استطلاع: 77.98% من المستطلعين ينظرون المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد بشكل إيجابي
أكد خبراء وباحثون الارتباط التاريخي الممتد الذي يجمع بين الصين والعالم العربي على مدى عقود عديدة تبلغ نحو ألفي عام من التواصل الفعال والذي تدعمت وتيرته في السنوات الأخيرة بما يجسد قيم الصداقة والتكاتف من أجل تعزيز التعاون الدولي ومواجهة التحديات المتنوعة وبناء المجتمع المشترك.
وأضاف الخبراء والباحثون في دراسة حول ” العلاقات الصينية العربية وبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد” التي أجرتها قناة CGTN أن الجانبين يرتبطان بعلاقات استراتيجية تشمل مختلف المجالات، ويرجع تاريخ التعاون إلى قرون عديدة من الترابط الذي يتوثق بخطى ثابتة في ظل تواصل حضاري فعال لبناء المجتمع المشترك، منوهين أن التعاون الصيني العربي يرتكز على الماضي العريق ورؤية للحاضر المشرق والمستقبل الواعد للعلاقات الشاملة بين الجانبين.
كما أوضحت الدراسة والخبراء المشاركون أن العلاقات الصينية العربية والتعاون بينهما يشهد تطورا ملحوظا ومتزايدا، فيجمع بين الجانبين تعاون استراتيجي وشراكات فعالة وتبادل للوفود واللقاءات والفعاليات ذات التمثيل رفيع المستوى بما يعزز ويدعم التبادل الفعال وكانت القمة الصينية العربية التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض تتويجا وتجسيدا للتعاون الفعال بين الجانبين.
كما أشارت الدراسة أن التعاون بين الجانبين مستمر ومتنام ويشهد انعقاد العديد من الفعاليات المشتركة التي تعزز العلاقات المشتركة مع الدول العربية ومنها ” مصر والسعودية والعراق والجزائر والإمارات ” التي شملتهم الدراسة والتي تأتي متزامنة مع مرور عام من انعقاد القمة الصينية العربية في الرياض عام 2022 حيث مثلت تجمعا دبلوماسيا رفيعا بمشاركة العديد من الدول العربية و دول مجلس التعاون الخليجي وذلك بالتزامن مع الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية، وفقد كانت القمة بمثابة تتويج لحقبة حافلة بالتطور والنمو في العلاقات الصينية العربية التي بدأت في 1956، حيث كانت مصر ” الدولة المحورية في العالم العربي وافريقيا ” في طليعة الدول التي أسست علاقات دبلوماسية مع الصين وكانت بمثابة البوابة الرئيسية لتعزيز العلاقات الممتدة بين الجانبين .
وأكد الخبراء أن بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد يعد ترجمة لرؤية طموحة وتعاون حقيقي بين العالم العربي والصين الذي يمتد لتاريخ طويل مليء بالمواقف التي تعزز التعاون والشراكة الشاملة من أجل مستقبل مشرق للعلاقات مؤكدين أن هناك تعاون فعلي يربط بين الصين والعالم العربي ويبني المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد والذي نظره له 77.98% بشكل إيجابي إجمالا بحيث يحقق الشراكة الاستراتيجية والتعددية الحقيقية والتعاون المتكامل.
وأضاف الخبراء والدراسة أن كلمة الرئيس الصيني ” شي جين بينغ “جاءت في الجلسة الافتتاحية للقمة الصينية العربية، لتؤكد ذلك وتركز على تكريس روح الصداقة والعمل يدا بيد، وبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، حيث ثمن 68.82% من المشاركين أهمية ما طرحه الرئيس الصيني خلال القمة وأنه يمثل علامة فارقة ويعد هاما للغاية ومؤثرا في تاريخ العلاقات.
وأكدت الدراسة أن المحدد الاقتصادي يعد أحد المداخل الرئيسية التي يمكن في ضوئها تفسير التطور الكبير الذي تشهده العلاقات الصينية العربية، ونقطة الانطلاق الرئيسية لهذا التطور، نجد أن حجم التبادل التجاري ارتفع بين الجانبين في عام 2022 إلى نحو الضعف لما كان عليه قبل عشرة أعوام، وتعتبر الصين الآن أكبر شريك تجاري للدول العربية، فرأى 77.26% أنه تعاون متنام ومزدهر، وأكد 76.68% تميز وازدهار التعاون في مجالات التبادل الاقتصادي والتجاري بما يشمل الاتصالات والطاقة المتجددة والمدن الذكية والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات.
كما أوضحت الدراسة أن العلاقات الصينية العربية تعد نموذجا يقدم ويترجم القيم الإيجابية التي تستهدف تحقيق التعاون الفعال والتنمية الفعلية والمتكاملة التي تشمل مختلف المجالات، وتركز الصين على تعزيز التعاون في الجوانب الاقتصادية والتجارية وتطوير البينة التحتية بما يحقق النمو المستدام، ويتزامن ذلك مع ما تشهده العديد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر والسعودية من مشروعات تطوير كبرى تشمل مختلف المجالات، فقد أيد 57.3% ما يحققه التعاون مع الصين في تعزيز البنية التحتية في العالم العربي، كما تسعى الصين لتوسيع تعاونها مع الدول العربية في مجالات: الزراعة والاستثمار والبنية التحتية وصناعات التكنولوجيا الفائقة والتمويل والغذاء والطاقة، ويعكس ذلك مدي التنوع في المشروعات البنية التحتية التي تنفذها الصين باستثمارات ضخمة مع الدول العربية بما يحقق التنمية المستدامة التي يتطلب تحقيقها تنفيذ مشروعات عملاقة تشمل مختلف القطاعات التنموية.
وأوضح الخبراء والدراسة أن الصين والعالم العربي ينتهجان معا علاقات قوامها الانفتاح في ظل السلام والتعاون والشمول والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك فقد لعبت الصين دورا هاما في عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران ويحظي موقفها من القضية الفلسطينية بتأييد الدول العربية، ويساهم ذلك في تحقيق التنمية الحقيقية ، ويبني المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد بما يعزز الاستقرار والسلام المستدام، وقد رأي 61.96% من المشاركين أن التعاون مع الصين يعزز الاستقرار والفرص التنموية بينما تراوحت نسب آخرى موقف الحياد والتوسط، وتعد تلك الأسس محاور رئيسية للتاريخ المتواصل بين الجانبين، بما يجذب الفرص الاستثمارية الحقيقية بما يحقق التنمية المستدامة إقليميا وعالميا.
وأشار الخبراء إلى أن التقارب الفكري والحضاري والإنساني من أقوى الدعائم لتحقيق وتعزيز العلاقات بين الأمم فالتفاهم والترابط بين البشر يمثل الضمانة الأساسية والفعلية لتوحيد المواقف والرؤى وتعزيز التعاون على كافة المستويات وهذا ينطبق على العلاقات الصينية العربية حيث يجمع بين الشعبين الكثير من القواسم المشتركة في ظل تاريخ يضرب بجذوره في عمق الأرض وحاضر مشرق للتعاون، حيث رأى 81.22% التعاون الصيني العربي في الجوانب الثقافية والإنسانية متناميا ومزدهرا، وأيد 53.76% أن التعاون مع الصين يحقق تقارب الشعبين ويعزز حوار الحضارات خاصة التبادلات في مجال الصحة والأنشطة الرياضية والبرامج المشتركة بالإضافة إلى تعزيز التبادلات التكنولوجية الحديثة وتوظيفها والتعليم وتبادل المعارف وإنشاء المراكز الثقافية بين الطرفين وتعزيز التبادل العلمي والأكاديمي بين الطرفين والحوار الحضاري والتواصل الإنساني من خلال الفعاليات المتبادلة والمراكز الثقافية للجانبين الصيني والعربي ، بما يساهم بفاعلية أن يبلغ التوافق والانسجام السياسي والتعاون الاقتصادي والتجاري أعلى المستويات بين الجانبين.
كما أكد الخبراء أن التعاون الصيني العربي يمثل أحدى الركائز الأساسية في المنظومة الدولية، ويترجم ويعزز قيم الحوار الحضاري والأمن والتنمية العالمية والتي تمثل الأهداف الأساسية للمبادرات الثلاث التي طرحها الرئيس الصيني، حيث رأى %66.66 أهمية أهداف المبادرات الثلاث مجتمعة وفي مقدمتها تعزيز التنمية الفعلية والحوار المشترك وتعميق الثقة الاستراتيجية والحفاظ على المصالح المشتركة والتي تتقاطع مع الأهداف التي نص عليها ميثاق تأسيس الأمم المتحدة بما يعزز الحوار الحضاري والتعايش السلمي ويحقق التنمية الحقيقية، كما تعد المبادرات التي طرحتها الصين والتعاون مع العالم العربي تجسيدا وتفعيلا لتلك المبادئ والقيم بما يعزز حوار الحضارات ويرسي قيم التعاون والاستقرار والمساواة ويحقق التعايش السلمي بما يحقق التنمية المتكاملة.
وأكدت أن العلاقات الصينية العربية تتسم بتعدد أوجه التعاون في ظل حاضر ثري يتميز بشراكة وتوافق يجمع الجانبان في المجالات المختلفة وتشير التوقعات إلى مستقبل مشرق وواعد للعلاقات فيجمع الصين والعالم العربي العديد من القواسم المشتركة المستمدة من أثنين من أقدم الحضارات التي عرفها تاريخ العالم وتشهد العلاقات بين الجانبين تطور لافت ومنحى تصاعدي على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المجالات بما يعزز التنمية المتكاملة ويجذب المزيد من الفرص للتقارب والتواصل الحضاري.