بالعَرَبِي.. وبِالعِبْري أَيْضَاً…! الحرب الإعلامية الناجحة وسيلة لتدمير العدو دون خسائر بشرية (1)
اجنادين نيوز / ANN
– بقلم: الأكاديمي مروان موسى سوداح
مِّمَا لا شك فيه أبداً، أن الحرب الإعلامية الموجَّهة، والمبدئية والذكية بالذات أيضاً، هي وسيلة ناجعة للغاية، ليس فقط لإحباط معنويات العدو أيَّا كان، بل وكذلك لإثارة شعب هذا العدو على قياداته من سياسية ومدنية وعسكرية، ولخلخلة الوضع الداخلي، إذ يشمل ذلك الدولة، وقيادتها وقادتها، وشعبها الذي يتبنى، عادةً، أنباء العدو الموجَّهةِ صوبه. ومن الطبيعي أنه لا يوجد في هذا العالم الواسع أي شعب يريد الموت أو يتمناه هو وأطفاله، في سبيل بقاء قِمَّة ما حاكِمة على كرسي الحُكم والرفاهية، أو حُكاَّم من الدرجة العاشرة.
إن ظاهرة الحرب الإعلامية ليست جديدة البتة، فهي كانت مُسَتَخْدَمَة من جانب دولٍ كثيرة في صراعها مع أعدائها، فخسائر هذا العدو بقياداته السياسية والعسكرية تبرز بِحِدةٍ في داخل مجتمعه عندما يتم توظفها من جانب الخصوم، وتصبح سلاحاً للخصم يوجهها بسهولة للعدو، ويخترق صفوفه، وذلك من خلال خلخلة مجتمعه المدني، وتكسير وحدته الوطنية والفكرية، وهذه بالذات تُعدُ طعنة عميقة في خاصرة الخصم، يتلقى ضربتها من مجتمعه هو بالذات..، هذا المجتمع الذي يَسعى إلى معرفة الحقيقة الصادمة، وبالتالي، يؤدي ذلك بالتأكيد إلى خلخلة الوحدة المجتمعية الداخلية “بسهامٍ وطنية بالذات!”، وينال ذلك من مصداقية رئيس الدولة، والحكومة مجتمعةً، ليصبح المجتمع بالتالي ضعيفاً وبائساً وكافراً بالوطن وأهله، ليستشهد بأقوال العدو عن وطنه، إذ تتسلل هذه “الأقوال” إلى عقل المواطن بسهولة ويسر، وتعمل على إضعاف الوحِدة الداخلية للمجتمع، وإسقاط حكومة الخصم بسهولة، لتتحول إلى كومة من “النفايات الوطنية”!
إيمان المواطن بالحرب الإعلامية، والتي لا تبدو عادةً أنها حرب إعلامية صريحة، تكون مغلفةً بأنباء ذكية، تؤثر سريعاً على الخصم، بحيث يُمَكِّنها من إسقاط مقولات العدو وقياداته، وطعن مصداقيتها في حالة الحرب بالذات، التي يحاول من خلالها تسويق تصريحات ونصوص لاموضوعية، لكنها جاذبة للخصم الشعبوي، جلها الأكاذيب والفبركات التي يتم صياغتها بدقة متناهية من خلال متخصصين بالحرب الإعلامية، سِيَّما وأن الخصم الشعبوي يكون في العادة ضعيفاً فكرياً وسياسياً، فيتم والحالة هذه كسب شعب هذا الخصم، وكذلك كسب شرائح واسعة من الرأي العام العالمي، وتحقيق مكاسب أخرى عديدة أيضاً.
ولهذا، أرى أن الاعتماد فقط على أخبار الحرب المباشرة التي تجري بالأسلحة التقليدية التي نعرفها جميعاً، لن يُلحِق أي خلخلة داخلية حقيقية وعميقة بالعدو، وبخاصة الصهيوني ذاته، لكون الصهيونية متغلغلة منذ عهد بعيد بعيد في مفاصل مجتمع الكيان الصهيوني منذ ما قبل تأسيسه، إذ كانت الصهيونية قد فرضت نفسها على غالبية يهود العَالم، لكن هذا العالم اليهودي الصهيوني يمكن له أن يُغيّر توجهاته حالياً بكل يسر وسهولة، لكن في حال تم له اكتشاف أباطيل القادة الصهاينة في حربهم الحالية في قطاع غزة المُعذَّب، وعلى جبهاتٍ غير غزة.
والحرب الإعلامية الحقيقية والذكية لا يمكن أن تجري سوى بلغة الخصم أو العدو، فاستخدامها بغير لغة العدو لن يُجدي نفعاً كبيراً، ولن يؤثر سوى قليلاً في العدو أو الخصم، ووجودها يعتمد أولاً على ذكاء وضع النصوص الإخبارية فيها، وثانياً طريقة توظيفها إذ يجب أن يكون هذا التوظيف حصراً بلغة الخصم على أن تكون واضحة، وصحيحة للكبير والصغير على حد سواء، وجاذبة لأصحاب المهن المختلفة في وطن العدو، وجهورية سعياً لكسب المزيد من المُستمِعين، وأن يتم تسويق النص؛ إن كان من خلال شاشة المُباصَرة (التلفزيون) أو الأثير الراديوي؛ بسلاسةٍ، ووضوحٍ، بخاصةٍ في مسألة مخارج الكلمات ولمواضع خروج الحروف الهجائية مِن الفَم، ولأجل ظهورها متميزة عن غيرها، والخ.
ـ التعريف بالكاتب: صحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسيَّة والأردنيَّة، وعضو في “نقابة الصحفيين الأُردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ومؤسـس ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”، الذي هو هيئة أردنية التأسيس رسمياً، ومركزه في المَملكة الأُردنية الهاشمية؛ ويترأس عدة منظمات روسية ودولية، ويحمل أوسمة وميداليات وشهادات تقدير من دول ورؤساء دول صديقة وحليفة.
ـ //يتبع – 2/…