتنمية الاقتصاد العالمي.
توسيع عضوية المجموعة
بعد مرور 12 عامًا، توسعت آلية التعاون لمجموعة بريكس مرة أخرى، حيث دعت الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للانضمام إليها .
إن التنمية حق غير قابل للنزع لجميع الدول، وليست امتيازًا محفوظًا للقليل. إن بيئة المنافسة العالمية الأكثر عدالة والمطالب المشروعة للتنمية التي لا يمكن تجاهلها هي أبسط الرغبات وأكثرها إلحاحاً للاقتصادات الناشئة والدول النامية. إن الناس “يصوتون بأقدامهم” لصالح بريكس من أجل رفع مستوى معيشتهم.
ويعد هذا “التوسيع” توافقا مهما توصلت إليه دول بريكس الخمس. ولقد أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن توسيع عضوية البريكس أمر تاريخي، ويجسد تصميم دول بريكس على التضامن والتعاون مع الدول النامية، ويلبي تطلعات المجتمع الدولي، ويتوافق مع المصالح المشتركة لدول الأسواق الناشئة والدول النامية. في الاستطلاع، يعتقد 94.6% من المشاركين العالميين أن توسيع عضوية بريكس أظهر بشكل كامل إن شموليتها ومرونتها وواقعيتها كآلية تعاون متعددة الأطراف ستعزز تحقيق تعددية أطراف حقيقية. ودعا 81.6% من المشاركين جميع الدول إلى التكاتف لخلق بيئة إنمائية عالمية مفتوحة وعادلة، حتى تتمكن المزيد من الاقتصادات الناشئة والدول النامية من تقاسم فوائد التنمية.
النظام
“إن دول بريكس تعالج دائما القضايا الدولية الكبرى على أساس السمات الخاصة بكل قضية، وتدلي بتصريحات وتتخذ إجراءات على أساس النزاهة، ولا تقايض المبادئ أو تستسلم للضغوط الخارجية أو تتصرف كأتباع لآخرين.” هذا هو مبادئ دول بريكس للاستقلال والتمسك بزمام المبادرة، و لقد وصف الرئيس شي دول بريكس بأنها “قوة مهمة في تشكيل المشهد الدولي”.
إن مواجهة التحديات العالمية تتطلب تعزيز الحوكمة العالمية، وفرضية الحوكمة العالمية هي الالتزام بالقواعد الدولية ونظام حوكمة عالمي أكثر تمثيلا وأكثر عدالة. وأوضح الرئيس شي أنه يتعين على جميع الدول كتابة الأعراف الدولية والتمسك بها وفقا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بدلا من أن تمليها تلك الدول التي تتمتع بأقوى العضلات وأعلى الأصوات.
في هذا الصدد، وافق 80.8% من المشاركين العالميين بشدة على دعوة جميع الدول إلى الالتزام بالمعاملة المتساوية والمنفعة المتبادلة والمعارضة المشتركة للهيمنة وسياسات القوة والعقوبات التعسفية على الدول الأخرى؛ ويعتقد 77.7% من المشاركين أن عقلية الحرب الباردة وسياسات القوة تهدد الأمن العالمي وتعد تحديًا خطيرا للسلام العالمي؛ ويتطلع 82.9% من المشاركين بشكل كبير أن تؤدي آلية تعاون بريكس دورًا أكبر في بناء النظام الدولي جديد النمط وجعل إصلاح الحوكمة العالمية أكثر عدلا وإنصافا وضخ المزيد من قوة اليقين والاستقرار والطاقة الإيجابية في العالم.
تأتي البيانات المذكورة أعلاه من استطلاعين عالميين أجرتهما شبكة CGTN، حيث شارك في التصويت أكثر من 50 ألف شخص الذين عبروا عن آرائهم.