مبدأ “دولة واحدة ونظامان” في عيون عراقية
اجنادين نيوز / ANN
بقلم: احمد محمد علي ، عضو في الفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وعضو في جمعية الصداقة العراقية الصينية
وهي السياسة الوطنية التي طرحها الحزب الشيوعي الصيني بقيادة دينغ شياو بينغ لإعادة توحيد الصين سلمياً بمبـدأ “دولـة ونظامين”.
وبعد ذلك أصبح هذا المبدأ سياسة أساسية لتحقيق وحدة الوطن. وقبـل كـل شـيء طرح هـذا المبدأ وهـذه السياسـة من أجـل قضية تايوان في الأساس لعودتها لأحضان الوطن الأم الصين.
حيث تنص هذا السياسه التزام بر الصين الرئيسي بالنظام الاشتراكي ، وتحافظ تايوان على النظام الرأسمالي الأصلي،كما يمكنها أن تتمتع بقواتها العسكرية الخاصة، بما لا يمثل تهديدا لبر الصين الرئيسي .
كما لتايوان إدارة أحزابها و حكومتها و جيشها، كما ستترك الحكومة المركزية حصة من فائض الميزانية المالية لتايوان
أ.عودة هونغ كونغ وماكـاو إلى الصين
مع أن مبدأ “دولة ونظامان” كـان مطروحـا مـن أجـل قضية تايوان في الأساس إلا أنه هذا المبدأ نجح أولا في حل قضيتي هونغ كونغ وماكاو .
حيث استعادت الصين في الأول من يوليو عام 1997 هونغ كونغ من الاستعمار البريطاني الذي استعمرها في حروب الافيون ضد إمبراطورية تشينغ الصينية عام 1898.
في أبريل عام 1987م استمرت المفاوضات الودية بين حكومتا الصين والبرتغال بشأن قضية ماكاو والتي تم استعمارها عام 1553 من قبل البرتغاليين .
انتهت المفاوضات بنجاح باعتبار ماكاو ارض صينية و أعلنـت ” جمهورية الصين الشعبية ممارسة السيادة علـى مـاكـاو فـي 20 سبتمبر 1999م”.
ورفرفت أعلام الصين الحمراء البراقة ذات الخمسة نجوم فوق هونغ كونغ وماكـاو ,بعد أن عادوا إلى حضن الوطن بعد سنين طويلة من الأحداث والتغيرات التي قضتها بعيدا عن الوطن الام .
وبرجـوع هونغ كونغ وماكـاو يـكـون قـد انتهـى استعمار القـوى الأجنبية للأراضي الصينية بالكامـل.
ب.قضية تايوان
تقع تايوان في الجنوب الشرقي من بر الصين الرئيسي، ولقد اثبتت السجلات التاريخية ، لوجود علاقة بين الصين ، وجزيرة تايوان ، يرجع تاريخها الى القرن الثالث،حيث تدفق لأول مرة الصينيين إلى الجزيرة عندما اندلعت حرب الممالك الثلاث في الصين في عام 221م ،وعين سون تشيوان ملك مملكة وو (222_280) وي ون مسؤولا إدارة شؤون تايوان،واستمرت تايوان تحت ادارة الإمبراطوريات الصينية المتعاقبة.
وقد كانت مسرحا لمؤامرات الدول الاستعمارية ,كما
تعرضت الجزيرة للاحتلال الياباني ١٨٩٥ ووقعت معاهدة شيمونوسيكي،وتنازلت الصين مجبرا عن تايوان .
خاض الشعب الصيني صراعا طويلا ومتواصلا ضد الاستعمار الياباني لطرده من خلال القيام بحرب عصابات ،حتى نهايه الحرب العالمية الثانية، و هزيمة اليابان ألغيت “معاهدة شيمونوسيكي”.
حقق الشعب الصيني النصر النهائي عام 1945 واستعاد أرض تايوان المحتلة .
لم يأت السلام إلى الشعب الصيني، فقد اندلعت الحرب الأهلية بسبب انهيار محادثات السلام بين حزب الكومينتانغ والحزب الشيوعي، واستمرت هذه الحرب إلى عام 1949.
انتهت بانتصار الحزب الشيوعي الصيني وإعلانه قيام جمهورية الصين الشعبية عام ١٩٤٩ وهروب قيادات الكومينتانغ إلى جزيرة تايوان، وبدعم رئيسي من الولايات المتحدة الأمريكية شكلوا نظاما تحت التسمية السابقة « جمهورية الصين » .
ومن حينها وتايوان في حالة انفصال عـن الـوطن الأم. وطوال السنين الماضية ،كان مفهوم تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، قد حاز اعتراف العديد من المنظمات الدولية ومن بينها الأمم المتحدة عام 1971، وغالبية الدول ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن هنا لم يعد لتايوان أي وجود ديبلوماسي في المحافل الدولية بل حتى التواجد الرياضي قائم تحت مسمى الصين تايبيه ، وليس تحت التسمية القائمة التي تدعيه تايوان بـ جمهورية الصين.
وحالياً لا تعترف بتايوان إلا بعض الدولة صغيرة إما أفريقية او من امريكا الجنوبية والشمالية أو جزرة المحيط الهادي مقابل مساعدات مالية مغرية .
إن إعادة التوحيد السلمي على ضوء “دولة واحدة ونظامان” هما المبدآن الأساسيان لحل مسألة تايوان، وهُما تجسيد للحكمة الصينية القائلة: “نزدهر من خلال احتضان بعضنا البعض”.
#المصدر كتابة قصة تاريخ الصين، المؤلف احمد محمد الربيعي