الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “أمريكا هي من تحتل فلسطين”

اجنادين نيوز / ANN

ـ إعداد وعرض: الأكاديمي مروان سوداح – كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ورئيس عدة منظمات دولية وروسية، ويحمل أوسمة من دول صديقة وحليفة.

أصاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس كَبِد الحقيقة عندما أعلن عَلَى الْمَلَإِ بموضوعيةٍ أن أمريكا هي بالذات مَن تحتل فلسطين.

تلقفت مئات، إن لم يكن ألوف من وسائل الإعلام العربية والعالمية في شتى القارات، من إذاعات، ومحطات تلفزة، وصحف يومية وأسبوعية ورقية والكترونية، ومجلات سياسية مُتخصِّصَة، وغيرها الكثير من الوسائل ذات التوجهات المتخلفة، التصريحات الأخيرة، القولية، والفعلية النارية، والأدلة التي تتسم بالموضوعية والواقعية التي أطلقها فجأة السيد محمود عباس، رئيس دولة فلسطين الواقعة تحت الاحتلال والتهويد والأمركة منذ عهد بعيد، إذ هاجم الرئيس عباس خلالها أمريكا بصورة مباشرة وواضحة لم يسبق لها مثيل، قائِلاً ومؤكِّداً التالي: “عندما تقول “إسرائيل” أنها تحتفل بعيد استقلالها، هي استقلّت عَن مَن؟ مَن هو الذي كان يَحتَل دولة “إسرائيل” حتى تحتفل بذكرى تَخلّصها من هذا الاحتلال، هذه كذبة كبيرة”.
رئيس دولة فلسطين، السيد محمود عباس، أكَّدَ خلال مشاركته في حفل المنتدى الوطني الثامن “الحياة الرقمية والإبداع”، الذي عُقد أمس الثلاثاء، الثالث من أُكتوبر 2023م، في مدينة رام الله الفلسطينية العريقة، على أن: “أمريكا هي مَن تَحْتَل فلسطين”.
وشدَّدَ محمود عباس خلال افتتاحه هذا المنتدى الوطني الثامن “الحياة الرقمية والابداع” على التالي: “وقعت النكبة وتفرَّق الشعب، وخرج أكثر من نصف هذا الشعب من دياره: 950 ألفاً، ليس 800 ألف، وليس 600، وليس 700، وإنما 950 ألفاً، وكانت هذه هي النكبة التي أنكرها العالم، كل هذه المذابح التي حصلت في فلسطين، 51 مذبحة في الـ1948، وإبادة 537 قرية عن بكرة أبيها، وخروج 950 ألفاً من ديارهم، ولم تحصل هناك نكبة؟؟!!”.
وتابع: “ولكن ما الذي حصل؟ حصل استقلال دولة “اسرائيل”. وأخيراً وبعد ضغوط وبعد نشاطات لا حدود لها تم الاعتراف بالنكبة، لمرتين، وتم إحياء ذكراها في منظمة الأمم المتحدة في 15 أيار، وسنُحيي ذكراها مرة أخرى في كل عام”.
وطَالَبَ عباس بـِ: “قارنوا هذا بما حصل قبل أيام من الحرب ضد المرأة عند جيرانكم (أي “إسرائيل”)..، لأنها جنس نجس لا يجوز أن تمشي مع الرجل في المظاهرات، وفق ما أوردته “القدس” ووسائل إعلام أُخرى عربية وأجنبية.
وكانت “إسرائيل” قد شهدت خلال ما يسمى بعيد الغفران قبل أيام، حالة من التوتر، بعد صدامات وقعت بين متظاهرين ومصلين في تل أبيب، على خلفية الفصل بين الجنسين.
وفي هذا السياق والتصريحات التي لم يسبق لها مثيل، عَّبَرَ الرئيس محمود عباس عن افتخاره بالجزء الكبير من العاملين في التقدم العلمي في فلسطين، فمعظمهم من النساء والإناث، مُشيراً في ذات الوقت إلى أن الإناث عادة ما يحصدون المراتب الأولى والمتفوقة في الثانوية العامة والجامعات، وقارن ذلك بمعاملة المرأة لدى الاحتلال “الإسرائيلي”.
وأكد محمود عباس الذي يقف بصلابة أمام أية محاولات للنيل من كرامة شعبنا الفلسطيني المُشرَّد والمُعذب صهيونياً وأمريكياً منذ عشرات السنين: “إن “شعبنا البطل والمناضل سيبقى صامداً في أرضه وأرض أجداده، وسنواصل العمل من أجل نيل شعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله”.. كما أعرب عن: “فخره بالجالية الفلسطينية في كل أنحاء العالم، التي تتحمل مسؤولياتها الوطنية وترفع راية فلسطين والحرية لفلسطين، وتتمسك بالرواية الفلسطينية”.
التصريحات القوية للرئيس الفلسطيني تتفق تماماً مع حقوق وأماني الشعب الفلسطيني البطل وشهداء فلسطين والشعوب المظلومة، إذ إنهم جميعاً قد رووا أرض أوطانهم الطهورة بدمائهم الزكية طوال عشرات عشرات السنين المنطوية، فقد سالت دماء أحرارهم الطاهرة الغالية، لتزهر نصراً، وعزة وكرامة. الشعب الفلسطيني هو الشعب الجَبَّار الذي يجترح يومياً بطولات عظيمة ومتتالية بأدوات من صناعة محلية ذاتية، في سبيل نيل استقلاله من الاستعمار الصهيوأمريكي للأرض العربية الفلسطينية، أرض المقدسات التي يأتيها الحجيج من كل أنحاء الكرة الأرضية، إذ إنها إحدى المواقع الأقدس ربانياً على وجه البسيطة وقارَّاتِها، وإذ يعمل “الاستعمار التقليدي” على عملية سيطرته على بلد ما (فلسطين مثلاً)، إنَّمَا تسعى الإمبريالية بالمقابل، إلى الهيمنة السياسية والنقدية على البلدان الأخرى بالقوة والتهديد أيضاً، سواءً بشكل رسمي أو بصورٍ غير رسمية. فالسياسة أو الآيديولوجية التي تعتمدها دول الهيمنة، إنَّمَا تهدف إلى توسيع نطاق حُكمها وسيطرتها على الشعوب والدول الأخرى بقوة السلاح الفتاك، والقتل، وسحل البشر، إذ يرى أصحابها من المجرمين الدوليين بأنها مجرد عملية لتخليص العالم من الذين يدّعون بأنهم “متخلفين” – أي يعنُون بذلك بشر دول العالم الثالث، والفقراء والمعدمين، ذلك أن الإمبريالية والاستعمار يستهدفان وجود البشر وحياتهم في سبيل نصرتهم لِمَاَ يُسمّونَهُ “المليار الذهبي”، الذي تقف “إسرائيل” الصهيونية على قمته في محاولتها المتواصلة قيادة العالم والهيمنة عليه، من خلال إذرعها المالية والعسكرية، ليبقى عدد محدود من البشر على قيد الحياة بعد قتل المليارات منهم كما يحلمون في مناماتهم البشعة، وكما يعملون في مختبراتهم القَتَّالة للإنسان كبيراً كان أم صغيراً، فلا فرق لديهم بين الناس سوى بكيفية وأساليب القضاء المادي عليهم.
تُعتبر كل عملانيات القتل الاستعمارية والإمبريالية والنيوكولونيالية سلوكاً منحرفاً للغاية، يهدف إلى زيادة فرص الهيمنة السياسية والاقتصادية، وتعظيم ما يتمتعون به من سلطات وسيطرة، ويكون ذلك غالباً من خلال استخدام القوة الصارمة، “قوة القتل!”، وبخاصة من خلال القوى العسكرية الحربية، ولكن أيضاً من خلال القوة الناعمة – القَتَّالة، إذ ترتبط الإمبريالية العالمية، ومنها إمبريالية الصهيونية الإسرائيلية، بمفاهيم الاستعمار والإمبراطورية، إذ إنها تسعى إلى التوسع الأفقي والعمودي في العالم العربي وفي الدول الفقيرة والغَالب على أمرها في القارات المختلفة، في محاولة منها لتستند إلى ركائز داعمة لها تقع خارج نطاقها “الشرق أوسطي”. ومع ذلك، تُعد الإمبريالية مفهوماً متميزاً بالمعنى السلبي جداً، يمكن أن ينطبق على أشكال أخرى من التمدّد الدموي، وعلى العديد من أشكال وألوان الحُكم.. حُكم البشر بالقوة المفرطة التي ترفض القوانين الدولية والاتِّفاقات الإنسانية.
تحيا وتنتصر فلسطين التاريخية..!
تحيا فلسطين الكنعانية – الآرامية وسستنتصر حتماً..!

زر الذهاب إلى الأعلى