الذكرى العاشرة على زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الصين
اجنادين نيوز / ANN
إعداد: يلينا نيدوغينا*
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: متخرجة من جامعتين أولها روسية في مدينة لينينغراد (سانت بطرسبورغ حالياً)؛ وثانيها أُردنيَّة في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية الناشرة باللغة الإنجليزية “سابقاً”، وناشطة اجتماعية وإعلامية، وتحمل أوسمة رفيعة من دولٍ حليفة وصديقة.
اكتملت عشر سنوات على “زيارة الدولة” التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى جمهورية الصين الشعبية الحليفة والصديقة. كان ذلك في منتصف إيلول / سبتمبر 2013، إذ شكَّلت زيارة جلالته آنذاك حَدَثاً كان الأبرز خلال تلكم العام 2023م، بما حملته من ملفات سياسية واقتصادية، وأخرى ثقافية واجتماعية بحث فيها الطرفين خلال لقائهما لأجل تعظيم فعاليتها، في سعي من الدولتين إلى تجذير وتوسيع علاقاتهما الثنائية، التي أخذت بالتطوّر في مختلف الحقول بتسارع لافت لانتباه كل العالم، لاسِيَّما وأن الصين تتبوأ مكانة متقدمة في علاقاتها المُتشَعِّبة مع عالم العرب المترامي الأطراف، إذ تُعتبر هذه الروابط الصينية المَتينة مع الدول والشعوب العربية عميقة المعاني والجذور على امتداد التاريخين القديم والحديث، إذ لعب التفاهم المتبادل الصيني – العربي، وسيبقى يلعب دوراً رئيسياً لأعلاء المُهِمَّة النبيلة للعلاقات العميقة مع الصين، لتغدو الروابط بين العاصمتين عَمَّان وبكين، أكثر إثماراً في شتى الحقول، ولتستند إلى حجر الزاوية الثابت الذي رسخه قائدا القطرين، ليتعاظم تأثيره السياسي والثقافي والاقتصادي دولياً شهراً بعد آخر على الشعبين وتآخيهما الثابت.
وفي بكين، حيث قاعة الشعب الكبرى التي جرت فيها مراسم الاستقبال الرسمي لجلالة الملك، ولقاءاته الأبرز مع القيادات السياسية، لقاء القمة الذي جمع جلالة الملك مع فخامة الرئيس الصيني الرفيق شي جين بينغ، إذ تركَّز الحديث على العلاقات الثنائية، وسُبل تطويرها في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، وتناول البحث ملفات شرق أوسطية، في مقدمتها مساعي تحقيق السلام، استناداً إلى حل الدولتين، وتداعيات الأزمة السورية .
كما اجتمع جلالته مع رئيس مجلس الدولة، رئيس الوزراء الصيني، لي كيكيانغ لبحث العلاقات الثنائية وطرق تدعيمها، حيث أشار جلالته إلى التطور النوعي الذي شهدته العلاقات بين البلدين، في شتى الميادين، خاصة التجارية والاستثمارية، مؤكداً الحرص على تقويتها وتعزيزها.
وتم خلال زيارة جلالته توقيع اتفاقيات تعاون بين البلدين في قطاعات الطاقة، والإعلام، ومجالات التعاون العسكري، والبوتاس.
وأثناء تواجده في بكين زار جلالة الملك مقر الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية. وكذلك، التقى جلالته مدير المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية “وان جيفي”، التي تُعدُ أحد أكبر المنظمات العالمية في مجال الترويج للتعاون التجاري والاستثماري في الكون. وجرى بحث مجالات تعزيز التعاون الاقتصادي وآفاق الاستثمار بين الأردن والصين، في مختلف المجالات..
وفي مدينة شنغهاي عاصمة الصين الاقتصادية، زار جلالته منطقة جينتشاو التنموية الاقتصادية الخاصة، سعياً من جلالته لاستفادة الأردن من هذا النموذج الناجح، خاصة في تنمية المحافظات، الذي اثبت نجاعته في ازدهار اقتصاد الصين وإيجاد مئات الاف من فرص العمل. كما زار جلالته “شركة هواوي” التي تُعدُ إحدى كبريات الشركات العالمية العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبرمجيات، واطلع جلالته خلال تواجده في مركز البحث والتطوير التابع للشركة، على البرامج التي تقدمها الشركة في تطوير وتقديم الحلول التقنية لدول عديدة من بينها الأردن، حيث تحدث جلالته مع فريق الشركة العامل في الأُردن.
والجدير بذكره، واستناداً للمراجع التاريخية المتوافرة بين أيدينا، أن شركة “هواوي” تعمل في المملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 2004، وهي توظِّف عدداً كبيراً (بالمئات) من المهندسين، 80 بالمئة منهم أردنيون (بإحصائيات ذلك التاريخ)، وقد أسهمت هذه الشركة الصينية في تعزيز موقع الأردن كمركز إقليمي في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وفي ينتشوان، زار جلالة الملك “مسجد ناجياخو” في بلدة يونغنينغ القائم في المدينة التي يسكنها شعب قومية “هوي” المُسلم، حيث أدَّىَ جلالته الصلاة فيه بعد أن جال في مرافقه. ومن المهم الإشارة إلى أن تاريخ هذا المسجد يرجع إلى ما قبل 480 سنة، ويُعتبر من الآثار المهمة المحمية على المستوى الحكومي والوطني في الصين منذ عام 1987.
من جهته، صَرَّحَ رئيس مجموعة “رونجيا” الاقتصادية الصينية، لو شون، تصريحات مهمة ضمنها التالية: “إن وجود جلالة الملك عبدالله الثاني بشخصيته الفذة في الصين، وزيارته للمعرض، شَكَّل حافزاً لنا لإقامة شراكات مع رجال الأعمال الأردنيين، وبعض المؤسسات الاقتصادية في الأردن”، وبَيَّنَ كذلك أن الزيارة الملكية لوطنه الصين “عززت الثقة لدى رجال الأعمال الصينيين بالمزايا الاستثمارية التي يوفرها الأردن، وهو أمرٌ لقي استحسان اقتصاديين صينيين ودَفَعَهُم إلى الاستفادة من هذه المزايا”.
نتمنى لجمهورية الصين الشعبية الحليفة والصديقة الصدوقة للقضايا العربية المصيرية وقضايا الشعوب المظلومة والنامية، قائداً – الرفيق والأخ شي جين بينغ – ، ودولةً وشعباً، كل الخير، وجُل التألق المتواصل في كل الحقول، وأن تبقى كما عهدناها منذ تأسيسها ونعهدها إلى يومنا هذا، مولِّدة مُبدِعَةً للأفكارِ الإنسانيةِ والاقتصاديةِ، ليستمر وجود، ولتتواصل تفعيلات الإنعكاسات الإيجابية الصينية على شعوب المَعمُورَة برمتها، لتعظيم لا نهاية له للعلاقات الصينية – الأُردنية والصينية – العربية.
_ للمقالة صِلة، والبقية تأتي لاستعراض العلاقات الأردنية والعربية الصينية.