نَجَاَحٌ وبَرَاَعَةٌ في التعاون والترويج السياحي الأُردني الصيني

اجنادين نيوز / ANN

ـ أعَدَّ وجَمَعَ ودقَّق وحرَّر هذه المقالة للنشر، التالية أسماؤُهم:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: مُتخرِّجة من جامعتين، أولها روسية في مدينة لينيننغراد (سانت بطرسبورغ حالياً)؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأُردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً، ومساعِدة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وتحمل أوسمة عالية، وشهادات تقدير رفيعة من دولٍ حليفة وصديقة.
ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأُردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ومؤسس ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ و “رابطة أنصار ـ روسيا بوتين”؛ ورئيس منظمات دولية أخرى، وأُنعم عليه بأوسمة وميداليات وشهادات تقدير من دولٍ ورؤساء بلدان حليفة وصديقة.

تُعتَبر جمهورية الصين الشعبية واحدة من أكثر الدول، بل أنها الدولة الأولى تقدماً ونمواً إقتصادياً وتجارياً على امتداد الكرة الأرضية، فاقتصادها الأضخم صُنِّف قبل سنوات طويلة، على أنه ثاني الاقتصادات العالمية، بينما هنالك دراسات وازنة تتحدث عن أنه الأول دولياً دون منازع، أمَّا المدن الصناعية والتجارية في الصين، فهي المحرك الأبدي الرئيسي للعمل والحركة للاقتصاد الوطني في الصين والاقتصاد العالمي، وصِلة الوَصل بينهما.
في وقت سابق قريب (بتاريخ19 أُكتوبر 2020)، جَدَدْت فضائية “الجزيرة” القطرية الشهيرة، نَشْر مادة إعلامية مصدرها “الصحافة الأميركية و رويترز”، بعنوان هو – “ناشيونال إنترست”: الصين تزيح أميركا لتصبح أضخم اقتصاد بالعالم.. “إليك الحقائق التالية” أزاحت الصين “حالياً” الولايات المتحدة من الصدارة لتصبح أكبر اقتصاد في العالم. وجاء في الخبر كذلك، أنه بناء على المِقياس الأكثر دقة الذي يَعتبره كل من صندوق النقد الدولي ووكالة المخابرات المركزية “حالياً” أفضل مقياس لمقارنة الاقتصادات الوطنية، يُظهر تقرير صندوق النقد الدولي أن اقتصاد الصين أكبر بنحو السُدس من إقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية (24.2 تريليون دولار للأول، مقابل 20.8 تريليون دولار للثاني)، لماذا لا نعترف بالواقع؟ وماذا يَعني هذا؟”.

ويُضِيفُ التقرير عن مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية، للكاتب غراهام أليسون، أن صندوق النقد الدولي عَرَضَ توقعاته الاقتصادية العالمية لعام 2020، والتي قدّمت لمحة عامة عن الاقتصاد العالمي والتحديات المنتَظرة، ولعَل الحقيقة الأكثر إزعاجاً في هذا التقرير التي لا يريد الأميركيون الإقرار بها أو حتى سماعها هي، أن الصين أزاحت الولايات المتحدة لتتربع على عرش الاقتصاد العالمي.
وزاد التقرير الأمريكي: وعلى الرغم من أن هذا البيان الذي لا لُبس فيه ومأخوذ من المصدرين الأكثر موثوقية، فإن معظم الصحف السائدة؛ باستثناء صحيفة إيكونوميست؛ تواصِل نشر تقارير تفيد بأن الاقتصاد الأميركي يحتل الصدارة، فما الذي يجري؟!
كما كان التقرير المُشَار إليه قد كشف أيضاً، عن أنه “وفي حين أن المقياس الذي اعتاد معظم الأميركيين عليه لا يزال يُشير إلى أن الاقتصاد الصيني أصغر بمقدار الثلث من الولايات المتحدة، وبالنظر إلى حقيقة أن دولارًا واحدًا يَشتري في الصين ما يقارب ضعف ما يشتريه في الولايات المتحدة، فإن الاقتصاد الصيني اليوم يُعدُ أكبر بمقدار السُدس من الاقتصاد الأميركي”، و”يُعدُ الناتج المحلي الإجمالي للدولة في العالم الحقيقي بمثابة الأساس الذي تقوم عليه قوتها العالمية، ونظرًا لأن الصين قد بَنَتْ أكبر اقتصاد في العالم فقد حلّت محل الولايات المتحدة كأكبر شريك تجاري لكل دولة رئيسية تقريبًا”. ويؤكد تقرير مجلة “ناشيونال إنترست”: “لقد أصبحت الصين ورشة تصنيع عالمية لجميع المنتَجات تقريبًا، بما في ذلك أقنعة الوجه، وغيرها من معدات الحماية، كما هو الحال الآن في أزمة فيروس كورونا”. كل هذا وغيره الكثير من الأبحاث، إنما يؤكد بأن الاقتصاد الصيني هو الأول عالميًا بدراسات وأبحاث وشهادات غربية متلاحقة.

في واقع الإقتصاد الصيني أنه يعمل كَ “المُحَرِّك الأبدي، دون توقف، فهو في الواقع آلة دائمية الحركة وكأنها أبدية، فهي تستطيع العمل إلى ما لا نهاية للمحافظة على تقدّم الصين ومكانتها وتأثيرها العالمي من خلال الاقتصاد.

وفي الحقل الإقتصادي – التجاري الترويجي أيضاً، فقد نظَّمَت “هيئة تنشيط السياحة الأُردنية” قبل أيام قليلة، مشكورة، مَعرضين إثنين، مُتنقلين، وذلك في جمهورية الصين الشعبية الحليفة والصديقة، وبالتحديد في كلٍ من العاصمة الصينية بكين، وفي مدينة شنغهاي التي تُعتَبر العاصمة الاقتصادية والمركز المالي للصين، ورابع البلديات المركزية، وإحدى المراكز الإقليمية الرئيسية، فوِفقاً للمراجع الرسمية الصينية، فإن لدى شنغهاي “الميناء الأكبر في العالم والأكثر ازدحاماً” ، كما إنها تتمتع بمكانتها الفاعلة كمركز للبورصة، بورصة شنغهاي، رابع أكبر سوق للأوراق المالية في العالم، والتي تندرج فيها أسهم الكثير من الشركات، والبنوك المحلية، وشركات الطاقة والمعادن العالمية. لذلك، تتميز شنغهاي بتنوِّع تجاري شامل للصناعات وبناء العقارات، والشحن، وتجارة التجزئة والخدمات المالية والسياحة، وهذا ما جعل منها مركزاً متقدماً على المستويين المحلي والدولي، والتي خلقت فكرة إنشاء مدينة عالمية في عام ٢٠٣٥م، لتضحى محطة رئيسية لجميع الخدمات المالية والاقتصادية في العالم.
والجدير بالذكر، أن سعادة السيد السفير الأُردني في الصين حسام الحسيني، ووفد من السفارة الأُردنية، كانا شاركا في افتتاح المعرض الأُردني بصورة فاعلة ومُتميزة، بحضور ممثلين من وسائل الإعلام المختلفة.

وفي إطار هذه الفعالية اللافتة جداً للخبراء والمتخصصين وللبسطاء من البشر، صَرَّحَ مدير عام هيئة تنشيط السياحة، الدكتور عبدالرزاق عربيات، في تصريح له، إن إقامة المَعرضَين إنَّمَا تهدف إلى تعزيز الوعي بالمُنتَج السياحي الأردني، كما وفُرص التعاون المشتركة مع الجانب الصيني، وتقديم آخر التجارب السياحية في المملكة.

وأضاف، إنه تم تقديم عرض تفصيلي يُبرز أهم جوانب المُنتَج السياحي الأُردني في كِلا المدينتين الشهيرتين، وتعريف القطاع السياحي الصيني على أهم التجارب السياحية التي يمكن تجربتها خلال زيارة الأردن، لافتا إلى إن المملكة ستستقبل وفداً من كبار قادة الرأي الصينيين المؤثرين خلال الشهر الحالي، لتسليط الضوء على التجارب السياحية الأردنية ونقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.

وفي جانب موازٍ، أشاد السفير الأردني في الصين السيد حسام الحسيني، بالدور الكبير الذي تقوم به “الهيئة” في الصين والأسواق العالمية عبر الترويج المستمر والمتنوع، مُبدياً إعجابه بهذا العمل وآثاره الواضحة على زيادة أعداد السياح القادمين إلى المملكة هذا العام، وأكد تقديم السفارة لأي دعم تحتاجه الهيئة للترويج للمملكة في السوق الصيني، لافتاً إلى جمالية التنوع الطبيعي والثقافي والفني في الأردن، ما يجعله محطّ أنظار صُنّاع السينما والأفلام الصينية للتصوير فيه.

وعلى هامش المَعْرَضَين، عُرض لقاء فاعل مع مُمَثِّلي كبرى شبكات التلفزة الصينية التي تبث باللغة العربية منذ وقت طويل، حيث تم تنسيق استضافتهم لعمل تقارير مُتلفزة مختصة بالمُنتَج السياحي الأُردني وبثها عبر القناة، إضافة إلى لقاء آخر مع ممثلي إحدى شركات الطيران الصينية، لبحث فرص تسيير رحلات طيران صينية إلى المملكة.

وفي هذا الصدد، قدَّم أحد قادة الرأي الصينيين، عرضاً مُتَخَصِصَاً يُسَلِّط الضوء على جماليات المملكة الأُردنية الهاشمية، وتنوعها، كما تم توزيع العديد من الجوائز على المشاركين في كلا الفعاليتين.

يُضاف إلى ما ذُكِرَ أعلاه، مشاركة نحو 120 مكتباً من مكاتب السياحة والسفر الصينية، والمؤثرين الصينيين، ومُمَثِّلين عن شركات الطيران الصينية في معرض بكين، في حين شارك 75 مكتباً من مكاتب السياحة والسفر الصينية، والمؤثرين الصينيين، ومُمَثِّلين عن شركات الطيران الصينية في معرض شنغهاي.

تجدر الإشارة، إلى أن من أهم المدن الصناعية الأشهر في جمهورية الصين الشعبية، والتي يمكن للصناعيين والمصدرين والمستوردين الأُردنيين التعامل مع أسواقها، ورجالات الاقتصاد والتجارة فيها، هي: بكين، شنغهاي، كوانزو، شينزن، نينغبو.

وليس ختاماً، تؤكد مختلف وسائل الإعلام الأجنبية، وأولها موقع (DW) الشهير، اهتمام الصين المتزايد بالعالم العربي، وبذلِها المزيد من النشاط في المنطقة العربية وما يجاورها من بلدان، وبخاصة اهتمام بكين بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، إذ سبق، “التوقيع بين الجانبين على 34 اتفاقية استثمارية صينية – سعودية، بقيمة تزيد على 29 مليار مليار دولار. وإضافة إلى الاتفاقيات المذكورة تم التوقيع بين الصين والسعودية أيضاً على “اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة”، والاتفاق على وضع آليات لدفع العمل الصيني العربي المشترك وإنشاء مجلس استثمار صيني خليجي. ويعكس توقيع هذه الاتفاقيات رغبة صينية وعربية مُعلَنة في نقل التعاون من التبادل التجاري إلى الاستثمارات المشتركة، وخاصة مع دول الخليج في مجالات تشمل البُنى التحتية، والطاقة، والاتصالات، ومصادر الطاقة، والصناعات الكيميائية. وهو الأمر الذي أكد عليه الرئيس الصيني شي جين بينغ بالقول: “إن الدول الخليجية والصين يُمكِنها تحقيق التكامل الاقتصادي والصناعي وتعزيز الشراكة ودفع التنمية”.
إنتهى.

زر الذهاب إلى الأعلى