إغتِصابٌ جَمَاعِي مِن يَهودٍ إسرائِيليين لسَاِئحَةٍ شَابَة بِرْيطَانِيَّة فِيِ دَوِلةِ جَزِيِرة قُبْرُص!

اجنادين نيوز / ANN

ـ إعداد: الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأُردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأُردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ورئيس عدة منظمات روسية ودولية، ويحمل أوسمة وميداليات وشهادات تقدير من رؤساء دول وحكومات صديقة وحليفة.

إنتفض العالم بناسه ودوله ومنظماته الإنسانية والاجتماعية وقادته، أغنيائه وفقرائه، لخبر مؤلم هَزَّ الدنيا بمجموعها، ذلك أن أصحاب الحدث الشنيع الذي نحن بصدده، يتَّسِمون بالوحشية الفالتة مِن عقالها، وانتفاء الأخلاق لديهم، إذ سارعت فِرق الشرطة في جزيرة قبرص، الإثنين الماضي، للقبض على 5 سياح يهود – إسرائيليين، “للاشتباه باغتصابهم سائحة بريطانية”، وفقاً لِمَا جاء في هيئة البث الإسرائيلي، ومختلف وسائل الإعلام والصحافة في الدول الغربية والشرقية على حدٍ سواء.
هذه الفضيحة المدوية، التي أوردتها مختلف وكالات ووسائل الإعلام، ضمنها الغربية والروسية و”محطة فضائية: روسيا اليوم”، هزّت العالم أجمع، ولفتت الأنظار إلى طبيعة الكيان الصهيوني في مجالات عدة، أولها مصفوفة الإخلاق الوضيعة فيه، ووضعها الراهن الذي وصل إلى الدرك الأسفل في هذا الكيان، وفي الكثير من مواطنيه اليهود – المُستعمِرون لفلسطين.
واتصالاً بما حدث قبل أيام بِمَا تقدّم أعلاه، بدأ الغرب الجيوسياسي في البحث عن مُسببات وجذور وأهداف وطبيعة هذا العدوان الغاشم (بكل ما في الكلام من معنى)، على فتاة غربية – سائحة، تسوح في بريطانيا، كانت تعتقد بأنها في دولة الإنجليز تتمتع بالأمن والأمان بين الغربيين أمثالها، إذ إنها لم تتوقع أن الذي يقترف هذه الجريمة الوحشية – البشعة، هم مواطنون إسرائيليو الجنسية والهوية واللغة، وليسوا عرباً كما اعتادت بعض الصحافات الغربية والصهيونية إتهام العرب بارتكاب الجرائم المختلفة، وتشويهها للحقوق العربية والوجود العربي على الكرة الأرضية، فاتهام العرب بكل الجرائم الكونية غدا عادة غربية، وإيهام ناس العالم بأننا نحن العرب متوحشون يتردد في مسعى لإبعاد شبهات التوحش عن الغرب. في الواقع، هذه هي سياسة عميقة هدفها الوصول إلى تسويد أبدي لصفحتنا العربية الناصعة بياضاً في التاريخ، والمُحلاة بلون السلام الذي ننشده دوماً في وطننا الكبير، عالمنا العربي الشاسع، الغني بالمطمورات النفطية والمعدنية والغاز، وبغيرها الكثير من المطمورات الضخمة التي فتحت شهية الغرب لاستعمارنا، إذ للآن ما يزال الغرب يجهد للعودة لاستعمار بلادنا العربية من الماء إلى الماء مباشرة، أو من وراء الستار.
لقد أهلك الغرب ملايين العرب خلال قروناً طويلة، فقتل الغرب منا عدداً هو الأكثر مِمَّا قُتل في الحروب التي شهدتها المعمورة، فوحدها الجزائر فقدت “أكثر من مليون ونصف المليون شهيد”، رحمهم الله في جنانه. لذا، باتت الجزائر تسُمّى “بلد المليون شهيد”.
توجيه الاتهامات البشعة والفورية والمختلفة للعرب، قبل البحث في مُسبِبَاتها، ومَن ذا الذي اقترفها، كان وما زال ساري المفعول في الغرب الجماعي برمته، إذ يُنعت العرب بكل النعوت الكاذبة والمفبركة والمطبوخة في دهاليز منظمات غربية سرية لتسويد السمعة، نُصرة للصهيونية والاحتلال، كون الصهيوني المُحتل لأرضنا حليفاً “طبيعياً” وعقائدياً للغرب الجماعي، ويهدف إلى تسييد وتأكيد وتثبيت وترسيخ سطوة هذا الغرب القاتل على العالم العربي، كما يحلمون بهذا الأمر منذ ما قبل تأسيس كيانهم الصغير على جثث الشعب الفلسطيني وشهداء فلسطين والأردن وبلاد العرب الكثيرة. هذا الكيان مُحَاصر دولياً بكل القوانين الدينية والوضعية والبيانات والقرارات الأممية. وبالذات، هو محاصر طبيعياً في فلسطين الصغيرة مساحةً، التي لا تفتح أمامه أي باب من أبواب الهروب من قرارات المناضلين رداً على جرائمه.
هيئة البث الإسرائيلية قالت، إن الشرطة أطلقت سراح أحد الموقوفين (!)، بينما مَدَّدت توقيف 4 منهم، تتراوح أعمارهم بين 19 و20 عاماً، لمدة 8 أيام على ذمة القضية، مُشيرة إلى إن الحادثة وقَعت في فندق في منطقة “أيا نابا” السياحية، فقد أوضحت أن شابة بريطانية (20 عاماً) ذهبت إلى مركز للشرطة، وأفادت بأنها “وقعت ضحية للاغتصاب”، وفقاً للمصدر الإسرائيلي ذاته، مُشيرةً إلى إنه بعد عملية الإبلاغ، جرى التعرّف على المشتبه بهم، وهم خمسة أفراد، وإلقاء القبض عليهم. وأضافت الهيئة: “يُجري القنصل الإسرائيلي في قبرص اتصالات مع السلطات، كما تتواصل وزارة الخارجية مع أهالي السجناء”..
ويتزامن هذا الحدث البشع مع زيارة رسمية بدأها ما يُسَمَّى بِ “رئيس وزراء” الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى قبرص، الأحد المنصرم، ليُنهِيها اليوم التالي له – يوم الإثنين الماضي..
وكان النتن ياهو قد التقى في نيقوسيا رئيس وزراء قبرص، نيكوس كريستودوليدس، قبل عقد لقاء ثلاثي، بمشاركة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس. وناقش رؤساء وزراء اليونان وقبرص و “إسرائيل”، مشروعا لربط أنظمة الطاقة بين البلدان الثلاثة، وإمكانية توريد الغاز الطبيعي من الحقول الإسرائيلية (وهي الحقول الفلسطينية التي سرقها الاحتلال) والقبرصية إلى الاتحاد الأوروبي.
وللحديث بقية تأتي.
//يتبع//..

زر الذهاب إلى الأعلى