الإسلام والمسلمون في الصِّين … عرض سريع

اجنادين نيوز / ANN

ـ أعد هذه المقالة للنشر التالية أسماؤُهم:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: مُتخرِّجة من جامعتين، أولها روسية في مدينة لينينغراد (سانت بطرسبورغ حالياً)؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، ومساعِدة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وتحمل أوسمة عالية، وشهادات تقدير رفيعة من دول صديقة وحليفة.

ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ومؤسس ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ و “رابطة أنصار ـ روسيا بوتين”؛ ورئيس منظمات دولية أخرى، ويحمل أوسمة وميداليات وشهادات تقدير من دول صديقة وحليفة.

يُعتَبَر الإسلام “مجتمعاً واسعاً” بمعنى الكثرة عَدَدِّياً في دولة كاثاي (الصين)، ذلك أن المسلمين في مختلف البِقاع الصينية من شرق هذه البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، تميزوا عبر الحقب الزمنية بمجتمع متضامن، وهادىء القسمات، ومخلص في اجتراح الأعمال الإيجابية والتطويرية لقيادتهم السياسية وَ وَطَنهم الصيني، وقد رَسَخَ ذلك – كما نلمس واقعياً – على شتى المدارات، وفي جميع أجيالهم الكثيرة المتلاحقة، فهم في الواقع مواطنون برعوا وامْتَازُوا بالعراقة التاريخية والالتصاق بالتاريخ الصيني والإخلاص للصين منذ العهود الإمبرطورية، التي ارتبطت بالعرب بطرِقِ التجارة المُستدامة والمصاهرة واختلاط الدم العربي مع الدم الصيني من خلال الزواجات الكثيرة المتلاحقة، والتي دفعت بالعرب والصينيين إلى معرفة بعضهم البعض عن قُرب بصورة أفضل وأعمق، وحماية ومساعدة بعضهم بعضاً، بسبب اختلاط الدم العربي والدم الصيني بسهولة في أجسادهم النقية، من خلال تلكم المصاهرة الكبيرة حقاً، وفي إنجاح سُبُلِ الصداقة الحقيقية – الثابتة ذات النكهة الآسيوية.
نُضيف إلى ذلك، إن التلاقح بين الحضارتين العربية والصينية إنَّما يعود إلى ما قبل الإسلام بكثير من العصور والسنين، وإذ ترسخت هذه الروابط بين المسلمين الصينيين وأتباع الديانات الأُخرى، فقد تألقت بالكثير من الاحترام المتبادل والمحبة، والعمل سوياً في سبيل الوطن الواحد الأحد – الصين الواحدة والمُوَحَّدَة، وهو سلوك إيجابي للغاية، ساد آنذاك في عالمي الصين والعرب، وها هو يسود في عالمينا العربي والصيني في أيامنا هذه في العهد الاشتراكي الصيني أيضاَ.
لذا، نرى بأم أعيينا أن النتاجات الإيجابية بين عالمينا الصيني والعربي تتلاحق بلا توقف، وهي خصال جد إيجابية، إذ كونها تتعاقب بنجاح في العهد الذهبي الراهن الذي يقوده الأخ الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية، الرفيق والأب شي جين بينغ، بكل حِنكة وذكاء، فهو الأب الحاني على جميع أبنائه المنتمين لمختلف القوميات والألسن والأديان التي تتوافر بل إنَّمَا هي تتآخى في جمهورية الصين الشعبية – القُطر والمُجتمع الحانيين على جميع مواطنيهما، وها نحن نرى تَوهّج وافتخار هذه الدولة الصديقة بالمساواة المتساوية التي يتمتع بها جميع مواطنيها في كل الشؤون والفضاءات.
في التاريخ العربي – الصيني المشترك، نقرأ تأكيدات مُثبتة في المصادر التاريخية الصينية، إنَّه كان لدى الصينيين “معرفة قوية بالعرب” قبل بزوغ فجر الإسلام بعدة قرون، حيث يرجع تاريخ العلاقات بين هاتين الحضارتين إلى ما قبل بداية الدعوة للإسلام، إذ هدفت سياسة أسرة هان الصينية (206 ق.م-8م) إلى فتح طُرق تجارية مع الأقاليم الغربية للصين، فيما عُرِفَ أهمها لاحقاً بطريق الحرير.
وَ وِفقاً لِمَا ورد في المجلد رقم (88) بعنوان “المناطق الغربية”، والمقصود بها الأقاليم الغربية للصين قديماً – التي تمثّل حالياً آسيا الوسطى، والهند، وغرب آسيا، وصولاً إلى شبه الجزيرة العربية، وإفريقيا، كما جاء في كِتاب الفترة الزمنية اللاحقة لأسرة هان (206 ق.م-8م) – والمؤرَّخ بعام 91 ق.م، فقد أرسل الإمبراطور وُو (141-87 ق.م، من أسرة هان) المدعو چانغ تشيان (ت 114 ق.م) في بعثتين إلى غرب آسيا؛ الأولى كانت في عام 139 ق.م، والثانية في عام 119 ق.م. حيث زار خلالهما چانج تشيان عديداً من الدول، التي منها: منطقة تركستان الشرقية، والهند، وأفغانستان، وآسيا الوسطى، والعراق، وسورية، وبعد عودته من رحلته، وصف بلاد العـرب لإمبراطور الصين، فقد َذَكَرَ له بشغف التالي: أنها تقع غرب بلاد فارس!
إضافة إلى ذلك، نرى إنه كان للتجار العرب دورٌ مهمٌّ في دفع التواصلات مع الصينيين إلى الأمام من خلال زخم التجارة الكبير بين الصين والعرب، قبل القرن الخامس الميلادي. لذلك، كان العدد الأوسع من الصينيين في عهد أسرة هان على دراية جيدة جداً بالعرب، وبالتالي بدأوا بدراسة اللغة العربية التي جَذَّرت آواصر القربى والتعاون العميق والمحبة في أُطر متبادلة، لتغدو هذه عُروةٌ وُثقى.
وفي ختام هذه المقالة، لاحظنا أن الكثير من المتخصصين والخبراء في شؤون الديانات والصين، ولدى المُكرَّسِين بدراسة الجماعة المُنتمية للديانة الإسلامية في الصين، بأن الإسلام يشغل اليوم مكانة بارزة في المجتمع الصيني، فهذه الديانة تُعد ثالث أكبر ديانة عالمية في الدولة الصينية بعد الديانتين البوذية والمسيحية، حيث يُجزم بعض الخبراء أن عدد المسلمين في الصين، راهناً، يصل إلى 150 مليون مسلم، وآخرون يرون بأن العدد يتراوح ما بين 100 – 120 مليوناً، بينما تُشير مجموعة من المهتمين الصينيين في هذا الأمر، إلى إن الاسلام هو ثالث أكبر ديانة في الصين، ونقرأ في المراجع الوفيرة الغير الصينية، إن إجمالي مجموع عدد المسلمين في البلاد الصينية ما يزال كبيراً قياساً بعدد المُنتمين لبعض الأديان الأُخرى في جمهورية الصين الشعبية الحليفة للعرب والدول العربية، إذ يصل رقم هؤلاء في بلاد هان إلى أكثر بقليل من المليار ونصف المليار مسلم ومسلمة، وهذه علامة جد مهمة، وهي تدفع بالصين والعرب لتعظيم حقيقي ومتلاحق للإرتباطات الثنائية والجماعية ما بين الجانبين.
يتبع

زر الذهاب إلى الأعلى