مقالة : طالب سوري وغيره من الأجانب يمدون يد العون للمتضررين من الزلزال في شمال غربي الصين
اجنادين نيوز / ANN
جريدة الشعب الصينية
أمضى زين العابدين علي، وهو طالب دكتوراه من سورية يدرس في إحدى الجامعات بالصين، أمضى أربعة أيام للمشاركة في أعمال الإغاثة في المنطقة المنكوبة بالزلزال في شمال غربي البلاد.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية بعد وقوع زلزال بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر في محافظة جيشيشان ذاتية الحكم لقوميات باوآن ودونغشيانغ وسالار في مقاطعة قانسو بشمال غربي الصين في وقت متأخر من يوم 18 ديسمبر الجاري، تدفقت فرق الإنقاذ والمتطوعون وإمدادات الإغاثة بشكل مستمر إلى المنطقة المنكوبة، بمشاركة أجانب هرعوا لمد يد العون.
فبعد علمه بالزلزال، لم يتمكن زين، البالغ من العمر 33 عاماً، والذي يدرس حالياً للحصول على درجة الدكتوراه في التصميم الصناعي في جامعة نانجينغ للفنون، لم يتمكن من النوم طوال الليل، وتذكر الزلزال القوي الذي هزّ وطنه الأم قبل بضعة أشهر. وفي 6 فبراير من العام الجاري، وقع زلزال في جنوبي تركيا على الحدود مع سورية، ما تسبب في إلحاق خسائر فادحة في كلا البلدين.
وقال زين: “عندما تعرض بلدي للزلزال، مدت الصين يد العون على الفور وقدمت مساعدة إنسانية مخلصة”، مشيراً إلى أنه يعتبر الصين منذ فترة طويلة وطنه الثاني، وهو يريد أن يبذل قصارى جهده لمساعدة المنطقة المنكوبة.
وبعد يومين فقط من وقوع الزلزال، انطلق زين بالطائرة كأحد المتطوعين مع فريق إنقاذ “الفهد الأزرق” من مدينة نانجينغ الواقعة على بعد أكثر من 1700 كيلومتر، ووصل إلى منطقة الزلزال في محافظة مينخه المتضررة بشدة من الزلزال في مقاطعة تشينغهاي المجاورة لقانسو، في الساعة الرابعة من صباح اليوم التالي. وبعد استراحة قصيرة في الخيمة لمدة ساعتين، تغلب وزملاؤه على الطقس البارد القاسي وذهب إلى العديد من القرى والبلدات المتضررة للاطلاع على الاحتياجات، والمشاركة في تنسيق وتوزيع إمدادات الإغاثة.
وخلال الأيام والليالي التي قضاها في منطقة الزلزال، وثّق ما رآه وسمعه عبر هاتفه المحمول للعديد من القصص واللمحات التي تُدفئ القلوب، مثل إرشادات الاهتمام بالسلامة والتدفئة، والشاي الساخن والوجبات المقدمة له ولأعضاء فريق الإنقاذ من قبل السكان المتضررين. وترك زين رسالة عاطفية قبل مغادرته، قال فيها: “الوردة الدمشقية التي سقيتها ذات يوم بمياه الصين أينعت وصارت نضرة … هذه رحلة محبة متبادلة”.
لم يكن زين الأجنبي الوحيد الذي قدم مساهمات في أعمال الإغاثة في المنطقة المنكوبة، ففي بلدة داخهجيا بمحافظة جيشيشان، ساهم أكبري مرتضى بقوته أيضاً.
وجاء أكبري مرتضى، البالغ من العمر 37 عاماً، من مدينة قم بإيران في عام 2017 إلى مدينة لينشيا في قانسو، ويعمل حالياً في كلية لينشيا للمهن الحديثة كمدرس للغة الفارسية.
وعندما ضربت هزات أرضية شديدة مدينة لينشيا، الواقعة على بعد 40 كيلومتراً من محافظة جيشيشان، قام أكبري مرتضى بطمأنة الطلاب في فصله، وأعرب عن رغبته في الذهاب إلى منطقة الزلزال للمشاركة في عملية الإنقاذ.
قال مرتضى: “مثل الصين؛ فإن إيران أيضاً دولة تقع في منطقة زلزالية وبركانية، وأنا على دراية تامة بالتأثيرات والأضرار التي سيُلحقها هذا الزلزال بالسكان المحليين.” مشيراً إلى أنه وبعد وقوع زلازل في إيران في الماضي، سارعت الصين إلى تقديم أشكال مختلفة من المساعدات، ما جعله يرغب في رد الجميل.
وصل مرتضى إلى بلدة داخهجيا في محافظة جيشيشان يوم 22 ديسمبر، حيث سابق الوقت وانشغل ليل نهار مع المتطوعين الآخرين في توزيع إمدادات الإغاثة. وشهد بعينه الجهود المتضافرة في أعمال الإنقاذ وأيضا “السرعة الصينية” المتمثلة في قدوم المساعدات من أنحاء البلاد.
شعر مرتضى بأن لمشاركته في الإغاثة من الكوارث أهمية كبيرة حيث عززت فهمه لما يعنيه “العالم عائلة واحدة”.
وفقاً لمكتب الشؤون الخارجية بمقاطعة قانسو، أرسلت العديد من المدن الدولية الشقيقة، بما في ذلك مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، ومحافظة أكيتا اليابانية، ومقاطعة ألبا الرومانية، ومقاطعة غوبي ألتاي المنغولية، أرسلت رسائل تعزية بعد وقوع الزلزال. كما أعرب العديد من الأصدقاء الدوليين عن تعاطفهم وتعازيهم بأشكال مختلفة ورغباتهم في تقديم المساعدة، آملين في أن يتمكن السكان المتضررون من تجاوز المصاعب في أقرب وقت ممكن وإعادة بناء منازلهم الجميلة.
ومع عودة الحياة إلى طبيعتها بالنسبة للسكان المتضررين في مقاطعتي قانسو وتشينغهاي بشكل تدريجي، عاد مرتضى وزين إلى حياتهما الطبيعية. وقالا إنهما سيواصلان متابعة عمليات إعادة الإعمار في المنطقة المنكوبة، متمنيين للسكان المحليين بدء حياة جديدة في أقرب وقت ممكن.