مسؤولون وخبراء يشيدون بالتحديث صيني النمط
أشاد مسؤولون وخبراء أجانب بالتحديث صيني النمط لجهوده في القضاء على الفقر وتعزيز التنمية الخضراء ووضع نموذج للدول النامية الأخرى لمواصلة تحديثها.
في جامعة بكين، إحدى أعرق الجامعات للصين، اجتمع أكثر من 70 طالبا، أغلبهم من الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، في ربيع العام الجاري في معهد التعاون والتنمية بين بلدان الجنوب. وتمت إضافة التحديث صيني النمط إلى المناهج الدراسية الجديدة ويحتل مكانة بارزة.
وقالت كاثرين مزومارا، عضو اللجنة المركزية والمدير الوطني للأبحاث والرصد لحزب حركة التحول المتحد في مالاوي “انتشلت الصين نفسها من الفقر في السنوات الـ40 الماضية، وإنه أمر مثير للاهتمام ورائع للغاية، وأتمنى أن أعرف المزيد عنه”.
وقال غلام فريد، مسؤول في وزارة السكك الحديدية الباكستانية “يشكل التحديث صيني النمط درسا عظيما، خاصة بالنسبة للدول النامية، حول كيفية القيام بذلك، وبوسعنا أن نقترح بعض الأمثلة للتعلم منها”.
في غضون بضعة عقود فقط منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، أكملت الصين رحلة الدول الغربية المتقدمة التي استمرت قرونا. وحققت البلاد معجزتين للتنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل الأمد، مما عزز حملة التحديث في العالم. وأشار الخبراء إلى أن التحديث صيني النمط شجع الدول النامية الأخرى على إيجاد مسارات التنمية الخاصة بها.
وقال تشاو تشانغ ون، مدير المركز الصيني للمعرفة الدولية حول التنمية “مكنت الممارسة الناجحة للتحديث صيني النمط المزيد من الدول النامية من إيجاد طريق تنمية مناسب لظروفها الوطنية، وقدمت نموذجا لتوجه الصين نحو التحديث. وبالنسبة لمزيد من الدول في العالم، وخاصة الدول التي ترغب في تسريع التنمية دون فقدان الاستقلال، قدم التحديث صيني النمط خيارا جديدا”.
بالإضافة إلى تعزيز التنمية الاقتصادية، شاركت الصين في إدارة التنوع البيولوجي العالمي، وساهمت بالحكمة الصينية في تحقيق حضارة إيكولوجية عالمية وبناء مجتمع لجميع أشكال الحياة على الأرض. وأصبحت الحضارة الإيكولوجية مبدأ أساسيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للصين.
وتبني الصين أكبر نظام للمنتزهات الوطنية في العالم. وتبلغ مساحة الأراضي المحمية 230 ألف كيلومتر مربع، وتعد المنتزهات الوطنية موطنا لنحو 30% من أنواع الحياة البرية الرئيسية للبلاد. وبين عامي 2012 و2021، انخفضت كثافة الكربون للصين، أو انبعاثات الكربون لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي، بنسبة 34.4%.
وانخفض استخدام الفحم إلى 56% من استهلاك الطاقة الوطني في عام 2021، مقارنة بـ68.5% قبل عقد من الزمن. كما أطلقت الصين مبادرة شراكة التنمية الخضراء في إطار “الحزام والطريق” مع 31 دولة شريكة، لمساعدة الدول النامية على تحسين إدارتها البيئية.
وقالت أرانتشا غونزاليس لايا، وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة “ستكون مساهمة الصين ذات أهمية كبيرة في مكافحة تغير المناخ في جميع أنحاء العالم”.
اجتذب التحديث صيني النمط اهتماما واسع النطاق من المجتمع الدولي. وسيوفر نجاح المسار الصيني نحو التحديث المزيد من الرؤى لمعالجة التحديات العالمية التي تواجه البشرية وسيوفر فرصا جديدة للدول الأخرى لتحقيق التحديث.
وقال أشرف ممتاز، كبير الاقتصاديين بوزارة التعاون الدولي المصرية “باعتبار الصين نموذجا للتنمية والرخاء، قدم لنا التحديث صيني النمط نموذجا رائدا للعالم النامي”.
يبدد التحديث صيني النمط الأسطورة المتمثلة في أن التحديث يساوي التغريب ويزود الإنسانية بخيار جديد لتحقيق التحديث. ويقول للعالم إن الدول يمكنها أن تستكشف بشكل مستقل سبل التحديث في ضوء ظروفها الوطنية وتحقق قفزات التنمية.
وقال تشنغ يونغ نيان، الأستاذ بجامعة هونغ كونغ الصينية بمدينة شنتشن بجنوبي الصين “لم يكن التحديث مجرد نموذج واحد، ولم يكن يمثل التغريب. وكانت نماذج التحديث تعددية. ويخبرنا التحديث صيني النمط أن كل دولة يجب أن تجد نموذجا للتحديث يناسب ظروفها الحضارية والثقافية”.