مآثر ماليزية نُصْرَةً لِفِلسطين … ماليزيا الإسلامية تنسحب من أكبر معرض كِتَاب بالعالم دعماً لفلسطين.. اتَّهمت المُنظِّمين بالانحياز لِـ”إسرائيل”
اجنادين نيوز / ANN
ـ إعداد وتقديم: الأكاديمي مروان سوداح.
في الأنباء المتقاطرة التي حازت على اهتمام عدد ضخم من القراء العرب والمسلمين وغيرهم في مختلف أقطارهم، أن وزارة التعليم الماليزية أعلنت مؤخراً على الملأ، وعلى العالم كله، رفضها الكامل والشامل المشاركة في “معرض فرانكفورت للكتاب” للعام الحالي، متهمةً المنظِّمين باتخاذ موقف مؤيد لدولة الاحتلال، التي تعمل على إبادة ممنهجة لشعب فلسطين، إذ شَدَّد رئيس وزراء ماليزيا، السيد أنور إبراهيم على رفضه التام لِمَا تمارسه الجهات الغربية من ضغوط متواصلة تهدف إلى جر العالم للتنديد بحركة “حماس”.
وفي الأخباركذلك، أن القرار الماليزي الداعم لشعب فلسطين وحقوقه غير القابلة للنقض وﻏﲑ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺼﺮﻑ، إنَّمَا يتبدَّى في إنسحاب ماليزيا من أكبر معرض كتاب في العالم بعد أن تم الإعلان عنه عقب إعلان الجمعية الأدبية “ليتبروم”، إنها ستؤجل حفلاً لمنح جائزة لمؤلف فلسطيني عن روايته في هذا الحدث، في أعقاب معركة “طوفان الأقصى” التي نفَّذتها “حركة حماس” ضد احتلال فلسطين. في مقابل قرار هذه “الجمعية”، اتخذت كوالالمبور خطوة تُعبِّر عن دعم قوي لفلسطين، واستنكرت تصاعد العنف القتالي الإسرائيلي على شعب قطاع غزة الصغير مساحةً والمُمتلىء سكاناً، إذ قررت وزارة التعليم الماليزية سحب مشاركتها من معرض “فرانكفورت” الدولي للكتاب هذا العام، ويأتي هذا القرار على خلفية اتهام المنظمين للمعرض بدعمهم لِ “إسرائيل”، التي تشن؛ في تضاد تام مع القانون الدولي والدولي الإنساني؛ حرباً شعواء، وتمارس نهج إبادة الجنس بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ المعزول حالياً عن العالم بسبب محاصرته الكاملة بالجيوش الصهيونية، والمقصوف بالأسلحة المحرمة دولياً؛ المدعومة أمريكياً ومن دول الغرب الجماعي.
والجدير بالذكر، إنه يتم الاعلان عن قرار ماليزيا في هذا الشأن في إطار سياق تصريحات متتالية تتصل بأُخرى سابقة أطلقها رئيس الوزراء الماليزي “أنور إبراهيم”، الذي يَعتبر الوضع في فلسطين ممارسة للاحتلال والاستيلاء على الأراضي، مُشيراً في الوقت ذاته إلى التناقض في مواقف بعض الدول الغربية تجاه الظلم المُمَارَس في قطاع غزة، وبهذا الإجراء، تُعَبِّر ماليزيا عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، وتؤكد للعالم أجمع رفضها للمخالفات وللإنتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان عامةً.
وكان قال منظِّم المعرض على فيسبوك، وبدون خجل، أنه “سيجعل” الأصوات اليهودية والإسرائيلية “مرئية بشكل خاص” في نسخة هذا العام! ورداً على ذلك، صرَّحت وزارة التعليم الماليزية في بيان لها: “الوزارة لن تغض الطرف عن العنف الذي ترتكبه (“”إسرائيل” في فلسطين، والذي ينتهك بوضوح القوانين الدولية وحقوق الإنسان”. وأضافت بثقة: أن “قرار (الانسحاب) يتماشى مع موقف الحكومة الماليزية بالتضامن وتقديم الدعم الكامل لفلسطين).
وفي استعراض الموقف العربي والإسلامي والأممي بشأن هذا الموقف الرسمي الماليزي، يتم تقييمه على أنه شجاع، ومِقدام، وعادل، ويحوز على إشادات عربية وإسلامية وأُممية مُناصَرةً لحقوق الإنسان عامةً والإنسان الفلسطيني بخاصةٍ، وذلك في الوقت العصيب الحالي، وبالرغم من أن الخطاب والممارسة في رصد حقوق الإنسان قد أصبح لهما بلا شك جذور متأصلة، إلا إن الحكومات المُستغِّلة والتوسعية والعنصرية قد طَوَّرت أيضاً مهاراتها في الاستيلاء على المنظومة، والتلاعب بها واستغلالها لمصلحتها الخاصة المعادية للبشرية وحقوقها والمناهِضة لتطبيق العدالة.
ومن المعروف على نطاق واسع في العالمين العربي والإسلامي، وعلى نطاق الدنيا بأسرها، أن ماليزيا الدولة المتحضرة وذات الأغلبية المسلمة تساند منذ فترة طويلة القضية الفلسطينية وتشد أزرها، إذ أكد رئيس الوزراء أنور إبراهيم مُشدِّدَاً، إنه لا يتفق مع الضغوط الغربية للتنديد بحماس، ودعا أبراهيم كذلك إلى الوقف الفوري للقصف على غزة، وفتح مَمَر إنساني، وذلك في أعقاب محادثة هاتفية مع إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
موقف ماليزيا من حرب الإبادة على غزة
كوالالمبور: انتقد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم المجتمع الدولي لتحيزه ضد قمع الفلسطينيين في خضم تصاعد الاشتباكات في قطاع غزة وحوله.
ووفقا لصحيفة” نيوستريتس تايمز” الماليزية، قال أنور على منصة إكس، تويتر سابقاً، إنه نتيجة لظلم الشعب الفلسطيني، فقد المئات من الأبرياء أرواحهم.
وقال إن “المجتمع الدولي يستمر في اتخاذ إجراءات متحيزة فيما يتعلق بكل أشكال القسوة والقمع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني”.
وأردف: إن “مصادرة الممتلكات والأراضي الفلسطينية تتم بشكل متواصل من جانب الصهاينة”. وأضاف أنه نتيجة لهذا الظلم، تمت التضحية بأرواح مئات الأبرياء.
متفرقات
1/ أنور إبراهيم: ماليزيا لن تقبل بالضغوط الغربية للتنديد بحركة حماس.
2/أنور إبراهيم: إن دولاً غربية وأوروبية طلبت مراراً من ماليزيا في اجتماعاتٍ التنديد بحماس، وأضاف في كلمة له أمام البرلمان: “قلت إننا، من الناحية السياسية، لدينا علاقة مع حماس، وإن هذه السياسة ستستمر”.. وأردف أنور إبراهيم: “بناءً على ذلك نحن لا نتفق مع موقفهم الضاغط، إذ إن حماس أيضاً فازت (بالسلطة) في غزة بحُرية من خلال الانتخابات، واختارها سكان غزة للقيادة”.
3/ تلقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، حيث عَبّرَ عن وقوف ماليزيا وتضامنها مع الشعب الفلسطيني ومع غزة في معركة طوفان الأقصى.
وأكد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم رفض ماليزيا الاستجابة للضغوط الغربية التي تمارس عليها لإدانة حماس، وأشار إلى أنه يقوم بالعديد من الاتصالات والخطوات مع الأطراف في المنطقة وخارجها للمساهمة في وقف الاعتداءات على شعبنا وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
من جانبه، أشاد رئيس الحركة بالموقف الماليزي ورفضهم التام الاستجابة للضغوط الأمريكية أو غيرها بإدانة حماس والمقاومة ومشيداً بالجهود التي أجراها لوقف الاعتداءات وإدخال المساعدات. وأكد رئيس الحركة كذلك، خلال اتصاله: أننا كشعب فلسطيني نريد حقنا في الحرية والكرامة وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس وفق القرارات الدولية.