سورية والصين: حُلفاء على المَدى
اجنادين نيوز / ANN
– بقلم: الدكتور سعيد طوغلي: رئيس الفرع السوري للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء جمهورية الصين الشعبية – دمشق، وأحد ثلاثة مُمِّثلين ومَساعِدين لرئيس “الاتحاد الدولي”؛ ورئيس الفرع السوري لِ “الاتحاد الدولي”، إعلامي وكاتب سوري.
ـ تحرير ومراجعة: الأكاديمي مروان سوداح، مؤسس ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين” – الأُردن.
تتمتع العلاقة السورية – الصينية بأهمية كبيرة وتأثير قوي على الشعبين في العديد من المجالات. تعود هذه العلاقة إلى فترة طويلة من التاريخ، حيث يرجع التعاون بين القطرين إلى أكثر من 76 عاماً.
في الفترة المُمتدة ما بين 1946-2023 من العلاقات المُمَيَّزة للروابط والصداقة والتحالف بين العرب والصين، اعتمد العرب، وما زالوا يعتمدون على الصين في الكثير من الشؤون والأمور، والتي منها السياسية والاقتصادية، إذ إن الصين تُمثِّل قوة مؤثرة في المنطقة العربية، وفي التعامل بحذاقة مع القوى المختلفة في العالم العربي، وتأخذ بعين الاعتبار الموازين الدقيقة للقوى المختلفة، لاسيما بين المعسكرين الغربي والإشتراكي، وتأكيداً على ذلك، عدَّ الرئيس الأول والمؤسس لجمهورية الصين الشعبية، الرفيق الراقد ماوتسي تونغ، الوطن العربي المجال الإستراتيجي الذي يتربع على منطقة “الشرق الأوسط”. ولهذا، حرصت وتحرص الصين على إرساء الصداقة والتحالفات في المنطقة العربية؛ كذلك تتجاوب بكين مع الوقائع العربية وتتفهمها، وتنشط فيها لترسيخ العلاقات المتعددة الأوجه بينها وبين العرب ومن الناحية الآيديولوجية أيضاً بغية تقريب وجهات النظر، وتأكيد المصالح المشتركة بين الجانبين، أو لنَقُل بين العالمين الكبيرين والواسعين الصيني والعربي.
ولهذا، جَسَّدت الصين علاقاتها مع الأقطار العربية على أفضل وجه، فساندت العرب وقضاياهم المصيرية وما زالت متمسكة على هذا الطريق وتسير فيه، وكانت وهي اليوم أيضاً، قلعة تشجع العرب على نيل استقلالهم الكامل، وما حدث في سورية في العام 1946، هو خير دليل على ذلك، وكذلك الأمر لعقد مؤتمر باندونغ سنة 1955، والذي أضحى مرحلة جديدة في اندفاع الدبلوماسية الصينية في جهات الوطن العربي، وقد تُرجم هذا الأمر على أرض الواقع من خلال توقيع العديد من الإتفاقيات الإقتصادية والثقافية وتبادل الوفود الدبلوماسية بين العرب والصينيين، ومن ضمن الدول العربية التي نشطت في هذا المجال، كانت ومازالت الجمهورية العربية السورية. ولذا، لا يمكن لنا أن ننسى المواقف المميزة للصين تجاه القضايا العربية المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وحرب 1967 ، وكيف سارعت الصين لمساندة العرب لردع حرب الكيان الإسراصهيوني على العالم العربي، ولإحقاق الحقوق المشروعة للعرب وللشعب العربي الفلسطيني المُشرّد، والذي ما زال يقع تحت هيمنة الاحتلال .
كما وتُعد الصين واحدة من الدول الرئيسية في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، ولديها تأثير كبير على الساحة الدولية. وبالتالي، فإن العلاقة بين سورية والصين تُسهم في دعم مصالح سورية وتوفير الحماية الدولية لها.
وفي مجال الاقتصاد، تُعتَبر الصين شريكاً رئيسياً لسورية، فقد تم توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وتتضمن هذه الاتفاقيات التعاون في مجالات التجارة، والاستثمار، والبُنية التحتية، والنفط والغاز. كما وتساهم هذه الاتفاقيات في تعظيم التبادل التجاري بين البلدين، وتطوير النمو الاقتصادي في سورية.
وفيما يتعلق بأثر التعاون بين الدولتين والشعبين الصديقين، فإن التعاون السوري الصيني يُعزِّز التبادل الثقافي والتعليمي بينهما. فقد قدَّمت الصين مِنحَاً دراسية للطلاب السوريين للدراسة في الجامعات الصينية، مِمَّا يُسهم في تطوير المهارات والمعرفة للشباب السوري وتعزيز أجيال الغد السورية.
بالإضافة إلى كل ما تقدَّم، تواصل الصين تقديم دعمها السياسي لسورية في المجتمع الدولي. فقد استخدمت الصين حق النقض في مجلس الأمن لحماية سورية من العقوبات والتدخلات الخارجية، وهو ما يُظِهر عمق التضامن بين البلدين، ودعم الصين لسورية في المحافظة على سيادتها واستقلالها الناجز.
لذلك، يمكننا القول : إن العلاقة السورية الصينية تُعد علاقة إستراتيجية تعود إلى فترة طويلة، وتحظى بأهمية كبيرة لكلا البلدين، وتُساهم هذه العلاقة في تطوير التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين على المدى، وتوفير الدعم السياسي لسورية في المجتمع الدولي.
ونحن إذ نطمح اليوم لمزيدٍ من التعاون بين البلدين، لتعمل على توطيد متواصل لأواصر الصداقة بين الشعبين، وهذا يُعتبر اهتمامنا الرئيس نحن، القيادات والأعضاء، في “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”، حيث نُساهم بصور وروافع أنيقة في التعريف الموضوعي بثقافة الصين الغنية وذلك في مختلف أوساط شعبنا العربي، وتعمل ضمن آلية تدفع إلى مزيدٍ من معرفة الحقائق الصينية، متصدين بكل شجاعة وإقدام لحملات التضليل التي تشنها القوى الغربية الاستعمارية على الصين الصديقة والحليفة للعرب وشعوب العالم الثالث وعقلاء العالم.