بمناسبة الذكرى الـ74 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية الثلاثاء،

اجنادين نيوز / ANN

إعداد: يلينا نيدوغينا: أكاديمية، متخرِّجة من جامعتين: روسية (تخصص هندسة كيمياء تقنية)؛ وأُخرى أردنيَّة (تخصص سياحة)؛ وكاتبة، وعملت رئيسة تحرير لِ “جريدة – ملحق الاستعراض الروسي” في الأُردن، ومواطنة ثنائية الجنسية – الروسية والأُردنية، وتحمل أوسمة وتقديرات سياسية عالية من مجموعة من الدول الحليفة والصديقة ورؤسائها.

تألقت قاعة فندق “سانت ريجيس” في العاصمة الأُردنية عمّان باحتفالية كُبرى أقامتها سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الأردنية الهاشمية، ترأسها سعادة الرفيق والأخ تشن تشوان دونغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الأُردنية الهاشمية، وذلك بمناسبة حلول العيد الرابع والسبعين على تأسيس جمهورية الصين الشعبية ذات النظام الاشتراكي توجُّهاً، وعقيدة، وتطبيقات، إذ غَصَّت قاعة الحفل الكبيرة بالمدعوين، وبغير المدعوين على حد سواء، مِمَّن تقاطروا فرادى وجماعات على المكان، فقد دلفوا هم أيضاً إلى هذا الحفل للمشاركة فيه بإبراز وجودهم فيه، مِمَّا أكد وَبَيَّنَ للجميع عُمق محبة الأردنيين للصين رئيساً، ودولة، وحكومة وشعباً، فمحبة الأردنيين للصين والصينيين ثبتت بعمق منذ تأسيس الدولة الصينية، وتعمقت بعد الاعتراف الدبلوماسي بين بلدينا الأُردن والصين، وغدت هذه المحبة عميقة، وقد تجذرت في الأُردن وفي شرائح الشعب الأُردني المختلفة، وستبقى كذلك على المدى صداقةً وتحالفاً مُتبادلاً، إذ يَندر أن تغص احتفالية مشابهة بهذا العدد الضخم من المُحتفين، رغبةً من مئات الأردنيين لحضور الحفل الصيني، كون الصين صديقاً وحليفاً حقيقياً، لتبقى هذه الذكرى الجليلة والمشاعر المتدفقة التي برزت خلالها عواطف جياشة من الإِخاء ومحبة الصين الراسخة في أَفْئِدَة وقلوب الأردنيين، سواء منذ ما قبل تأسيس الدولة الصينية، وإلى يومنا هذا، وفي إطار هذا الحفل أيضاَ، وستبقى هذه المشاعر الدافئة تسكن قي قلوب مواطنينا على المدى، وسيتم الحديث عنها للأبناء والأحفاد.
ما يُميز الصين ومحبة الشعوب لها، هو أن شعبها ورئيس وقيادة هذه الشعب حزباً وحكومة، هم كتلة واحدة وصلبة متناغمة ومتضامنة دوماً، زد على ذلك أن الصين تبذل جهوداً جبارة لمساندة سريعة لمختلف دول وشعوب العالم في شتى قارات المعمورة، التي تتطلع بعيون الثقة وعقول ثاقبة لأهمية المساعدات الصينية في هذه أو في تلك من الحقول، لأن الأُمم ودولها تثق بالصين كما تثق بنفسها، وأحد الأمثلة على ذلك، من بين عشرات إن لم يكن مئات الأمثلة، ما ذکره وأكد عليه الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية الرفيق شي جين بينغ، خلال خطابه في منظمة الأمم المتحدة، في عام 2015، إذ أكد: “استلهام جمهورية الصين الشعبية مفهوم المصير المشترك للبشرية؛ کمشروع هو الأکبر للتقارب والدعم والتعاون والتآزر بين الشعوب بحکم العيش في کوکب واحد، تتلاشي خلاله الحدود الوطنية في حالة الأزمات والکوارث والانتكاسات، کما ظهر جلياً في جائحة کورونا.. فالتصدي والمجابهة والحروب لن تُنجز نجاحاً سوى بتفعيل المسئولية المشترکة لجميع الدول والشعوب معاً، وهذه الرؤية والمسؤولية هي ماتطرحه وتقدمه صين شي جين بينغ للعالم بكُليتهِ، وهو مايعني على أرض الواقع اليومي، أن العالم إنما يَحظي على الدوام بمشروعات صينية – عربية مشترکة وفاعلة، تمثِّل في تجسيدها مفهوم المصير المشترك عالمياً، کمبادرة الحزام والطريق، التي أضحت مُکوِّناً مهماً في خريطة الاستثمار العربي في شتى المجالات الاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والاجتماعية، في نطاق مشروعات مستقبلية طويلة الأجل، وهي تحقِّق المنفعة الوطنية والصينية، تفعيلاً لمبدأ المنفعة الإنسانية المتبادلة Win-Win .. مع اهتمام سياسي من جانب القيادات الصينية والعربية بدعم مشروعات الربط، ورابطة المصير المشترك.

ـ تالياً، نقدِّم للقراء الكلمة الكاملة للسفير تشن تشوان دونغ التي ألقاها في الحفل:
الإخوان والأخوات الصينيون، السيدات والسادة، الأصدقاء؛

شكراً على حضور جميع الضيوف الكرام لحفل الاستقبال اليوم احتفالاً معنا بالذكرى الـ74 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وفي الوقت نفسه يقترب عيد منتصف الخريف الصيني وعيد المولد النبوي بما يضاعف الفرح والسعادة. يميز عيد منتصف الخريف باكتمال القمر، حيث يجسد لم الشمل والوحدة. وما يسرنا أكثر هو أن نقيم حفلاً وجاهياً لأول مرة منذ وباء كورونا.

في يوم 1 أكتوبر عام 1949، تم تأسيس جمهورية الصين الشعبية بقيادة الحزب الشيوعي الصيني وكفاح الشعب الصيني، بما تحقق استقلال الأمة وتحرير الشعب.
استرجاع الماضي، مررنا بسنوات غير عادية. على مدى 74 سنة المنصرمة، تضامن الشعب الصيني وكافح بصبر وصمود وخلق معجزتين متمثلتين في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي المستدام. لقد تحولت الصين من الفقر والضعف إلى الرخاء والقوة، ونجحت في بناء مجتمع رغيد على نحو شامل، وتعاظم الحجم الاقتصادي الصيني بأكثر من 175 مرة، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد، وأكبر دولة صناعية، وأكبر دولة لتجارة السلع، وأكبر دولة في احتياطيات النقد الأجنبي في العالم. كما نجحت في إنهاء الفقر لأكثر من 800 مليون مواطن.

شهادة الحاضر، نمضي قُدماً بخطوات واسعة. في المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي انعقد في أكتوبر العام الماضي، تم طرح هدفنا لبناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل بحلول منتصف هذا القرن، ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية بالتحديث الصيني النمط على نحو شامل

يُعد هذا العام بداية لتنفيذ مخرجات هذا المؤتمر الهام، سيتقدم الشعب الصيني إلى الأمام بكل أمانة وشجاعة متغلبا على كافة الصعوبات والتحديات في مسارنا الجديد

يستمر الاقتصاد الصيني في الانتعاش والتحسن، وتحقق نموا ملحوظا بالجودة العالية. في النصف الأول من هذا العام، ازداد الناتج المحلي الإجمالي الصيني بـ5.5%، لتتصدر بين الاقتصادات الرئيسة العالمية، وتحتل الرقم الأول من حيث نسبة المساهمة في النمو الاقتصادي العالمي. أكملت الطائرة الكبيرة الصينية الصنع رحلتها التجارية الأولى، تميزت التقنيات الصينية للسكة الحديدية الفائقة السرعة وشبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي في العالم، ودخلت السيارات الكهربائية الصينية أسواق الدول.

على الرغم من التعقيد والخطورة للظروف الخارجية والضغوط التنموية المحلية، ما يزال أساس النمو المستدام للاقتصاد الصيني متينا دون تغير، مع مواصلة المرونة والإمكانية والحيوية، سيتطور الاقتصاد الصيني باستمرار ويوفر المزيد من الفرص للعالم.

يصادف هذا العام الذكرى الـ45 لتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين والذكرى الـ10 لطرح مبادرة الحزام والطريق. تلتزم الصين بالانفتاح عالي المستوى على الخارج، في نطاق أوسع ومجالات أكثر ومدى أعمق، وقد أصدرت مؤخرا سياسات وإجراءات لتحسين بيئة الاستثمار.

تم تحقيق أكثر من 3000 مشروع تعاوني بما جلب قرابة تريليون دولار أمريكي من الاستثمار في سياق البناء المشترك للحزام والطريق. وتأسس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وبنك التنمية الجديد لمجموعة بريكس وصندوق طريق الحرير وغيرها من المؤسسات المالية على التوالي. وحسب توقعات البنك الدولي سيتخلص ما يقرب من 40 مليون شخص من الفقر بحلول عام 2030، بفضل مساعدة الحزام والطريق. في الشهر المقبل ستنعقد الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين حيث سيتم إطلاق مبادرات وإجراءات جديدة لدفع التنمية المستدامة العالمية.

يشهد عالمنا اليوم تغيرات وغموضا، ويواجه مجتمعنا العديد من التحديات المشتركة. كيف نتعامل معها؟ الجواب الصيني هو بناء مستقبل مشترك للبشرية. طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية. أصدر الجانب الصيني اليوم الكتاب الأبيض بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية، مبادرات الصين وأعمالها. وندعو جميع دول العالم إلى تغليب مستقبل البشرية، وتعزيز التضامن والتعاون، والتخلي عن الانقسام والمواجهة، وبذل جهود مشتركة لبناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والازدهار المشترك والجمال والنظافة والانفتاح والتسامح.

انعقدت القمة الصينية العربية الأولى في نهاية العام الماضي، الأمر الذي شكل معلما تاريخيا للعلاقات الصينية العربية، حيث خطط الاتجاهات لبناء مجتمع مستقبل مشترك بين الصين والدول العربية، وأطلق الأعمال الثمانية المشتركة.

تواصل الصين دورها البنَّاء في منطقة الشرق الأوسط، حيث دعمت القضية الفلسطينية العادلة بثبات، وتوسطت بين السعودية وإيران لإعادة علاقاتهما الدبلوماسية، ودفعت الحل السياسي للأزمات السورية واليمنية وغيرها. ندعم مبادرة جهود يوم السلام المطروحة من قبل الأردن والدول الأخرى، وندعو المجتمع الدولي إلى دفع عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل بإلحاح أشد. وستظل الصين مساهماً لإحلال السلام في الشرق الأوسط وشريكاً لتعزيز التنمية في المنطقة.

تحت التوجيهات الاستراتيجية لفخامة الرئيس شي جين بينغ وجلالة الملك عبدالله الثاني، توطدت الصداقة الصينية الأردنية، وتعزز التعاون متبادل المنفعة بين البلدين. يتبادل الجانبان الاحترام والدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للآخر، ويجمع بينهما توافق واسع حول القضايا الإقليمية والدولية. يتزايد التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين بقوة، وتتكثف التبادلات الثقافية والشعبية.

كلمة التحديث هو المفتاح المشترك لنا. إن التحديث الصيني النمط هو تحديث مع حجم سكاني ضخم، ورغد الشعب جميعا، وتعايش الإنسان مع الطبيعة، وتناسم الحضارة المادية والحضارة المعنوية، والتمسك بالتنميةالسلمية.

يدعم الجانب الصيني الجانب الأردني لاستكشاف طريق التحديث الذي يتماشى مع ظروفه الوطنية وعاداته الثقافية، وهو مستعد ليكون شريكا عزيزا للأردن في مسارات التحديث.

إني حكيت لأصدقائي الأردنيين كثيرا، أشاهد كل يوم أن جذور الصداقة الصينية الأردنية أصبحت راسخة أكثر، وثمار التعاون الثنائي مرجوة أكثر. في الأشهر السبعة الأولى، وصل حجم التجارة الثنائية إلى ما يقرب من 3.5 مليار دولار أمريكي، وزادت واردات الصين من الأردن بنحو 25%. وسفارتنا أصدرت التأشيرة لنحو 7500 شخص هذا العام، ونظمت دورات تدريبية نحو 400 أردني في مجالات الصحة والزراعة والجيل الخامس وغيرها.

بالإضافة إلى هذه الأرقام، هناك لحظات لن تنسى، تدفق السيارات الكهربائية الصينية في شوارع الأردن، وشاب الكرك يعمل جادا في مصنع السيراميك صيني، إقبال كبير للشباب الأردنيين على معرض الأنمي الصيني، والتفاعل الجميل بيني وبين الأولاد والبنات في المدارس الأساسية.

ويطيب لي أن أقدم لكم الحضور الخاص في حفلنا اليوم: 10 أولاد وشباب من مبرة أم الحسين. مرحبا بكم!

وبهذه المناسبة، اسمحوا لي أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لجميع الأصدقاء من مختلف الأوساط الذين يهتمون بالعلاقات الصينية الأردنية ويدعمونها، من بينهم الأصدقاء من جمعية الصداقة الصينية الأردنية ولجنة التعاون الثقافي بين الصين والأردن ومنظمات صداقة أخرى.

حالياً تجري دورة الألعاب الآسيوية في مدينة هانغتشون، أتمنى للرياضيين الأردنيين نجاحا كبيرا في الصين.

الإخوان والأخوات الصينيون،

أقدم لكم أطيب التحيات. أثناء الوباء ساعدتم بعضكم البعض وتغلبتم على صعوبات عديدة، مما مثل الروح الوطنية للشعب الصيني ووفر دعمًا قويًا لأعمال السفارة. أنا ممتن جدا لذلك آملا أن تواصلوا دوركم كالجسر ودعم نمو الوطن وتعزيز الصداقة بين الصين والأردن.

كما أود أن أشكر جميع زملائي الصينيين والأردنيين في السفارة على جهودهم لإنجاح هذا الحفل، وأرحب بمستشار الوزير الجديد نائب بعثتنا السيد قونغ آن مين.

وفي الختام، نتقدم بتمنياتنا المشتركة،

نتمنى للوطن العظيم الرخاء والازدهار،

نتمنى للصداقة الصينية الأردنية تقدما مستمرا،

ونتمنى للضيوف الكرام الصحة والعافية والتوفيق والسعادة !
ـ انتهى.

زر الذهاب إلى الأعلى